لما بلغ الخليفة المعتصم إن امرأة هاشمية صرخت: (وامعتصماه) عندما أسرها الروم أجابها من موضعه: (لبيكِ.. لبيكِ)، وجهّز جيشا ضخما أرسله على وجه السرعة لإنقاذها والمسلمين فى اسبرطة، ثمّ خرج بنفسه على رأس جيش كبير وفتح عمورية، وهي من أعظم المدن البيزنطية. هذا هو الرد العملى من خليفة المسلمين عندما سمع أن إمرأة مسلمة تستغيث به. هو سمع أن إمرأة وقعت فى أسر الأعداء ولم ير إمرأة مسلمة تؤسر ويهتك عرضها وتسلخ من ثيابها كما تسلخ الشاة من جلدها على مرآى ومسمع من العالم أجمع وظل فى مكانه كما فعل مدعو الإسلام فى ديسمبر 2011. تناقلت وكالات الأنباء العالمية ورأى العالم أجمع وتصدر صدر صفحات، ونشراته الإخبارية يوم 18 ديسمبر 2011 صورة فتاة مسلمة منتقبة مأسورة فى قبضة الجنود المرابضين فى ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، يجرونها ويدوسونها بأحذيتهم القذرة التى تشبه سحناتهم، ينتهكون عرضها وينزعون عنها رداءها، كما تسلخ الشاة من جلدها، فبدت عارية تعرى حقارة نظام ، وأنا لا يعنينى ما يصنعه هؤلاء.. فتلك طبائعهم، فمن هتك عرض المؤتمن عليهم واستباح حرماتهم لايمكن أن يكون مصريا ولا مسلما ولايؤتمن على وطن، وحتى نغلق تلك التفريعة فإن المجلس العسكرى الحاكم أهان القوات المسلحة وورطها فى هتك عرض المصريين والمصريات، ولا اعتراف بمصرية جيشنا ما لم يصدر اعتذارا رسميا من الجيش للشعب المصرى ويقرر عزل التسعة عشر من الحكم. وأيا كان الامر فلن تكون بعد اليوم امتيازات لجيش ينتهك عرض المصريات ويقتل المصريين، ولن يكون فوق المحاسبة، وسنخوض معركة شرسة عند وضع الدستور بأن يكون الجيش خاضعا للبرلمان فى كل شيئ.. لا امتيازات يُقتل بها الشعب المصرى. ما انتظرته أياما كثيرة هو رد الفعل على تلك الحادثة ممن يصدعون رؤوسنا بالمرجعية الإسلامية وعودة دولة الخلافة. مدعو الإسلام من أجل الفوز بالانتخابات تحدثوا عن مفاسد السياحة، وإلغاء شواطئ العراة، وسمحوا بانتهاك عرض وتعرية فتاة مسلمة على مرأى ومسمع من العالم. انتظرنا وطال انتظارنا وحتى تلك اللحظة لم تدع جماعات النصب السياسى لمظاهرة مئوية (أى مكونة من مائة شخص) وليست مليونية، لم يتحركوا ولم يدينوا هتك العرض.. ولم يقدروا على توجيه لوم لسيدهم المجلس العسكرى لأنهم لو فعلوا لحرمهم من نصيبهم فى "التورتة" التى هى على جثث الشهداء وعرض الفتيات، تهاونوا فى الامر وكأن ماحدث حدث لامرأة مجوسية فى دولة الماجوس، بل أدانوا خروج سيدتهم إلى الشارع، ورشحوا نساءهم لعضوية البرلمان خشية من أن يصفهم الغرب بالظلاميين، خافوا من الغرب ونفذوا ما أراد، ولم يخافوا من رب العالمين ولم ينتصروا لشريعته، وإذا كانت النساء عورة يجب حجبها فى البيوت ومنعها من الخروج فلماذا يرشحون نساءهم على قوائمهم. موقفهم المتخاذل من نصرة دين الله والتصدى لمنتهكى عرض النساء كشف زيفهم وكذب انتمائهم للإسلام، وعرى نفاقهم وبين تجارتهم بالدين من أجل مقاعد برلمانية. والسؤال: كيف يقيم المتأسلمون الدنيا ولايقعدونها ويحشدون المظاهرات من أجل احتجاز "كاميليا" المسلمة فى "الدير" ويتركون اختهم المنتقبة ينتهك عرضها ويعرونها ويدوسونها بالأقدام فى عرض الشارع، إنه الجبن فى أوسخ معانيه والمتاجرة بالدين والسعى إلى فتنة طائفية فى الوطن يستفيد منها خفافيش الظلام. يخشون سطوة المجلس العسكرى ولايأبهون بغضب الكنيسة المصرية. المجلس العسكرى بتأشيرة يعيدهم للحظيرة والكنيسة وإن ارتفع صوتها لحماية رعاياها فتوصيف الخفافيش لها جاهز بالعمالة للغرب وأنها تريد نصرنة مصر المسلمة، وإلغاء المادة الثانية من الدستور! يا للكذب وياللعار فكيف لعشرة أو لخمسة عشر مليون مسيحى على أكثر تقدير أن يلغى دين أكثر من سبعين مليون مسلم.. يسعون للتحريض والوقيعة بين أبناء الوطن وخلق زعامات طائفية. هل من يفرط فى عرضه يعرف الإسلام أو حتى اشتم رائحته؟! أعرف أن أقلاما مأجورة أفاقة منافقة ستتصدى وتهاجم.. أقلام لا تعرف حمرة الخجل ولاحرمة الإسلام.. أقول لهم إن لم تستح فافعل ما شئت. من يفرط فى عرضه هل يؤتمن على حماية أرض الوطن عندما يحكم؟ بالتأكيد لا وألف لا. هؤلاء من قايضوا بدينهم دنياهم.. بعرضهم برلمانا كرتونيا عديم الصلاحية. جماعات تريد خصخصة الإسلام لمصالحها الخاصة كما خصخص نظام مبارك المخلوع القطاع العام لمصلحته. وإن أخطأت هذه المرأة فى الخروج للشارع فهل هذا جزاؤها؟ أخبرنى بربك ياشيخ الازهر.. يامن تدعى أنك حريص على دماء وحرمات المسلمين.. أجبنى بعلمك.. وبخلق الشيخ والدك.. وبصعيديتك.. أجبنى يابن الشيخ الطيب.. أرجو أن تكون مثله طيبا وصالحا ولاتخشى فى الحق لومة لائم أجبنى.. وياأيها المفتى.. يا من تدعون المرجعيات الإسلامية أخبروننا هل ماحدث حلال أم حرام؟ وما حكمه فى الإسلام؟ وهل ترضونه لبناتكم وأخواتكم وأمهاتكم؟ أرجوكم بكل أدب واحترام أن تكونوا صادقين ولا تستغلوا الدين فى غير موضعه ولا تتاجروا به، والمسلم الحقيقى هو الذى يحرص على دخول الجنة، وكما "قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "لايدخل الجنة ديوث، قالوا وما الديوث يارسول الله، قال الذى لا يغار على عرضه" وأعتقد من يريد عودة الخلافة يكون لديه نخوة وغيرة إسلامية على العرض وليس تواطئا مع سيده العسكرى.