لا يخفى على أحد الرشاوى التى قدمها النظام السعودى لأعضاء البرلمان وعدد غير ذا قليل من الإعلاميين الموالين لنظام العسكر بقيادة عبدالفتاح السيسى، مقابل حشدهم لسعودة جزيرتى تيران وصنافير المصريتان، واللتان تنازل عنهم نظام العسكر، مقابل بضع مليارات، والتى كان من ضمن حفلة الرشى المقدمة رحلات حج للنواب والإعلاميين. حيث بدأ العشراتمنهم بالظهور خلال الاستعداد لمشاعر الحج من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، بعد أن عملت السعودية على مكافأتهم بتأشيرات الحج، التي سددوا ثمنها على نفقة جزيرتي "تيران وصنافير"، بعد أن تسلمتها السعودية بالنيابة عن الكيان الصهيوني، ليكون الحج شاهدا على أول خيانة في التاريخ، للأرض والعرض والتراب. ولم تشفع المناسك المقدسة في الحج من طلب الرحمة والتذلل إلى الله والخشوع، من استمرار إعلاميي "الصفقة الحرام" من النفاق حتى أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي محراب الكعبة المشرفة. ولعل الفاتورة التي يسددها إعلاميو النظام بعد الحصول على تأشيرة الحج ما زالت مستمرة، ولم تكفِ "تيران وصنافير" من أجل سدادها، حتى أن إعلاميا مثل أحمد موسى استمر في نفاقه حتى وهو في حرم المسجد النبوي الشريف، حيث قال في تغريدة على "تويتر": إن "جميع حجاج بيت الله الحرام يؤيدون ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية". وأضاف، في التغريدة، "أؤكد لكم من المدينةالمنورة أن جميع حجاج بيت الله الحرام يؤيدون ترشح عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية أمس الإثنين. ويقوم موسى بتغطية مناسك الحج هذا العام من الأراضي المقدسة لقناة "صدى البلد" الانقلابية، والتي يقدم من خلالها الإعلامي المحسوب على النظام الحالي برنامجه "على مسئوليتي"، فضلا عن تأدية آلاف الصحفيين الذين حصلوا على تأشيرات مجانية من السفارة السعودية؛ لمكافأة عدد من الإعلاميين على وقوفهم بجانب سياسة المملكة في حصار دولة قطر. وفي هذا الإطار، وجه الكاتب الصحفي وائل قنديل سؤالا للمشايخ: "هل يجوز الحج على نفقة تيران وصنافير؟". وقال قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، إنه منذ اختراع قطاع"المواطنين الشرفاء" أصبح الفساد محمياً بقوة السلطة، وسيداً ومدللاً، تُفتح له الأبواب والنوافذ، هاتفاً تحيا مصر. وكشف أنه قبل عامين، كان أحد عساكر الإعلام الفاسد في مصر يستضيف نائباً من نواب زمن حسني مبارك، محتفلاً ببطولاته من أجل الوطن، حين اصطاد نائباً آخر من طلائع قوات 30 يونيو، وسلّمه للشرطة، بتهمة الرشوة، وكان المذيع يرقص في الاستوديو فرحاً بالإنجاز، واليوم المذيع، يؤدي مناسك الحج، على نفقة تيران وصنافير، والبطل الذي احتفى به في السجن، متهماً بالنصب والاحتيال. وأوضح قنديل أنه لم يُعرف عن نظام الثلاثين من يونيو أنّه ضد الفساد، بل على العكس من ذلك، هو نظام يمثل فرصة العمر للفاسدين، يفدون إليه من فج عميق، للمساهمة بفسادهم في خدمة وطن مسروق، مؤكدا أن "كل الفاسدين مع السيسي" وقد نطق بها سيساوي من الوزن الثقيل، بعد عام ونيف من صعود السيسي إلى قمة السلطة، وهو المخرج محمد العدل، فإنّ لها وجاهتها، حتى وإن كان النصف الثاني من الشهادة يقول "وليس كل من مع السيسي فاسدين". وأشار قنديل إلى الحملة التي يطلقها إعلام السيسي، مردّدة "الزعيم يحارب الفساد" لمناسبة حبس السيدة نائب محافظ الاسكندرية، بتهم التربح والرشوة، وحبس نائب الجن والعفاريت، السابق، بتهمة النصب والاحتيال، قائلا: "يريدون منك أن تصدق أنّ الشخص الذي أطاح برئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، لإصداره تقريراً عن حجم الفساد المروّع، يحارب الفساد، عن طريق ولده، الذي قفز به مصعد الفساد إلى الأدوار العليا في الجهة المسؤولة عن الرقابة في البلاد". وأضاف: "مطلوب منك أن تقتنع بأنّ الرجل الذي عزل القاضي الذي تصدّى لجريمة التربح، السياسي والمادي، من بيع تيران وصنافير، يخوض حرباً ضد الفساد، وأن تردّد مع الجوقة أن الذي يطهّر القضاء من الشرفاء والاستقامة، يناضل ضد الفساد.. عليك أن تستأصل عقلك وتشعل النار في ضميرك، لكي تسلّم بأنّ السلطة التي تمارس أعمال السطو على ممتلكات معارضيها، وتستولي على الأموال والعقارات والمؤسسات الخاصة، التي أنفق أصحابها أعمارهم في بنائها، هي سلطة معنية بمقاومة الفساد". وكانت قد قامت سفارة السعودية في القاهرة باستصدار آلاف التأشيرات المجانية للصحافيين المصريين، وذويهم، للسماح لهم بالحج، كمكافأة على الدفاع عن سعودية تيران وصنافير، وشرعنة الحرب التش تشنها دول الحصار ضد قطر. وتوزع السفارة السعودية في القاهرة كل عام ما يُسمى ب"تأشيرات المجاملة" على مؤسسات الرئاسة، والبرلمان، ومجلس الوزراء، ووزارة الخارجية، وعدد من الجهات السيادية، والصحف الحكومية والخاصة، فضلاً عن كبار الكتاب والإعلاميين والدبلوماسيين، ممن لم يتسن لهم الحصول على تأشيرات من الحصة الرسمية.