أكثر من 500 يوم مضت علي اعتقال المصور الصحفي "محمود أبو زيد" الشهير ب"محمود شوكان" ، والذي قبض عليه أثناء تغطيته لفض اعتصام رابعة العدوية من قبل وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب بعد أن وجهت له النيابة العامة تهما بالقتل والتجمهر والإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وأمرت بتجديد حبسه طيلة 500 يوماً وحتي الآن لم تنظر السلطات المصرية في طلبات الإفراج عنه, كما حدث مع مصور قناة الجزيرة عبد الله الشامى، فكما قالها شوكان بعد مرور عام على اعتقاله : "خرج الشامى ولم أخرج أنا ومازلت فى انتظار دوري". وفي نفس السياق منحت لجنة حماية الصحفيين يوم الثلاثاء أبو زيد الجائزة الدولية لحرية الصحافة غيابيًا، والتي قدمت في نيويورك. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"في الوقت الذي تحتجز فيه القاهرة"شوكان" بتهم تتعلق بمزاولة التصوير, يكرم عالميا. وأشارت إلى أن أبو زيد كتب في خطاب نشرته لجنة حماية الصحفيين في مارس 2015م، بمناسبة مرور 600 يوم على احتجازه، فقال "شغفي التصوير، ولكني أدفع مقابل هذا الشغف من حياتي، وبدون التصوير، هناك جزء مني مفقود"، ويضيف "سجن طرة يشبه المقبرة، فهو مكان تموت فيه الأحلام". كما دشنت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب الداعمين الذين حضروا الحفل السنوي بتصوير أنفسهم حاملين لافتة مكتوب عليها وسم أطلقوا سراح شوكان «#FreeShawkan»، ونشرها على موقع تويتر. وأكدت الصحيفة أنه منذ أن استلم قائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسي" مفاتيح البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات ، تعرض للكثير من الانتقادات بسبب تضييقه الخناق على الصحافة ، إذ سجلت لجنة حماية الصحفيين حبس 23 صحفيًّا في مصر خلال عام 2015م ، لتحتل مصر بذلك المرتبة الثانية بعد الصين في حبس الصحفيين. وذكرت "رضا علي" والدة "شوكان" ، والتي تزوره مرة أسبوعيًّا، إنها تتطلع "للتحدث معه بشأن الجائزة، لأنني أعلم كم سيسعده ذلك، هو يستحقها فعلًا". والجدير بالذكر أن "شوكان" هو شاب عشريني تخرج في أكاديمية أخبار اليوم ، أعلن احترافه التصوير الصحفي منذ التحاقه بها ، بدأّ بالتدريب في جريدة الأهرام المسائي بمحافظة الأسكندرية وهو مازال طالبًا، مرورًا بمشروع التخرج، إذ كان الوحيد بين رفاقه الذي اختار فكرته عن التصوير وعمل مع عدد من الصحف الاجنبية ومنها وكالة "ديموتكس" التي أرسلت خطابًا للسلطات العسكر تؤكد فيه أن "شوكان" كان يغطي الأحداث لصالح الوكالة وليس مشاركًا فيها, إلا أن السلطات المصرية أصرت على تجاهل هذه الحقيقة وقررت مد فترة حبسه لتصل إلى ما يقرب من عام ونصف، ولا يمكن حصر المأساة فى شوكان وحده، فكثير من الصحفيين تعرضوا لانتهاكات وصلت لقتل بعضهم خلال التغطية الميدانية للاشتباكات ولازالت الانتهاكات مستمرة. كانت السلطات المصرية قد اعتقلت شوكان والعديد من المتظاهرين السلميين وصحفيين أجانب في ستاد القاهرة لمدة يوم واحد وذلك بعد ضربه ضربًا مبرحًا وتجريده من كافة معداته ثم قامت باطلاق سراح الصحفيين ونقل "شوكان" إلى قسم أول القاهرة الجديدة ثم إلى سجن أبو زعبل حيث بقي رهن الاعتقال حتى يومنا هذا. وفي سبتمبر 2013, أمر النائب العام بتجديد حبس صحفيين أخرين ومن بينهم "شوكان" ويستمر التجديد لشوكان تلقائيًا ودون محاكمة لمدة 16 شهرًا في القضية الهزلية المعروفة إعلامياً باسم "أحداث فض اعتصام رابعة", والتي تحمل رقم 15899 لسنة 2013 إداري أول مدينة نصر مع استمرار رفض حقه في إخلاء سبيله أو حتى إحالته الى المحكمة.