يسأل بعض الزملاء الصحفيين عن وكالة بازرعة التى يقام بجانبها حفل افطار لجنة الاداء النقابى الوكالة هى تجمع للتجار ، بما يعادل " المول " فى الوقت الحالى ، حيث كانت تخصص للتجارة ولكن يقيم بها التجار خاصة من الاقاليم البعيدة سواء فى مصر أو من البلاد العربية خاصة الشام واليمن ، فكان يستأجر التجار الادوار العالية الاشبه بالفنادق ، وتسمى " خان " وكان فى الغالب يخص الطابق العلوى الآول للتاجر الفرد أى الذى يكون بمفرده ، والطابقين الآعلى للتاجر المصاحب لاسرته حيث كانت الحجرة بها سلم داخلى وهكذا فى باقى الحجرات .. أما الدور الآرضى فيوجد به صالة او مكان خالى فسيح ، وعلى جوانبه " حواصل " وهى أشبه بالمخازن ، وكثيرا ماكان أقرب للميزانين أو الدور المسروق فى الوقت الحالى ، فيضم حواصل سفلية وعلوية ، أو حواصل وتحتها حوانيت ووقت البيع يخرج التجار بضائعهم من الحواصل ويعرضونها فى ساحة الوكالة ، وكانت الوكالات مراكز تجارية للمصريين والعرب ، ومنها وكالة الغورى ، وجمال الدين الذهبى و وكتخدا وغيرهم ، وكان بعضها متخصص فى سلعة أو سلع محددة. وتقع وكالة بازرعة بشارع التمبكشية بحى الجمالية وكان يطلق عليه الشارع السلطانى حيث أنه من فروع شارع المعز الذى كان يطلق عليه بالشارع الآعظم ، حيث أشتهر ببناء السلاطين القصور ومساجد وأسبلة وغيرها ، حيث كان يفخر كل منهم ويتنافس على البناء الفخم ، وكانوا مع عدم وجود مكان بشارع المعز يضطروا للبناء بالقرب منه. وتقع وكالة بازرعة خلف جامع الآقمر بشارع المعز ، ويحدها من الجنوب الشرقى مدرسة جمال الدين الاستدار ، ومن الغرب بوابة وكالة عباس أغا ومدرسة حديثة .. أما الشارع الموجودة به وكالة بازرعة فهو شارع " التمبكشية " وسمى بهذ الاسم حيث كانت معظم اسماء شوارع القاهرة القديمة باسماء الحرف الموجودة بها مثل الخيامية والسقايين والفحامين وغيرها ، والتمبكشية نسبة الى تجار " التمباك " وهو التبغ الذى يصنع منه السجائر ، وكانت السجائر قديما لا تباع " جاهزة " بل يباع التبغ وكذلك يباع الورق الذى يلف به. أما عن اسم الوكالة " بازرعة " فهو نسبة لآحد التجار من العصر العثمانى ، وقد أشتهرت ، وترجع الى القرن 11 ه -17 م حسب ما جاء فى فهرس الاثار الاسلامية ، وهى مسجلة فى تعداد الآثار الاسلامية برقم 398ى الى نحو 400 سنة ، وقد أشتهرت هذه الوكالة ببيع البن اليمنى ، والصابون أما عن حالة الوكالة فهى جيدة خاصة بعد الترميم الذى قام به مركز العمارة الاسلامية برئاسة الدكتور صالح لمعى منذ سنوات. وتعتبر هذه الوكالة نموذجا فريدا لوكالات العهد العثمانى ، وتحتفظ بمعظم معالمها وطوابقها ، مثل وكالة الغورى. أما عن وصف الوكالة فهى شبه مستطيلة ابعادها 25 فى 42 متر ، ويبلغ ارتفاعها 40ر14 متر وتبدأ الوكالة بالباب أو كتلة المدخل وهو مدخل مهيب باتساع 40ر4 متر محدد أطارها بمجموعة من الجفوت والمسدسات ، ويحد فتحة الباب عقد موتور ويعلو فتحة الباب نافذة مستطيلة عليها أسياخ حديد ويضم مصطبتان صغيرتان وشريط غائر ، ويوجد للبوابة مغلاق خشبى ( ضبة ) أما الوكالة من الداخل فيؤدى باب الدخول الى دركاه فناء كبير وحوله الحواصل أو الحوانيت ، حيث تضم الوكالة حواصل وحوانيت كثيرة ،.. ويصل المدخل الى وحدات الاعاشة فى أقصى غرب الواجهة ، وهى فتحة مدخل عبارة عن مستطيل بعرض 20 ر 1 م ولها عقد مستقيم عليه زخارف نجمية يعلوها مساحة مستطيلة كانت تحمل النص التأسيسى ويحدها مسدسات. وتبرز الواجهة من الطابق الآول عن سمت جدار الطابق الآرضى ، وهذه البروز محمولة على كوابيل متماثلة زخرفت نهايتها بثلاثة صفوف من المقرنصات ، أما الكابولين الذن يحدان كتلة المدخل فهم أضخم منها قليلا يحملان بروز الشرف التى تعلو المدخل ، ومزودان بزخارف جميلة تحوى اشكال نجمية وهندسية سداسية وثمانية ، وتزين الواجهة مجموعة من المشربيات الجميلة الصنع بمعدل ثلاث مشربيات فى كل طابق من الطوابق الثلاثة العلوية ، فضلا عن النوافذ التى تطل على الشارع والمغشاة بخشب الخرط. ويبلغ عدد الحواصل فى الطابق الآرضى 7 منها 4 جهة اليمين و3 جهة اليسار ، كما يوجد 3 بالضلع الجنوبى الغربى اضافة الى دورتى مياة ، ويوجد 9 حواصل بالضلع الجنوبى الشرقى ، أما الضلع الشمالى الشرقى فهو ضلع المدخل وفتحة الدخول الى الفناء ويوجد به 4 حواصل ، أما الدور أو الطابق المسروق فيضم 25 حوصلة ، ومتوسط مساحة الحوصلة ما بين نحو ثلاثة الى تسعة أمتار ولان وكالة بازرعة من الوكالات المحتفظة برونقها ، وتمت صيانتها ، فهى تعد من المزارات الجميلة سواء للدارسين أو الزائرين. هذا ويقع داخل الوكالة تفتيش أثار الجمالية .. ويمكن لمن يريد مزيد من المعرفة المعلوماتية لقاء الاثريين سواء بوزارة الآثار ومن بينهم الأثرى خضر مدبولى مدير عام أثار الجمالية ود . سعيد حلمى رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية ود . مصطفى أمين – ألآمين العام للمجلس الآعلى للآثار ، حيث يرحب وزير الاثار د . خالد العنانى بالحصول على المعلومات والصور .. كما يمكن أيضا الرجوع الى أساتذة كلية الآثر خاصة د . محمد الكحلاوى ود . حجاجى ابراهيم ود . حسنى نويصر ود .أحمد الصاوى وغيرهم ، كما يمكن الرجوع الى خبراء الترميم الذين سبق لهم ترميم هذا الآثر وعلى رأسهم د . صالح لمعى رئيس مركز العمارة الاسلامية. ***