تتميز قاهرة المعز باحتوائها على العديد من الكنوز الأثرية الرائعة والتى تتميز بالمعمار الحضارى العريق وذلك على الرغم من أن معظم الأماكن السياحية التى نراها فى الوقت الحالى كانت تستخدم لتلبية أغراض الحياة اليومية، وكانت تستخدم بشكل يومى لتلبية احتياجات سكان المنطقة والقائمين عليها، إلا أنها ظلت محتفظة بالشكل الجمالى لها رغم مرور السنوات عليها. واستطاعت هذه الأماكن الأثرية العريقة اجتذاب السياح من كل بلاد العالم لرؤيتها والتمتع بها.. ومن بين هذه الاماكن الاثرية «وكالة بازرعة» التى ذاع صيتها فى الفترات الماضية كمقصد للتجار ولاستراحتهم ولكنها اصبحت اليوم مقصدًا للسائحين من كل بلاد العالم.. أسرار كثيرة وراء قصة وكالة بازرعة وسبب تسميتها وسر شهرتها بين آثار قاهرة المعز التى تقع بمنطقة الجمالية فى حى الأزهر وبالتحديد داخل شارع التمبكشية. بنيت الوكالة قديمًا لأغراض التجارة وبيع السلع وتخزينها وعقد الصفقات التجارية، كما كانت تخصص بها طوابق سكنية معدة لسكن التجار الأجانب الذين يفدون من الشرق والغرب، ولكن معمارها الأثرى العريق والمميز جعلها تحتفظ لنفسها بمكانة كبيرة بين المبانى الأثرية الموجودة حولها وجعل منها وجهة لعدد كبير من السائحين المصريين الذين انبهروا بتصميم الوكالة وجمالها وأيضا الأجانب الذين يأتون بشكل مستمر لزيارة الوكالة والتعرف على اجزائها المعمارية. فبمجرد أن تدب قدميك داخل الوكالة تجد نفسك داخل فناء مستطيل مكشوف وذلك تبعًا للنمط الذى كان سائدا فى العصر المملوكى الذى شيدت به الوكالة، وتتكون من جزءين الأول: تجارى يضم حواصل تنتظم حول الصحن بالطابقين الأرضى والأول ، أما الجزء الثانى فهو جناح سكنى يتكون من طابقين والذى كان يستخدم قديما لمبيت التجار وراحتهم لاستكمال العمل فى اليوم التالى من مجيئهم للوكالة. وتتكون كل وحدة سكنية من طابق أول فيه مدخل ودورة مياه ومطبخ صغير وسلم وقاعة استقبال ومعيشة بارتفاع طابقين وللوكالة مدخلان الأول رئيسى يؤدى إلى فناء الوكالة والثانى مدخل خاص يؤدى إلى الوحدات السكنية العلوية ولا يتصل بالصحن إذ يُصعد من خلاله إلى الأدوار السكنية مباشرة وفى ذلك مراعاة للخصوصية وفصل حركة التجارة عن حركة النزلاء. ويذكر أن الوكالة اشتهرت بتجارة البن اليمنى ، كما أن كسوة الكعبة كانت تخرج من وكالة بازرعة.