- هل نسيتم مشروع القرش أيام الملك فؤاد ..لا أنتم الذين نسيتم صاحبه الزعيم أحمد حسين ! - مظاهرات عرابى سبقتها مظاهرات الجنود بسبب الفقر المدقع فكيف قاموا بالترعات ؟! يحل اليوم ذكرى ميلاد الزعيم أحمد حسين، والد الأستاذ مجدي حسين ، رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الجديد، القابع خلف أسوار العسكر، ولا جريمة له إلا أنه ناهض بقلمه ضد حكمهم الجائر، وتأتي ذكرى ميلاد والده ، ومصر تمر بأزمة اقتصادية طاحنة نتيجة فشل السيسي وحكومته في إدارة المشهد الاقتصادي إضافة إلى المشاريع الوهمية التي أنفق فيها المليارات، و,بمناسبة ما قاله السيسي للتبرع لمصر عن طريق "صبحوا على مصر ولو بجنيه"، ويؤكد الصحفي علي القماش، من خلال مقاله، على أن هناك فرق بين ما طرحهه السيسي و مشروع القرش الذي طرحه من قبل الزعيم أحمد حسين،والذي طرح في سياق من الوطنية والثقة وتساءل الكاتب هل نسيتم هذا الأمر لأن صاحبه هو والد الأستاذ مجدي حسين، وإليكم نص المقال: نشرت " الجمهورية " مقال بالجريدة ، تدور فكرته حول تشجيع التبرع لحملة " صبحوا على مصر " ، وأستشهدت بمشروع القرش فى الثلاثينيات من القرن الماضى ، وقالت : لانهم جهلة وأصحاب اصوات عالية فقط ، ولا يعرفون ان هذا الشعب عبقرى طوال تاريخه ، لانه فى عام 1982 قرر شعب مصر ومعه جيشه العظيم مواجهة الانجليز بالتبرعات .... وفى عهد الملك فؤاد تم تاسيس صندوق حقق نجاحا كبيرا ومشاريع كبرى ، فقد نهضت مصر نهضة سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة فى عهد الملك فؤاد ، وحققت بعض غايتها الوطنية ...وقام كثير من رجال الآعمال المصريين بتشجيع الصناعة الوطنية وفى مقدمتهم رجال بنك مصر ، وتم انشاء مشروع القرش لدعم الآقتصاد المصرى وبفضله انشأ مصنع الطرابيش بالعباسية كما انشأ أيضا بنك مصر وشركة الغزل والنسيج بالمحلة ونحن نقول لجريدة الجمهورية ومن أجازوا نشر المقال – بصوت وااااااااااااطى – حتى لا تتهم كل صاحب وجهة نظر أخرى بالصوت العالى أنتم "جهلة " بتاريخ مصر وليس من تتهمونهم بالجهل فلم يسمع أحد من قبل عن مواجهة الانجليز وقت عرابى بالتبرعات .. اذ كيف يتبرعوا وهم يتعرضون للموت جوعا ، وقام الجنود بمظاهرة من أجل صرف رواتبهم ؟! فبسبب أزمة الديون التى تفاقمت مع عهد اسماعيل وأمتدت بعده لم يحصل العسكر على مرتبات أكثر من عشرين شهرا ، وسرح منهم أكثر من الآلفين تخفيفا على الميزانية ، وقاموا بمظاهرة فى 18 فبراير 1879 التى أهين فيها نوبار باشا رئيس النظار وويلسون الآنجليزى ، وصاحوا فى وجه نوبار " لايحل لك ياظالم أن تعيش رغدا متمتعا ونحن نموت جوعا " ، بل صاحوا فى وجه الخديوي الذى أكثر من ملاطفتهم ، ووعدهم بصرف مرتباتهم المتأخرة أن عادوا إلى منازلهم " الموت بالنار خير لنا من الموت جوعا " ( الكافى فى تاريخ مصر القديم والحديث – شارويم بك – الجزء الثالث 1898) ويتحدث عرابى عن هذه المظاهرة التى أتهم فيها الخديو عرابى وصحبه " بأننا هيجنا التلاميذ والضباط وأغويناهم الاحاطة بالمالية " .. وأكد أن " ذهب لطيف بك ومن معه الضباط الذين ضاع صوابهم الفقر والجوع الى المالية وصاحوا قائلين اصرفوا لنا حقوقنا من هذه الآموال المتراكمة فى خزينة المالية وقد صفع بعضهم ولسن ونوبار " ( أحمد عرابى : كشف الستار عن سر الاسرار فى النهضة المصرية المعروفة بالثورة العرابية ) .. " ان اسماعيل طلب اليهم الانصراف فرفضوا حتى تجاب مطالبهم وأولها صرف مرتباتهم المتأخرة ، وخلع أحدهم جوربه البالى ، ولوح به للخديو قائلا : أهذا جورب يلبسه ضابط ؟! " ( أحمد شفيق باشا – مذكراتى فى نصف قرن ) ونفس المعانى فى ( بلنت – التاريخ السرى لاحتلال انجلترا مصر تقديم عبد القادر حمزه – وكتاب " نبيل زكى " نوبار فى مصر ) .. فكيف مع هذا الفقر المدقع ياتى التبرع ؟! أما عن الملك فؤاد فحقيقى انه أهتم بأمور العلم والثقافة ورأس اللجنة التى أشرفت على تأسيس الجامعة الآهلية ( جامعة القاهرة ) ولكن لا علاقة له أطلاقا بمشروع القرش ، كما انه من غير الصحيح انه كان مقاوما للاحتلال وصاحب فكرة مشروع القرش هوأحمد حسين رئيس جماعة مصر الفتاة ( وشقيق المرحوم عادل حسين ووالد الزميل الصحفى مجدى أحمد حسين ) و لمن لا يعرفه ، هو احد علامات الكفاح فى تاريخ مصر ضد الانجليز وضد الاسرة الملكية .. وكان فى هذا المشروع محل الثقة فى نزاهته فالتف الناس حوله لمواجهة الصناعات الاجنبية التى تأخذ المحاصيل من مصر وعلى راسها القطن وتعيد تصديرها باضعاف مضاعفة .. ووثقوا فى وطنيته فالتف الشباب حوله وتعلموا منه ومن بينهم جمال عبد الناصر وكان معه مناضلين من امثال فتحى رضوان وابراهيم شكرى واحمد فرحات وابراهيم الزيادى وغيرهم وغيرهم .. ونخشى أن يكون انكار دور أحمد حسين مجاملة للنظام حيث ان ابنه الزميل الصحفى مجدى أحمد حسين رئيس تحرير جريدة الشعب خلف القضبان ( فك الله اسره ) ومع كل التقدير للتاريخ الوطنى العظيم للاقتصادى الكبير طلعت حرب وهو مؤسس بنك مصر وشركة الغزل والنسيج بالمحلة وعدد كبير من المصانع والشركات الوطنية الا انه يختلف عن مشروع القرش هذه هى الحقائق التاريخية ، وعندما تأتى الدعوة للتبرعات يمكن تأييدها وتشجيها ، ولكن ليس على حساب " لى " التاريخ والمغالطات التاريخية