ترصد الكاتبة الصحفية شيرين عرفة، من خلال هذا التقرير، حال الإعلام في مصر خاصة ما بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، والذي يطلق عليه بأنه الأذرع الإعلامية التي تتحدث باسم "الانقلاب، فكتبت تقول: يمكن أن نرصد شبه إجماع ، يرى بأنه إعلام غير مهني وغير محايد وغير نزيه ، ويبقى مع ذلك عدد كبير من مؤيديه ومتابعيه ومصدقي ما يقول ، ويملك هو تأثير السحر على عقولهم ،كما يوجد عدد أكبر من معارضيه والمهاجمين له بضراوة ، والغير آبهين بما يرد به من الأساس. أما الإعلام العالمي فله نظرة أخرى ، وأحكام تبنى على معايير وأسس وقوانين متفق عليها ، نظرة تبدو قاتمة شديدة السواد ، صحف وفضائيات أمريكية واوروبية وعالمية تتحدث عن سقوط الإعلام المصري في مستنقع عميق. نرصد لكم اليوم الإعلام المصري ، ليس كما يراه مؤيدونه ومؤيدو الإنقلاب العسكري الذي يرعاه، وكذلك ليس كما يراه معارضوه ومعارضو الإنقلاب ، الذين يؤمنون بأن الإعلام المصري اقوى أسلحته في حربه معهم، ولكن كما يرى الإعلام المصري ذاته ، وعلى لسان نجومه وأشهر مذيعيه. ها هو الإعلامي "تامر أمين" أحد اهم أذرع الإنقلاب العسكري ، مخبر أمني بدرجة مذيع ، اعترف من قبل بانه سلم ثلاثة من ضيوفه لسلطات الإنقلاب كي تعتقلهم ، في خطوة وصفها الكثيرون بأنها الأشد خسة ووضاعة في تاريخ الإعلام ، يصف نفسه وزملائه من الإعلاميين بأنهم شياطين ، يقلبون الحق باطل والباطل حق ، إذا ارادوا ذلك، وقد صدق لأول مرة فيما قال ..شاهد الفيديو:
أما الإعلامي "يوسف الحسيني" والذي وصفته تسريبات السيسي على لسان اللواء "عباس كامل" المسئول عن تحريك الأذرع الإعلامية في مصر ، بكونه "الواد الحسيني" صاحب أشهر "قفا" بعد فيلم "عنتر ولبلب" في الخمسينات، فقد أسهب في الحديث عن الإعلامي "احمد موسى" حينما طعن الأخير في دستور 2014 ، واصفا إياه بأنه "قرد" يريد التطبيل للحاكم كي يرضى عنه ، وكذلك نعته بالسفه والبلاهة والنفاق ..شاهد الفيديو :
ولم يتوانى بالطبع المذيع الأمني الذي كان يعمل بالفعل مخبرا معين من وزارة الداخلية في احد الصحف القومية ، والذي حكمت عليه المحكمة بأحكام نهائية بالسجن ، فسافر بعدها على متن طائرة السيسي الرئاسية ، قبل أن تلغى لاحقا ، وصاحب النداء الشهير لسلطات الإنقلاب : "انا عايز جثث ، أن عايز قتل للمعارضين ، مش إعتقال" ؛ المذيع "احمد موسى" فقد رد على اتهامات الحسيني له : بوصفه بكونه خائن للوطن ، وبأنه كان من رجال مبارك المقربين ، بل كان يتودد لمبارك و"يلحس حذاءه" على حد وصف موسى له ، شاهد الفيديو : ورأى الحسيني في "احمد موسى" وبعض المذيعين امثاله ومعهم ضيوفهم بأنهم حشرات يحب رشها بمبيد حشري ، شاهد الفيديو : بينما الإعلامي الرصين "يسري فودة" والذي امعن في الهجوم على الرئيس "محمد مرسي" أثناء توليه الرئاسة، صاحب المقولة الشهيرة "طول ما الدم المصري رخيص ، يسقط يسقط أي رئيس" ، والذي توارى عن الأنظار فجأة بعيد عن الإنقلاب العسكري ، ولم ينطق ببنت شفاه عن عشرات الحوادث والتي راح ضحيتها آلاف المصريين في عهد الإنقلاب العسكري ، ورضي أن يبتلع لسانه خوفا أو حبا ربما للنظام العسكري ، والذي طالما كان حادا سليطا وسيفا مشهرا في وجه الرئيس المدني الذي اتى بانتخابات ديمقراطية ، فقد هاجم الإعلامية "ريهام سعيد" ووصفها ببلاعة الصرف الإعلامي، لطريقتها في عرض برنامج صبايا الخير لمساعدات للاجئين السويين، وذلك في تدوينة له على أحد مواقع بينما المذيعة التي طالما اتهمت بانها رائدة الإعلام الاصفر ، ومذيعة "الإثارة الرخيصة" كما لقبت بمذيعة "الجن والعفاريت" لتعمدها خلق حالة من الإثارة الإعلامية عن طريق عرض قصص الجن وتلبسهم بالبشر ، المذيعة "ريهام سعيد" فقد ردت على فودة قائلة : "وأنت عملت إيه لمصر، وللسوريين، كنت بتدينا دروس في اللغة العربية كل يوم على الشاشة" ثم اتهمته بأنه قال ما قال لكي يعود ثانية تحت الاضواء ، كما افتخرت بقولها : نعم أنا عبدة للبيادة ، وأسيادي هم الجيش، شاهد الفيديو : بينما الإعلامي مقدم برنامج "من الآخر" على "روتانا مصرية" "تامر أمين" الذي اعترف بانه سلم ثلاثة من ضيوفه لسلطات الإنقلاب ، واعترف بذلك على الهواء في احد البرامج. فقد انتقد "أمين " زميله "وائل الإبراشي" في تناقض عجيب ، واصفًا ما حدث مع الدكتور "محمود شعبان" استاذ البلاغة جامعة الأزهر، في الحلقة الكمين من برنامج العاشرة مساء ،و التي قبض على الشيخ بعدها مباشرة ، بأنها«جريمة مكتملة الأركان» ، وأن الحلقة اشبه ب «رغي الستات » ولا علاقة لها مطلقا بالإعلام المهني بينما رد المذيع "وائل الإبراشي" والذي اشتهر بدفاعه غير الاخلاقي عن السلطة العسكرية في مصر ، وبعدد من السقطات المهنية ، كعرضه ورقة لضيفه "عضو حركة تمرد" ليقرأ منها على الهواء ، ما كتبه الإعداد له، في سابقة هي الأغرب على الإطلاق ،فقد اتهم "أمين" ، بأنه "أحد رموز إعلام مبارك وخدمه المطيعون وأنه غير مهني وغير ملتزم بأية أخلاقيات للإعلام بسبب ما حدث في حلقته مع المنتجين محمد السبكي ومحمد حسن رمزي من تطاول وأصوات بذيئة على الهواء وأخيرا ، وفي لقاء معه على "أون تي في" في ضيافة الإعلامية "ليليان داوود" ،الإعلامي الكبير ، الذي استبسل في النضال ضد فساد عهد مبارك ، وكان أشهر وأقوى الأصوات الشريفة في الإعلام المصري "حمدي قنديل" ، استنكر بشدة تصدر رموز مبارك لشاشات الفضائيات، ووصف الإعلام المصري بكامله بأنه يشهد حالة كبيرة من الإنفلات ، وتعجب من أن يخرج علينا مخبرا أمنيا ليعمل مذيعا في اكثر من برنامج ، مشيرا إلى "أحمد موسى" ، وعاب كذلك على السماح بظهور مديرة حملات مبارك الإنتخابية "لميس الحديدي" وتصدرها الفضائيات ، وهي المعروفة من قبل بانها كانت هي وزوجها جزء من إمبراطورية مبارك الإعلامية الفاسدة.