أكد المحامي ممدوح إسماعيل، أن النائب العام د.عبدالمجيد محمود سيستدعي الملياردير ووكيل مؤسسي حزب "المصريين الأحرار"، نجيب ساويرس، للتحقيق معه بسبب الصور الكرتونية المسيئة للإسلام والمنشورة على صفحة ساويرس على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وأضاف إسماعيل، في تصريح خاص ل"العربية.نت"، أن النائب العام سيحقق مع ساويرس في الاتهامات التي يتضمنها البلاغ رقم 8655، ويشمل البلاغ الترويج للسخرية بالدين الإسلامي وازدراء الأديان، وهو تصرّف يعتبره القانون المصري يهدد السلام الاجتماعي ويثير الفتن في المجتمع.
وتتضمن الصور التي نشرها ساويرس أشكالاً كرتونية عبارة عن صورتين لشخصية ميكي ماوس الشهيرة إحداهما بنقاب لإمرأة وأخرى لرجل بلحية وجلابية، وهي صور اعتبرها المحامي ممدوح إسماعيل و14 محاميًا مصريًا آخر أنها تستهدف الاستهزاء بالإسلام والسخرية منه.
كما اعتبر إسماعيل أن ساويرس في مأزق قانوني ويحتاج إلى عدة محامين لمحاولة البحث عن ثغرة للنجاة من هذا المأزق، مؤكدًا أن ملاحقته لساويرس قضائيًا ليست ملاحقة شخصية أو طائفية لكونه قبطيًا.
ومن ناحيته، أشار د.أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى أن المجتمع المصري عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق في حالة من انعدام الوزن، على حد قوله، وقال إن الجميع يرتكبون الحماقات ويقولون في النهاية كنا "نعتذر".
وأضاف أن الاستهزاء والسخرية بالأديان عمل مرفوض ومجرم في الدين الإسلامي وفي القانون المصري بما في ذلك الاستهزاء برموز الدين الإسلامي، قائلا إن ساويرس لا يقبل أن يستهزئ أحد بالملابس الكهنوتية للمسيحيين، ولا يقدر على أن يلبس رهبته على صفحته في "تويتر" ملابس رجل دين يهودي وإلا كان يحاكم بتهمة معادة السامية.
وأضاف كريمة أن النصوص القرآنية صريحة في هذا الخصوص، وحذر كريمة من أن مثل هذه الأقوال تفتح باب الفتن الاجتماعية والطائفية في المجتمع المصري، على حد وصفه.
مطالب بالاعتذار على الفضائيات وفى الشأن ذاته، أثارت الصور التى نشرها نجيب ساويرس رئيس حزب المصريين الأحرار، والتى قام بوضعها على حسابه الشخصى ب"تويتر" العديد من ردود الأفعال الغاضبة داخل حزبه بالإسماعيلية، وطالبه بعض المؤسسين بالظهور على شاشات التليفزيون للاعتذار وتفسير ما حدث، كما طالبوا بتجميد نشاط الحزب بالإسماعيلية وعدم إقامة أية مؤتمرات خاصة بالحزب حتى يتم توفيق الأوضاع داخلياً.
ورغم اعتذار ساويرس عما نشره على حسابه الشخصى تويتر، إلا أنه مازال يتداول حتى الآن على صفحات تويتر وفيس بوك مما دفع الكثير من مؤسسى الحزب لاتخاذ قرار بتقديم استقالات جماعية.
وطبقاً لرواية أحد الشهود قامت إحدى المؤسسات فى الحزب بسبب رمز من رموز الثورة فى أحد اجتماعات المصريين الأحرار، مما اعتبره العديد تطاولاً واستخفافاً برموز الثورة بالإسماعيلية.
وكانت الخلافات قد دبت فى أوصال الحزب مبكرًا منذ البدء بضم بعض فلول الحزب الوطنى المنحل الذين قاموا بعمل ما يشبه جبهات وتكتلات للتحكم بالحزب دون وضع أى اعتبار لبقية مؤسسى الحزب بالإسماعيلية.
المقاطعة تمتد إلى الجزائر هذا، واستمرت ردود الفعل الداعية إلى مقاطعة كافة الشركات المملوكة لرجل المال نجيب ساويرس، وذلك على خلفية الجدل الذي أثاره بنشر على حسابه الشخصي على "تويتر" كاريكاتيريًا لشخصية "ميكي ماوس" لرجل بلحية وامرأة، اعتبر القصد منه السخرية والاستهزاء بشخصية المسلم الملتزم.
وبلغ عدد المشتركين على إحدى الصفحات المنادية بالمقاطعة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وهي صفحة: "إحنا كمان بنهزر يا ساويرس" أكثر من 23 ألف خلال يومين فقط، إلى جانب ارتفاع الأعداد المنضمين لمجموعات أخرى تدعو إلى المقاطعة تحت مسميات مختلفة.
وقد وصلت دعوات المقاطعة إلى الجزائر، حيث دعا عدد جزائريون إلى مقاطعة شركة المحمول المملوكة له "جيزى" من خلال مقاطع فيديو وصور تدعو لتكسير تلك الشرائح الخاصة بالشركة والعقود الخاصة بها.
وتواترت أنباء تؤكد تراجع حاد في البورصة المصرية إثر تراجع أسهم الشركات الكبرى خصوصا الشركات المملوكة لساويرس مثل شركة "أوراسكوم للاتصالات"، حيث سجل مؤشر البورصة الرئيسي (إيجي أكس 30) تراجعا بنسبة 0.75% ليصل إلى 5438.38 نقطة، متأثرا بتراجع أغلب الأسهم القيادية على رأسها "أوراسكوم للإنشاء" و"أوراسكوم تليكوم" و"طلعت مصطفى" و"البنك التجاري الدولي".
وتحت شعار "من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منها"، دعت تلك المجموعات كل العاملين في الشركات المملوكة لساويرس إلي الاستقالة الفورية منها.
واستنكرت تغاضي الإعلاميين المعروفين عن سخرية ساويرس وعدم التعليق عليها أو شن حملات مماثلة للحملات التي شنت ضد التيار السلفي في القضية المعروفة إعلاميا "بغزوة الصناديق"، ومن هؤلاء يسري فودة وعمرو أديب ومحمود سعد ومصطفى شردي وعمرو الليثي ومني الشاذلي.