طلب إيهود باراك وزير الحرب الصهيوني مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة بقيمة 20 مليار دولار، في ضوء الثورات الشعبية التي تشهدها الدول العربية، وأدت حتى الآن إلى إسقاط نظامي الحكم في كل من تونس ومصر، بينما تشهد وليبيا ودول أخرى احتجاجات عارمة لإسقاط الأنظمة الحاكمة بتلك الدول، موضحا أن الحكومة الصهيونية ستقوم بزيادة ميزانيتها الأمنية للسبب ذاته. وقال باراك في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرتها أمس الثلاثاء، لإن "المساعدات التي ستمنحها واشنطن لتل أبيب ستفيد الولاياتالمتحدة قبل أن تفيد إسرائيل"، معتبرا أن الدولة الصهيونية تتحمل مسئولية كبيرة وتمثل عنصرًا يدعم الاستقرار بالشرق الأوسط، وفق زعمه.
ووصف باراك الثورات الشعبية في كل من مصر وتونس وليبيا بأنها تمثل "زلزالا تاريخيا"، واعتبرها "تمثل إلهاما وتدفع بالمجتمع العربي لحياة أكثر حداثة وتقدم".
وأضاف "من الحكمة الآن أن تقوم الولاياتالمتحدة باستثمار عشرات المليارات لتحسين وتطوير أمن إسرائيل في هذا الجيل والجيل الذي يليه". مؤكدًا أن "إسرائيل تتحمل مسئولية دعم وتحقيق الاستقرار في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات".
لكنه ادعى أن تل أبيب "لا تخشى من التغيرات السياسة بالمنطقة لكن عليها في الوقت ذاته التخطيط للتهديدات المحتملة التي قد تنبع من تلك التغيرات".
وأكد وزير الحرب الصهيوني، أنه تلقى تطمينات من مسئول مصري بارز باستمرار اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة المصرية والدولة الصهيونية، لكنه قال إنه "من الممكن أن تؤثر ضغوط الرأي العام على الحاكم الجديد لمصر والذي سيتم انتخابه، مما يدفع إلى تغيير سياسة السلام مع إسرائيل". وقال باراك إنه تحدث مع مسئولين مصريين، وأكدوا له أنهم سيجرون انتخابات مفتوحة بمشاركة كل المواطنين.
من جانبه، اعتبر موقع "نيوز وان" الإخباري الصهيوني أن مصر "لا تزال تتلقى حتى الآن مساعدات عسكرية كبيرة من الولاياتالمتحدة ومن المحتمل أن يكون طلب إسرائيل الحصول على مساعدة تقدر ب 20 مليار دولار يهدف إلى الحفاظ على تفوقها العسكري على باقي جيرانها".
تأتي تصريحات باراك في الوقت الذي أكد فيه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني، ضرورة بقاء الجيش الصهيوني منتشرا على امتداد نهر الأردن في أي أوضاع وأي تسوية مستقبلا بما يضمن أن تعيش الدولة الصهيونية في مأمن.
جاء التصريحات خلال جولة قام بها نتنياهو إلى منطقة الحدود الأردنية يرافقه قائد المنطقة الوسطى آفي مزراحي وعدد من كبار الضباط بالجيش الصهيوني.
وقال نتنياهو، إن الحدود الأمنية للدولة الصهيونية تقع في نهر الأردن وخط الدفاع يبدأ في غور الأردن فلا بديل له، لافتا إلى أنه "في حال كانت الحدود مفتوحة، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تسلل (مخربين) وصواريخ وقذائف صاروخية تطال كل من تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع وجميع أنحاء إسرائيل".
وقال نتنياهو "إننا نعيش الآن في عالم يمر بخضة كبيرة جدا والمنطقة حولنا برمتها تواجه في واقع الأمر حالة من عدم الاستقرار وزلزالا سياسيا وأمنيا لا نرى نهاية له حتى الآن، وفي هذه الحالة يتوجب علينا أكثر من أي وقت مضى توفير أسس متينة للأمن للدفاع عن الوطن".