صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بأن إسرائيل ستحتاج إلى زيادة معدل الإنفاق العسكري، وقد تطلب مساعدة أمنية إضافية من الولاياتالمتحدة بقيمة 20 مليار دولار، لمساعدتها على مواجهة "التهديدات المحتملة" التي تشكلها الانتفاضات الشعبية في العالم العربي. وأكد باراك أن إسرائيل لا يجب أن تخشى من التغيرات التي تشهدها المنطقة أو من خطر تقديم "تنازلات جريئة"، سعيا وراء تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وقال باراك، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نشرت اليوم الثلاثاء: "إنه زلزال تاريخي.. تحرك في الاتجاه الصحيح، وملهم إلى حد كبير"، في إشارة إلى الثورات الشعبية التي اندلعت في مصر وتونس وليبيا والخليج. وأضاف: "أنه تحرك للمجتمعات العربية نحو الحداثة". ورغم ذلك، أعرب باراك عن قلق إسرائيل من أن يدفع الضغط الشعبي القادة الجدد في مصر إلى الابتعاد عن الالتزام باتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين في عام 1979. وأوضح باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أن "قضية المساعدات العسكرية النوعية لإسرائيل تزداد أهمية بالنسبة لنا، وأعتقد أن أهميتها تزداد بالنسبة لكم (الولاياتالمتحدة) أيضا". وتابع: "ربما يكون من الحكمة استثمار 20 مليار دولار أخرى لتحديث أمن إسرائيل للجيل القادم أو شيء من هذا القبيل.. فإسرائيل القوية المسؤولة يمكن أن تساعد في إحلال الاستقرار بمثل هذه المنطقة المضطربة". ويقول محللون مختصون في شؤون الدفاع، إن إسرائيل تنفق نحو 9% من ناتجها المحلي الإجمالي على قطاع الدفاع، أي ما يقرب من 17 مليار دولار سنويا، تشكل المساعدات العسكرية الأمريكية ثلاثة مليارات دولار منها. وقال باراك: إن إسرائيل لا تواجه أي تهديد وشيك، غير أنه ينبغي عليها زيادة معدل إنفاقها على المدى الطويل. وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي عن اعتقاده أن مصر ستحترم معاهدة السلام، وستواصل تعاونها الأمني مع إسرائيل "في الوقت الحالي"، لافتا إلى أنه تحدث هاتفيا مع نظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية الذي تولى إدارة البلاد، خلفا للرئيس السابق حسني مبارك. وكان طنطاوي وباراك التقيا قبل ما يقرب من 15 عاما، واكتشفا أنهما اقتتلا في معركة شرسة بالدبابات بصحراء سيناء خلال حرب 1973. وذكر باراك أنه قال لطنطاوي عبر الهاتف الشهر الماضي: "إننا نتحمل مسؤولية تجنيب شبابنا القتال مجددا". وأشار الوزير الإسرائيلي خلال المقابلة إلى تحذير أطلقه مؤخرا مسؤول مصري بارز ، لم يكشف عن اسمه بأن إسرائيل يمكن أن تتوقع موقفا مختلفا ما لم تتحرك نحو تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وأوضح باراك أن المسؤولين الإسرائيليين يناقشون عناصر مبادرة سلام حاليا، ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مبادرة قريبا. ومن المحتمل أن يعرض باراك ورئيس الوزراء الإسرائيلي نيتانياهو على الفلسطينيين إقامة دولة مؤقتة بحدود مؤقتة قبل معالجة بعض القضايا الرئيسية الأخرى في الصراع ، مثل قضيتي اللاجئين الفلسطينيين والقدس. غير أن مسؤولين من السلطة الفلسطينية قالوا إنهم سيرفضون مثل هذا العرض.