قتل 39 شخصا واصيب اكثر من 60 آخرين بجروح الاربعاء في هجوم انتحاري استهدف تجمعا لشيعة كانوا يشاركون في مراسم عاشوراء في مدينة جابهار جنوب شرق ايران قرب الحدود الباكستانية، واعلنت جماعة جند الله السنية المتمردة مسئوليتها عنه. وصرح مسئول في الهلال الاحمر بان "جثث 39 شهيدا نقلت الى المشرحة"، ومنهم نساء واطفال. واصيب ايضا اكثر من 60 شخصا في هذا الهجوم الاعنف ضد مصلين شيعة منذ 1994.
واعلنت جماعة جند الله السنية في بيان نشر على موقعها الالكتروني مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري. واورد البيان "قتل عشرات من المرتزقة وحرس الثورة الايراني في هذه العملية الاستشهادية المزدوجة التي وقعت امام مديرية مدينة جابهار".
واوضحت ان "هذه العملية هي رد على شنق قائد الجماعة الامير عبد المالك ريغي، الذي اعتقل في فبراير وشنق في يونيو، ولشهداء جند الله". وذكرت ان "الهدف من هذه العمليات هو طرد المعتدين الايرانيين من بلوشستان".
ونشر الموقع صور شخصين قال انهما نفذا الاعتداء، وهما مزنران بأحزمة ناسفة وقال انهما سيف الرحمن شبهاري وحسن خاشي.
واعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما تنديده الشديد ب'الاعتداء الارهابي المروع' الذي استهدف مصلين شيعة في مدينة جابهار الايرانية.
وأدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء "باكثر العبارات حزما" الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مصلين في ايران. وقال متحدث باسمه "ان الامين العام يدين باكثر العبارات حزما الاعتداء الانتحاري في مسجد جابهار" في جنوب شرق ايران ويبدي "صدمته جراء هذا العمل (الارهابي) المقيت".
وافاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني، بان الملك عبدالله بعث برقية الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "أدان فيها التفجير الارهابي"، مؤكدا "وقوف الاردن الى جانب الشعب الايراني وأسر الضحايا والمصابين لتجاوز هذه المحنة الصعبة". ووصفت الامارات العربية المتحدة الهجوم بأنه (ارهابي)!. وأدانت مملكة البحرين الاربعاء الهجوم، واعربت عن تضامنها الكامل وتعاطفها مع ايران.
وقالت وكالة انباء البحرين ان مملكة البحرين "أدانت بشدة العمل الارهابي الذي استهدف مسجد الامام الحسين بن علي بمدينة جابهار بالجمهورية الايرانية الذي خلف عشرات القتلى والجرحى واستهدف ارواح الامنين".
ودان وزير الدولة البريطانية لشئون الشرق الاوسط اليستير بيرت "بقوة" الهجوم. وقال في بيان "صدمت حين تبلغت ان اعتداء (وحشيا) بقنبلة وقع في ايران مستهدفا مصلين يحيون ذكرى عاشوراء في جابهار"!. الا ان نائب وزير الداخلية الايراني علي عبدالله اكد الاربعاء ان "المعدات التي استخدمها (الارهابيون) في الهجوم تظهر انهم مدعومون من اجهزة استخبارات في المنطقة والولاياتالمتحدة".
واتهم رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بورجردي "اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية" بانها وراء الهجوم، حسبما اوردت وكالة الانباء الرسمية ايرنا.
والشهر الماضي صنفت الولاياتالمتحدة رسميا جماعة جند الله على انها منظمة ارهابية اجنبية، ما لقي ترحيبا حذرا من ايران التي اتهمت واشنطن في السابق بدعم هذه الجماعة. وقال عمدة جابهار علي باتني ان "(الارهابيين) رصدا قبل ان ينفذا الهجوم، لكن احدهما تمكن من تفجير سترته الناسفة". واوضح حاكم الاقليم علي محمد ازاد ان "(الارهابيين) قتلا، الاول بالانفجار والثاني برصاص الشرطة".
واضاف باتني في وقت لاحق ان "قوات الامن اعتقلت (ارهابيا) ثالثا". وقال مسئول في وزارة الاستخبارات ان الارهابي الثالث اعتقل على الحدود بينما كان يحاول مغادرة البلاد.
وقالت وسائل الاعلام ان الهجوم وقع على مقربة من مسجد الامام حسين في جابهار. ووقع هذا الاعتداء عشية احياء ذكرى عاشوراء التي تصادف الجمعة العاشر من محرم 1432.
وتعتبر عاشوراء اكبر الاحتفالات الشيعية، حيث يحيي الشيعة ذكرى وفاة الامام الحسين، ثالث ائمة الشيعة، الذي قتل في معركة كربلاء عام 680 ميلادي. وتضم ايران اكبر عدد من المسلمين الشيعة في العالم.
وتقع مدينة جابهار في محافظة سيستان، بلوشستان المحاذية لباكستان وافغانستان، والتي تشهد حركة تمرد دامية مستمرة منذ عشر سنوات يقودها متمردون من السنة من اثنية البلوش التي تشكل نسبة كبيرة من سكان المحافظة. وخلال العقد الماضي اعلنت جماعة جند الله مسئوليتها عن العديد من الهجمات القاتلة على قوات الامن الايرانية وهجمات اخرى ادت الى مقتل مدنيين.
وفي يوليو الماضي اعلنت جند الله مسئوليتها عن هجوم على الجامع الكبير في مدينة زهدان عاصمة محافظة سيستان- بلوشستان، استهدف عددا من كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وادى الى مقتل 28 شخصا.
ونفذت السلطات الايرانية حملة قمع قاسية ضد جند الله واعتقلت العديد من اعضائها المشتبه بهم واعدمت زعيمهم عبد المالك ريغي في يونيو.