على خلفية الانتقادات المتصاعدة للورطة في العراق، بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش عملية تغيير لفريق إدارة حربه الفاشلة، بترشيح نائب جديد لوزيرة الخارجية ومدير جديد للمخابرات القومية، قبل أن يكشف النقاب الأسبوع المقبل عن تعديل في مسار الحرب، التي لا تلقي تأييدا. وفي مراسم بالبيت الأبيض أعلن بوش أن الأميرال المتقاعد جون مكونيل سيحل محل جون نيجروبونتي مديرا للمخابرات القومية، وترشيح نيجروبونتي لتولي منصب نائب وزيرة الخارجية. وكان نيجروبونتي ومكونيل أول مرشحين يعلن إسميهما في إطار تعديل جذري في فريق بوش الدبلوماسي والعسكري، في حين يستعد الرئيس الأمريكي للإعلان عن تغيير طال انتظاره للمسار في العراق، ربما بحلول يوم الأربعاء المقبل.
وفي مواجهة قلق الديمقراطيين الذين يسيطرون الآن على الكونجرس من أسلوب إدارته لحرب العراق، يدرس بوش ما قد يكون زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق لفترة قصيرة بواقع نحو 20 ألف جندي، في مسعى لإعادة الاستقرار إلى بغداد، لكنه يلقى معارضة من بعض المشرعين والمسؤولين العسكريين.
ويتطلب ترشيح نيجروبونتي ومكونيل موافقة مجلس الشيوخ الامريكي وهو ما يبدو مرجحا رغم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ شكوا من أن مغادرة نيجروبونتي لمنصبه بعد أقل من عامين على توليه قد تؤدي الى انتكاس الجهود لاصلاح وكالات المخابرات الامريكية بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول
وقال بوش "كل منهما سيبلي بلاء حسنا في منصبه الجديد ومن المهم أن يتوليا مسؤولياتهما الجديدة على الفور". في الأثناء اختار بوش قائدين جديدين لقيادة الجهود العسكرية الأمريكية المتخبطة في العراق مع استعداده لإعادة رسم استراتيجيته الحربية. إذ اختار بوش اللفتنانت جنرال ديفيد بتريوس وهو من بين أبرز ضباط الجيش الأمريكي قائدا للقوات الأمريكية بالعراق ليحل محل الجنرال جورج كيسي، الذي سيصبح رئيس أركان الجيش الأمريكي.
كما اختار بوش أيضا الاميرال وليام فالون ليحل محل الجنرال جون أبي زيد، الذي سيتقاعد من منصبه كقائد للقيادة الوسطى بالجيش الأمريكي، وهي القيادة الإقليمية، التي تشرف على عمليات الجيش الأمريكي الجارية في منطقة الشرق الأوسط وضمنها العراق وأفغانستان.
ويحل كيسي محل الجنرال بيتر شوماكر الذي كان عاد من التقاعد عام 2003 ليتولى منصبه الحالي وأمضى في الخدمة مدة تزيد عن ثلاث سنوات وهي الفترة التقليدية المعتادة في منصب رئيس أركان الجيش.