أكدت حركة حماس اليوم الخميس أن إمكانية الموافقة العربية على إجراء مفاوضات فلسطينية - صهيونية مباشرة "خطيئة سياسية كبيرة بحق الشعب الفلسطيني". ودعا الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي في غزة، لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي تجتمع في القاهرة اليوم برفض أي دعوات أو ضغوط للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الصهاينة.
وطالب أبو زهري اللجنة العربية بسحب التفويض العربي السابق لعباس بإجراء المفاوضات غير المباشرة، معتبرًا أن تحرك بعض الأطراف العربية للضغط لاستئناف المفاوضات "أمر غير مفهوم سياسيًا وقوميًا في ظل النتائج الكارثية لهذه المفاوضات".
وشدد على أن عباس "غير مفوض بالتفاوض بالنيابة عن الشعب الفلسطيني في ظل انتهاء صلاحياته وعدم أحقيته هو أو غيره بالمساس بالحقوق والثوابت الفلسطينية".
ودعا الناطق باسم "حماس" الدول العربية إلى عدم دعم جهة فلسطينية "فاقدة للشرعية والصلاحية".
وتعقد لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي تضم 13 دولة عربية اجتماعًا لها في القاهرة اليوم لبحث الدعوات الأمريكية للانتقال إلى مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها على استعداد للانتقال للمفاوضات المباشرة مع الحكومة الصهيونية "شرط تحديد مرجعية واضحة لعملية السلام والتزام تل أبيب بالوقف الشامل للأنشطة الاستيطانية".
من جانبه حذّر عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس لجنة المتابعة العربية التي ستجتمع اليوم الخميس؛ من إعطاء غطاء وموافقة عربية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين سلطة رام الله والاحتلال الصهيوني.
وقال الرشق "من الواضح أننا أمام محطة جديدة من الإملاءات الأمريكية على "السلطة الفلسطينية"، وأمام محطة جديدة من رضوخ عباس وفريق "أوسلو" لهذه الإملاءات".
وأضاف "إننا في حماس، ومعنا أبناء شعبنا، نرفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني، التي يستخدمها نتنياهو وحكومته كغطاء لمواصلة الاستيطان وتهويد القدس والمقدسات، ونعتبر هذه المفاوضات عبثية وعقيمة وعديمة الجدوى، وأن عباس يبيع الوهم لشعبنا، وهو بتنازله عن كل الشروط التي وضعها لنفسه للذهاب إلى المفاوضات يؤكد من جديد أنه غير قادر على حماية مصالح شعبنا وحقوقه".
وقال الرشق "للأسف.. إن لجنة المتابعة العربية استخدمت مرارًا من قبل عباس كغطاء للتنازلات والرضوخ للإملاءات الأمريكية والصهيونية، ونرجو أن تنأى بنفسها عن إعطاء غطاء جديد لفريق أوسلو الذي فقد البوصلة".
من جانب آخر اعتبر عزت الرشق أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التي دعا فيها إلى فتح المعابر البرية والبحرية وإلى رفع الحصار عن قطاع غزة الذي تحول، حسب قول كاميرون، إلى معسكر اعتقال بفعل الحصار الصهيوني.. تمثل تطورًا إيجابيًّا ومهمًّا.
وأضاف الرشق "إننا في حركة حماس رحَّبنا بهذه المواقف والتصريحات، وندعو قادة دول الاتحاد الأوروبي إلى أن يحذوا حذو السيد كاميرون والتحلي بالشجاعة من أجل إدانة وكسر الحصار الظالم وغير الإنساني الذي يتعرض له أكثر من مليون ونصف إنسان في قطاع غزة".
ودعا الرشق رئيس الوزراء البريطاني إلى لعب دور جدي لدى الاتحاد الأوروبي وفي المحافل الدولية لتحويل التصريحات إلى خطوات وإجراءات عملية لرفع الحصار عن قطاع غزة وعدم الاكتفاء بالمواقف الإعلامية.
وقال الرشق "إننا في حركة حماس نتطلع إلى موقف جاد وعملي وضاغط من بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي من أجل رفع الحصار، وفتح جميع المعابر لضمان سلامة وحرية حركة الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة".