اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الأربعاء، أن مصر تنجرف نحو انتقال مجهول للسلطة بعد أن يغادر الرئيس حسني مبارك المشهد السياسي. وأضافت في تقرير لمراسلتها بالقاهرة أمس أن النظام السلطوي منع ظهور أي متنافسين حقيقيين علي المنصب الرئاسي. وقالت الصحيفة إن مقتل خالد سعيد علي يد قوات الشرطة في الإسكندرية الشهر الماضي أعطي دفعة جديدة للدعوات المطالبة بالتغيير في مصر، حيث تحكم الأجهزة الامنية قبضتها الحديدية، وتواجه حركات الاحتجاج صعوبة في حشد الجماهير الخائفة.
وأضافت الصحيفة أن الصور المنشورة لسعيد بعد وفاته أثارت غضب المصريين، وساهمت في زيادة سخطهم علي الأوضاع السياسية. وأشارت إلي أن مصر تبدو كأنها تنجرف نحو انتقال مجهول للسلطة بعد أن يغادر الرئيس حسني مبارك المشهد السياسي.
وأضافت الصحيفة أن هذه التطورات تأتي قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في أكتوبر، والانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وأضافت أن مبارك ليس له خليفة معلن، لكن اسم نجله جمال يبرز عند الحديث عن الخلافة. لكن الصحيفة قالت إن مبارك ونجله ينكران أي خطط لتولي جمال المنصب.
وتابعت الصحيفة أن النظام السلطوي منع ظهور أي متنافسين حقيقيين علي المنصب الرئاسي. وأوضحت أن الدكتور محمد البرادعي عاد إلي مصر وقاد حملة للتغيير، مشيرا إلي أنه قد يرشح نفسه للرئاسة. لكن البرادعي بحسب الصحيفة فشل في حشد جموع الشعب للتغيير.
وتابعت الصحيفة أن الغضب الشعبي هو ما أجبر السلطات علي إجراء إعادة تشريح لجثمان سعيد، الذي أكد رواية وزارة الداخلية. لكن ظهور شهود عيان للحادث دفع النيابة إلي توجيه اتهام إلي رجلي الشرطة اللذين اعتديا علي خالد سعيد.
وتابعت الصحيفة أن نشطاء حقوق الإنسان في مصر يعرفون أن التغيير ليس من المحتمل أن يحدث سريعا، رغم آمالهم في أن يمثل مقتل خالد سعيد نقطة تحول في محاربة التعذيب.