عاد الغموض ليكتنف الحالة الصحية للرئيس المصري حسني مبارك امس بعد الاعلان عن الغاء مفاجئ لجدول اعماله المعلن هذا الاسبوع، اذ اكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية ان زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد تأجلت مجددا الى اشعار اخر، كما تم تأجيل الزيارة التي كان مقررا ان يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمصر الخميس. وتحدثت مصادر صهيونية وفلسطينية عن تأجيل الزيارتين الى الاحد المقبل الا ان القاهرة تحفظت عن تأكيد هذا رسميا. واكتفى المركز الصحفي التابع لوزارة الاعلام بتاكيد ان الزيارتين تأجلتا الى وقت لاحق دون اعطاء اي تفاصيل. تضارب حول مكان الرئيس وتضاربت الانباء حول مكان الرئيس المصري حسني مبارك امس اذ اشارت تقارير الى سفره الى المانيا مجددا لاستكمال العلاج اثر العملية الجراحية التي اجراها في مدينة هايدلبرج في السادس من مارس الماضي، بينما رفض المصدر المقرب من الرئاسة نفي او تأكيد هذه الانباء مشيرا الى حالة من التكتم الشديد يفرضها المقربون من الرئيس حول حالته الصحية وتحركاته سواء داخل مصر او خارجها.
وذكر المصدر نفسه فى الأسبوع الماضى، ان الرئيس مبارك اجرى فحوصا طبية اثناء زيارته المفاجئة لفرنسا، بعد توقف قصير في الجزائر التقى خلاله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لأداء واجب العزاء فى وفاة شقيق الأخير.
وظهر مبارك قبل عدة ايام في حفل تخريج لدفعة من المعهد الفني للقوات المسلحة، الا انه بدا متجهما ولم يلق كلمة في الحفل الذي اذيع بشكل مختصر في التلفزيون الحكومي. ومنذ عودته الى مصر في شهر ايار مايو الماضي، لم تصدر اي تقارير رسمية حول حالته الصحية، ولكن وسائل الاعلام الحكومية اشارت الى تعافيه التام من اثار العملية الجراحية.
استبعاد للتوريث ومع عودة الغموض حول صحة مبارك، يعود الى الواجهة ملف الخلافة، مع عدم اعلان الحزب الحاكم اسم مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في خريف العام المقبل.
واستبعد مراقبون ان تكون تصريحات نجل الرئيس في اجتماع للحزب الحاكم الاسبوع الماضي مؤشرا على عودة سيناريو التوريث، اذ انها جاءت في سياق الاستعداد الطبيعي للحزب لخوض انتخابات مجلس الشعب في نهاية اكتوبر المقبل.
ورأوا ان سيناريو التوريث لم يعد يجد دعما الا من دائرة رجال الاعمال المحيطة بنجل الرئيس، وهذه لن تصمد في موازين القوى امام اي مرشح للمؤسسة العسكرية التي تمسك بالفعل بزمام الامور.
وقال المصدر "هناك ولاء تام من المؤسسة للرئيس، وليس لأي شخص آخر بعده، وفي حال حدوث فراغ مفاجئ في السلطة فكل ما تحتاج المؤسسة ان تفعله هو ان تستخدم الفيتو على اي مرشح لا يحظى بتأييدها".
واضاف ان "اجواء الاحتقان الشعبي والسياسي في البلاد ستجعل المؤسسة تفكر مرتين قبل ان تؤيد شخصا قد يؤدي توليه الرئاسة لتفجير الاوضاع والمس بأمن البلاد واستقرارها".
مبارك فى القاهرة وبخير من ناحية أخرى، نفت مصادر دبلوماسية، مقربة من الرئاسة، ما نشرته أمس إحدى الصحف اللبنانية، حول توجه الرئيس حسنى مبارك إلى ألمانيا خلال اليومين المقبلين فى رحلة علاجية، مؤكدة أن الرئيس سيلتقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» السبت المقبل، ويستقبل يوم الأحد رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو، علما بأن زيارة الأخير لمصر كانت مقررة أمس، غير أنه تم الإعلان عن إرجائها إلى اليوم الأربعاء.
وكانت صحيفة «السفير» اللبنانية قد نشرت، فى عددها أمس، خبرا عن توجه الرئيس مبارك خلال يومين إلى مدينة ميونيخ الألمانية فى رحلة علاجية تستمر 10 أيام.
وقالت المصادر نفسها "ما نشرته الصحيفة اللبنانية مجرد كلام فارغ، يضاف إلى سلسلة الأكاذيب التى بدأتها إحدى الصحف الإسرائيلية التى زعمت أن زيارة الرئيس الأخيرة لفرنسا كانت بغرض العلاج أيضا"، معتبرة أن هدف هذه "الشائعات" هو "النيل من الموقف المصرى المساند لقضايا المنطقة".
الرئيس بخير! وأضافت المصادر "الرئيس بخير، ويمارس نشاطه بشكل عادى، حيث سيجتمع مع الرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الإسرائيلى كل على حدة يومى السبت والأحد المقبلين"، مؤكدة أن الرئيس كذلك سيواصل خلال الأيام المقبلة حضور حفلات التخرج لعدد من الكليات العسكرية، كما تتضمن أجندته حضور عدد من القمم الإقليمية والأفريقية.
من جهتها، فسرت دوائر سياسية تأجيل زيارة رئيس الوزراء الصهيونى إلى مصر، مرتين من أمس الثلاثاء إلى اليوم الأربعاء، إلى الأحد المقبل، بأن ذلك كان لتجنب الربط بين الزيارة وأى عمل عدائى قد تتعرض له سفينة المساعدات الليبية المتجهة إلى غزة من جانب البحرية الصهيونية، مشيرة إلى وجود سوابق كثيرة مماثلة أبرزها الهجوم الصهيونى على قطاع غزة أواخر العام 2008، بعد لقاء وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة تسيبى ليفنى ونظيرها المصرى أحمد أبوالغيط.
وكان مصدر رسمي مصري قد أعلن أمس أن زيارة رئيس الوزراء الصهيوني إلى مصر تأجلت مجددا إلى موعد لاحق لم يتم تحديده بعد. وقال المركز الصحفي التابع لوزارة الإعلام المصرية إنه "تم تأجيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى موعد لاحق"، فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مقرب من الرئاسة المصرية إن الزيارة تأجلت إلى الأحد المقبل من دون توضيح الأسباب.
دام مجدكم صاحب السمو بينما أشار مسئول صهيوني إلى "أسباب تتعلق بالمواعيد" في التأخير الجديد إلى 18 يوليو دون الخوض في تفاصيل، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وكان نتنياهو قد أعلن في الأصل انه سيجتمع مع مبارك في القاهرة يوم الثلاثاء لبحث جهود استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الصهاينة والفلسطينيين، إلا أنه تم تعديل جلسة المحادثات لتعقد يوم الأربعاء ونقل مكان الاجتماع إلى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر بسبب ما قالت تل أبيب إنه تغيير جدول مواعيد مبارك.
وكشفت صحيفة «معاريف» الصهيونية، أمس، أن الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحى لحزب شاس الدينى الصهيونى، كتب رسالة خطية للرئيس مبارك، يتمنى له فيها "الشفاء، والتمتع بموفور الصحة والسعادة، والعمر المديد والحياة الهانئة"، وذكرت الصحيفة أنه من المنتظر أن يسلم رئيس الوزراء الصهيونى رسالة الحاخام للرئيس مبارك خلال زيارته المرتقبة إلى مصر.
وكتب يوسف في الرسالة "نصلي لخالق الكون أن يمنّ عليكم بالشفاء الكامل والسريع"، وأضاف "دام مجدكم، صاحب السمو، رئيس مصر محمد حسني مبارك، عسى أن تستمروا في قيادة مواطنيكم بجلالة وشجاعة وقوة لمدى الحياة وبسلام، وعسى أن تنجحوا في كل أعمالكم بما يمليه عليكم قلبكم".
ووقع الحاخام عوفاديا يوسف الرسالة بتحيات حارة، وختم "تفضلوا بقبول فائق الاحترام، بعظمة فضيلتكم". جول يزور مصر هذا، وقد أعلن فى القاهرة أن الرئيس التركي عبد الله جول سيصل إلى القاهرة الثلاثاء القادم، في زيارة رسمية لمدة يومين يستقبله خلالها الرئيس مبارك ويلتقي مع عدد من كبار المسئولين المصريين.
وصرح مصدر دبلوماسي بالقاهرة اليوم الأربعاء، أن مباحثات الرئيس التركي مع الرئيس مبارك ستركز على التطورات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بعملية السلام والجهود المبذولة حاليا على المستوى الدولي لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويناقشان سبل دفع علاقات التعاون المشترك بين مصر وتركيا والتي شهدت بالفعل طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية سواء على المستوى السياسي بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس التركي جول أو على المستويين الاقتصادي والاستثماري