عقدت مجموعة من ابرز قياديي حركة المقاومة الاسلامية حماس بدمشق الاثنين (3-5)، اجتماعات مطولة في مقر القيادة السياسية للحركة للبحث في مسألة صفقة مبادلة الاسير الصهيوني جلعاد شاليط وتبادل الآراء بهذا الخصوص لا سيما ما جرى الحديث عنه حول تدخل فرنسي عالي المستوى لانجاح عملية التبادل. وفيما احيط موضوع الوساطة الفرنسية عبر مسؤول استخباراتي رفيع بالتكتم الشديد من قبل حركة حماس نفيا او تأكيدا فان المصادر اكدت الاهتمام البالغ للقيادة الفرنسية بانجاح الصفقة كون باريس تعتبر الجندي الصهيوني الاسير لدى حماس مواطنا فرنسيا ايضا بحكم انه يحمل الجنسية الفرنسية وان باريس كانت تتابع مع برلين ووسيطها الالماني اخر مستجدات الصفقة على مدى الشهور الطويلة الماضية. وكانت صفقة التبادل قد فشلت بعد ان وصلت مراحلها الاخيرة في وقت سابق اثر رفض تل ابيب الافراج عن سجناء فلسطينيين قالت انهم يشكلون خطرا كبيرا على الامن الصهيوني في مقابل اصرار قيادة حماس على مطالبها المتعلقة بعدد الاسرى واسمائهم. وكان الجناح العسكري لحركة حماس قد تمكن في العام 2006، من اسر الجندي شاليط بعد عملية عسكرية ناجحة على مركز للجيش الصهيوني اوقعت قتلى من عناصر المركز، والمحت المصادر الى احتمال ان يكون شريط الفيديو الذي انتجته حماس بتقنية ثلاثي الابعاد وظهر فيه والد شليط تائها يبحث عن ولده مع تلميحات بأن يصبح مصير شاليط مجهولا كمصير الطيار الصهيوني رون اراد الذي فقد في الثمانينات من القرن الماضي قد حقق الغاية المطلوبة منه فتحركت المساعي الفرنسية نحو حماس التي قالت المصادر بأن موقفها بهذا الوقت وبعد شريط الفيديو يبدو اقوى تفاوضيا. وذكرت تقارير صحفية ان مسئولا فرنسيا استخباريا رفيع المستوى التقى في دمشق الاسبوع الماضي عددا من قيادات حركة حماس في اطار المساعي الرامية الى انجاز صفقة تبادل الاسرى بين الدولة الصهيونية والحركة، وان فرنسا حصلت على موافقة تل أبيب وحماس على المشاركة في الجهود المبذولة لانجاز الصفقة. وقالت تلك التقارير ان المسئول الفرنسي حمل افكارا تهدف الى تقريب المواقف بين الجانبين وتمرير الاقتراح الذي طرحه مؤخرا الوسيط الالماني.