كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية الثلاثاء (27-4)، أن شركة النفط الهولندية العملاقة (شل) صاغت الخطاب الذي أرسله طوني بلير إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي حين كان يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا، لمساعدتها في تأمين عقد نفطي مع ليبيا. وقالت الصحيفة إن (شل) قصدت من الخطاب طلب مساعدة بلير في تأمين عقد نفطي كانت تسعى للحصول عليه مع ليبيا قيمته 500 مليون دولار، أي ما يعادل 325 مليون جنيه استرليني. وأضافت انه سيثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء توجه بريطانيا وقتها إلى تحسين علاقاتها مع ليبيا والإفراج لاحقاً عن عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة لوكربي. وذكرت أن شركة (شل) "طلبت من بلير في مسودة الخطاب مناقشة التقدم الايجابي على صعيد أسلحة الدمار الشامل وكذلك التحقيق في مقتل الشرطية إيفون فلتشر أمام السفارة الليبية في لندن عام 1984 بهدف دفع العقيد القذافي إلى الإيعاز إلى حكومته للموافقة ووضع اللمسات الأخيرة على عقدها النفطي، كما طلبت منه أيضاً تهنئة الزعيم الليبي بيوم ثورة الفاتح من سبتمبر التي قادها والتعليق على التقدم الملحوظ الذي شهدته العلاقات البريطانية الليبية خلال عام". ونسبت الصحيفة إلى رسالة (شل) ان "جميع بنود الاتفاق جرى التفاوض والمصادقة عليها وتنتظر الآن موافقة الحكومة الليبية"، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء البريطاني وافق على تسليم جزء فقط من خطاب بلير الرسمي للعقيد القذافي، لكن القسم المتعلق بشركة شل يشبه إلى حد بعيد مسودة خطاب شركة النفط الهولندية. وقالت "تايمز" إنها طلبت قبل أشهر من الحكومة البريطانية جميع الاتصالات التي جرت بين وزارة الأعمال البريطانية وشركة (شل)، وتم الإفراج عن عدد محدود منها في ديسمبر الماضي وكان بينها رسالة بالبريد الالكتروني من شركة (شل) إلى مؤسسة التجارة والاستثمار البريطانية حملت تاريخ سبتمبر 2004، واشتكت فيها الشركة النفطية من بطء التقدم في انجاز اتفاقها مع ليبيا، وسبقت بأشهر فقط لقاء بلير بالقذافي في طرابلس لإنهاء عزلة ليبيا الدبلوماسية. وأضافت الصحيفة أن الشركة النفطية الهولندية امتنعت عن التعليق، لكن مصادر مطّلعة على الدور الذي لعبه بلير اعتبرت أنه "ليس من غير المألوف بالنسبة للشركات الكبيرة مناقشة الدعم الدبلوماسي مع الحكومة البريطانية".