لا تتعجب من العنوان فتلك النكسة لم تكن لوقتها فقط ولكننا مازالنا نعانى من هزائمها حتى الأن والعسكر مازالو يحكمون فتحل اليوم الذكرى ال48 لنكسة أو هزيمة يونيو، والتى أسفرت عن احتلال مدينة القدس والضفة وقطاع غزة والجولان وسيناء، فضلا عن مقتل نحو عشرين ألف جندى مصرى وسورى، مقابل ثمان مئة إسرائيلي، كما تم تدمير 70-80% من العتاد الحربى فى الدول العربية مقابل 2-5% فى إسرائيل، بحسب إحصائيات إسرائيلية. كما ترتب على النكسة - وفق إحصائيات فلسطينية - تهجير نحو ثلاثمئة ألف فلسطينى من الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة، معظمهم نزحوا إلى الأردن، ومحو قرى بأكملها وفتح باب الاستيطان فى القدس والضفة الغربيةالمحتلة. ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية، كما أنها قامت بضم القدس والجولان. وأدت الحرب إلى فصل الضفة الغربية عن السيادة الأردنية، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 مبدأ "الأرض مقابل السلام" الذى ينص على العودة لما قبل حدود الحرب نظير اعتراف العرب بإسرائيل. وإسرائيل تسيطر على 85% من أراضى فلسطين التاريخية، وتواصل نهب المقدرات الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات فى الضفة الغربية، وهدم منازل الفلسطينيين فى القدس، وحصار قطاع غزة. وقد احتلت إسرائيل فى الحرب - التى أطلقت عليها "حرب الأيام الستة" والتى عرفت عربيا بالنكسة - أراضى الضفة الغربية وقطاع غزةوسيناء والجولان. واشتعلت شرارة الحرب حين شن سلاح الجو الإسرائيلى هجوما مباغتا على قواعد سلاح الجو المصرى بسيناء فى الخامس من يونيو/حزيران 1967، فى الوقت الذى كان يطبل فيه الإعلام المصرى، ويخرج المذيع أحمد سعيد يبشر المصريين بسقوط عشرات الطائرات التى لم تتحرك من مكانها أصلا. ويرى مراقبون أنه على الرغم من هذه الكوارث - التى خلفت وراءها أكبر هزيمة فى التاريخ، وأدت إلى ضياع الأرض واستشهاد عشرات الآلاف - إلا أنه قد بقى النظام العسكرى المسئول عنها، فى تناقض غريب. وبقى العسكر !! وقال الداعية الإسلامى محمد الصغير: "اليوم ذكرى آخر هزائم "جمال" التى اعتبرها نكسة، والنكسة الحقيقية كانت فى سيطرة مجموعة من الغلمان على مصر وتحويلها إلى ملكية عسكرية، وأرى أن جريمة فصل مصر عن السودان أكبر جرائمه، يقابلها تنازل السيسى عن حقوق مصر فى النيل لصالح إثيوبيا، كم جنى العساكر على مصر!!". وتابع الصغير: الغريب أنهم حتى الآن يعتبرونه رمز القومية العربية، مع أنه فصل مصر عن السودان وهما شعب واحد، بشريان واحد، ثم حارب اليمن الشقيق!". وقال الناشط السياسى أحمد ماهر - فى مقال له من داخل محبسة: إنه يوم الهزيمة التى لم نُزِلْ أسبابها بعد، إنه 5 يونيو 1967 التى اكتشف الشعب العربي، فجأة، أنه كان مخدوعا فى أوهام وشعارات جوفاء. إنه اليوم الذى كشف أنه لكى تحقق انتصارا عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا، أو فى أى مجال، لا بد أن تأخذ أولاً بالأسباب العلمية، وليس الشعارات الجوفاء. وأكد ماهر أن 5 يونية ذكرى الهزيمة العسكرية الكبرى، على الرغم من أن من كان يحكمنا وقتها كانوا "عسكر"، عسكروا كل شيء فى المجتمع، وحكموا مصر حتى حدثت الهزيمة، وما زالوا يحكمونها، وينتقلون بنا من هزيمة إلى أخرى، فى التعليم والصحة والصناعة والبحث العلمي. إنه اليوم الذى يذكّرنا بأن إلغاء الحياة السياسية، والقمع والاستبداد والكذب والتضليل والشعارات الجوفاء هى أسباب الهزيمة، وأن التحجج بالمؤامرات الكونية والاستعمار، كالتحجج بالحرب على الإرهاب، لن يؤدى إلا إلى هزيمة وخيبة وتخلف. وقال الدكتور وائل عبدو: يوم أن قتل العلماء، وسجن المجاهدون، وسرقت ثروة الشعب، وبِيع له فكرة الفنكوش، التاريخ يعيد نفسه، ورغم ذلك ما زال العسكر يحكمون!. هاشتاج «#عبدالناصر_النكسة» وكان نشطاء التواصل الاجتماعى قد شنوا فى ذكرى النكسة هاشتاج «#عبدالناصر_النكسة» فى ذكرى نكسة 67 التى هُزم فيها الجيش المصرى وعاد من الصحراء سيرا على الأقدام. ومن أبرز التعليقات - الناشط محمد سلامة، اليوم نتذكر آلاف الأبرياء من علماء ومشايخ وشباب قضوا نحبهم فى سجون عبد الناصر. - حمزواى مصر: عبد الناصر، الأب الروحى للقومية الذائفة، منشئ دولة القهر والظلم والخداع، لكنها ستنتهى على أيدى الثوار. شهدت مصر فى 5 يونيو 1967 هزيمة منكرة على أيدى قوات الاحتلال الصهيونى، انتهت باحتلال سيناء.