لا يكف قادة جيش العدو الصهيوني ووزير الجيش وكافة المجرمين الصهاينة بمختلف مستوياتهم عن التبجح في كل محفل ومناسبة بأخلاقيات جيشهم التي تتفوق وتفوق مثيلاتها في أرجاء المعمورة وبنظافة سلاحهم وطهره وإنسانية عقيدتهم القتالية وحرصهم اللامتناهي على حماية المدنيين وقت الحرب والسلم دون اعتبار لقوميتهم أو جنسيتهم . وكان آخر حفلات تبجحهم الممجوج والمقيت ما ورد على لسان رئيس الأركان الصهيوني المجرم غابي اشكانزي ووزير جيش العدو الهمجي باراك تعقيبا على تقرير جولديستون الذي اتهم كيان العدو وجيشها الأخلاقي بارتكاب جرائم حرب وقتل مدنيين عزل عن قصد حيث تغزل اشكنازي وباراك بأخلاق الجيش العظيمة وغير المسبوقة وإنسانيته مرهفة الحس نافين بالمطلق ما جاء في تقرير جولدستون مستندين إلى منظومة الأخلاق التي تحكم قواتهم والتي تحول دون ارتكاب جرائم حرب أو الإساءة لأي مدني غير مشترك بالقتال . يوم أمس بثت قناة العدو الثانية الصهيونية صورا تظهر مستوطنا من مستوطنة كريات أربع في الخليل الأسبوع الماضي وهو يدهس شابا فلسطينيا مصابا اتهم بمهاجمة مغتصبتين. مراسل القناة قدم للشريط بالادعاء نقلا عن مصادر الأمن الصهيونية ان شابا فلسطينيا يدعى وسيم مسودة وصل يوم عيد الأضحى المبارك الذي صادف 27/11/200 إلى المحطة المذكورة مسلحا بسكين وبلطة وانهال فور نزوله من سيارة أجرة فلسطينية على مغتصبة تعمل في كشك لبيع المرطبات وطعنها بالسكين فما كان من جندي تواجد في المكان ضمن دورية حراسة إلا ان عاجله بعدة طلقات خر على أثرها جريحا لا يلوي على شيء . المقدمة المذكورة تبدو " طبيعيه " كوننا اعتدنا سماعها مرارا وتكرار على السنة المصادر الأمنية الصهيونية التي تسارع إلى تبرير قتل قواتها لأي فلسطيني بمحاولته طعن مستوطن أو جندي أو في اضعف الإيمان محاولة سرقة سلاح ما يعني وفقا لعرف الدفاع عن النفس المتأصل في قوات الاحتلال إطلاق النار بهدف القتل وهذا ما يحدث بشكل شبه دائم . وأظهر الشريط المصور المجرم الصهيوني -وهو زوج إحدى المغتصبتين- وهو يدهس بسيارته الفلسطيني وسيم مَسْوَدة من الخليل مرتين على الرغم من أن طواقم الإسعاف كانت تعالجه بعدما أطلق جندي النار عليه وأصابه بست طلقات، وذكر مراسل الجزيرة أن الفلسطيني أصيب بجروح خطيرة وأن حالته حرجة لكنها مستقرة. وبعد ان خر الفلسطيني جريحا مضرجا بدمائه بينما تحلق الجنود والمستوطنون وطواقم " الإسعاف " حوله ظهرت في الصورة سيارة مرسيدس يقودها زوج " المطعونة " الذي سارع فور مشاهدة الحادث إلى تشغيل سيارته واخذ يدوس بها الفلسطيني الجريح جيئة وذهابا وعلى مرأى ومسمع جنود الاحتلال الذين علت صرخاتهم غير المفهومة دون ان ينفذوا أوامر " إطلاق النار " لوقف جريمة الإعدام التي ينفذها الزوج الهائج على طريقة الغرب الأمريكي المتوحش ولم ينجحوا في إخراجه من خلف المقود إلا بعد ان اكتفى واشتفى من دهس الفلسطيني وأوقف سيارته على جسده المطحون قبل ان يستجيب لنداءات الجنود ويتوقف . في هذه الأثناء قالت شرطة العدو الصهيونية إنها تحقق في الأمر مع المستوطن ومع الشاب الفلسطيني المصاب, بتهمة جرح مستوطِنتين، وقد أفرجت عن المستوطن على الفور. وقال متحدث باسم شرطة العدو الصهيونية إنه صدرت أوامر للسائق بعدم مغادرة مستوطنته أثناء التحقيق في الأحداث التي وقعت الخميس الماضي قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية, حيث أظهرت اللقطات السائق وهو يدهس الفلسطيني بسيارته مرتين أمام مرأى جنود إسرائيليين كانوا يتابعون الموقف وبحضرة طواقم إسعاف كانوا يعالجون الفلسطيني. وقال فلسطينيون في الخليل إن الشاب الفلسطيني وسيم مَسْوَدة لا ينتمي لأي تنظيم أو جماعة فلسطينية. وبعد بث قناة العدو الثانية لهذه الصور، بثّت قناة العدو العاشرة مساء الأربعاء شريطاً من كاميرا المراقبة لفتاة فلسطينية تطعن حارساً صهيونياً في معبر قلنديا. واللافت أن هذه الحادثة وقعت يوم 25 أكتوبر الماضي، لكن هذه المرة الأولى التي تبث فيها هذه الصور وقد اعتقلت الفتاة البالغة من العمر 21 عاما. وامتنعت سلطات العدو الصهيوني عن تأكيد مصدر هذا الشريط أو طريقة تسريبه إلى موقع يوتيوب. وقال مراسل الجزيرة بالقدسالمحتلة إلياس كرام إن بث هذا الشريط قد يكون لسببين: الأول يأتي في سياق المنافسة الإعلامية بين قناتي العدو الثانية والعاشرة. والثاني -وهو الأغلب- محاولة كيان الاحتلال الصهيوني إيجاد نوع من التوازن بعد الصورة الهمجية والخطيرة للدهس المتعمد من المجرم الصهيوني للشاب الفلسطيني أمام عيون الإسعاف وجيش العدو. واعتبر المراسل أن الشريط محاولة صهيونية لتسكين الغضب لدى العرب على دهس الشاب الذي لم يتأكد بعد من قضية اتهام الشرطة له بطعن مغتصبتين. وفي مقابلة مع الجزيرة قال والد الشاب الفلسطيني إنه لن يتنازل عن حق ابنه وسيلجأ إلى ما سماها ب"المحاكم" الصهيونية أو أي محاكم أخرى إذا لم تنصفه الأولى. وأضاف أسامة مسودة أنه يعجز عن تحديد كلمات لوصف ما حدث لابنه سواء كانت همجية أو حاقدة، واعتبر أنه شعور لا يوصف بسبب هذا الواقع الفاجع المرير. وذكر أن ابنه تخطى مرحلة الخطر بحسب كلام الأطباء، وأنه لا يعلم شيئا حتى الآن عن ملابسات الحادث وما تردد عن اتهامه بمهاجمة مغتصبتين قبل دهسه، مشيرا إلى أنه ربما يكون في الأصل معتدى عليه. أخلاقيات جنود العدو نعم هذه الواقعة ودون ادني شكل تثبت أخلاقيات جنود العدو وانضباطهم وعقيدتهم القتالية التي تنص قبل كل شيئ على طهارة السلاح التي تغنى بها قادتهم طويلا لهذا فقط لم يسارعوا كعادتهم إلى إطلاق العنان لبنادقهم لوقف جريمة القتل التي حال القدر والعناية الإلهية دون ان تنتهي بمقتل الشاب الفلسطيني وفضلوا اللجوء إلى " الحوار" مع المغتصب ولو كان حوارا مرتفع النبرة لإقناعه بالتوقف ولو على جسد الفلسطيني . ولكن إنسانيتهم اللامحدودة تتبدد فور وصول سيارة فلسطينية إلى احد الحواجز يشتبه بأنها مسرعه حينها لا تسمع " حوارهم " بل ترى وميض طلقاتهم تعاجل السيارة ومن فيها فتردي من ترديه وتجرح من كتب الله له الحياة ليرى مأساة أخرى على حاجزا أخر . ان دلائل إنسانية جنود الاحتلال كثيرة منها حالات الاغتيال والتصفية والقتل بدم بارد الذي تمارسه قواتهم الخاصة المعروفة باسم " المستعربين " فلكل عملية من هذا النوع " مبرر " امني فضلاً عن عمليات قصف البيوت وقتل المدنيين فلكل عملية قصف خطأ فني او بشري " يبررها " من وجهة نظر قادة الاحتلال وعساكره . وهناك عمليات قتل لا تعد ولا تحصى نفذها جنود العدو ضد فلسطينيين لا ذنب لهم سوى قيادة سياراتهم عبر او بالقرب من احد حواجز الموت فهناك لا مجال للمخاطرة او التفكير ولا يأخذ الجنود اية احتمال لوجود نية حسنة او خطأ بشري او فني فيسارعون إلى إطلاق النار بهدف القتل . في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر 2009 وصل الشاب المقدسي ربيع الطويل البالغ من العمر من 25 سنة من سكان حي صور في القدسالمحتلة بسيارته الى احد الحواجز المقامة حول المدينة المقدسة جنود العدو اشتبهوا بنيته اقتحام الحاجز فعاجلوه برصاصات الموت ليخر صريعا بشبهة السرعة المثيرة للريبة. وفي يوم 29/11/2001 وصل شابان فلسطينيان إلى احد الحواجز الاحتلالية المقامة في منطقة الأغوار وبعد ان ملا من طول الانتظار حاولا التقدم نحو الحاجز لربما بهدف الطلب من جنوده التعطف عليهما والرأفة بحالهما والسماح لهما بالمرور لكن الجنود الإنسانيين جدا لم ينتظروا وصولهم حتى مشارف الحاجز ففتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاه السيارة عاثرة الحظ التي انقلبت بعد فقدان السيطرة عليها بسبب وابل النار فأستشهد الشابان دون ان يحقق أحدا او يسأل عن سبب مقتلهما على طريقة الغرب المتوحش . هناك الكثير الكثير من ضحايا الحواجز وضحايا السرعة المريبة التي تثير غضب الجنود وتفتح نيران بنادقهم وهناك من لم تحمه هويته " الصهيونية " التي يحملها ولوحة تسجيل سيارته الصفراء فدفع حياته على تلك الحواجز والتبرير دائم الحضور وليس من الضروري ان يقنع أحدا لان القتيل فلسطيني . في النهاية ألم يكن بمقدور جنود العدو الذين شاهدوا رقصة الموت في الخليل إطلاق النار باتجاه سيارة المجرم المغتصب لإعطاب عجلات السيارة وإجبارها على التوقف وحتى هذا قد يبدوا كثيرا في واقع صراعنا مع الاحتلال ولكن الم يكن بمقدورهم إطلاق النار في الهواء حتى وان كان من باب الفرح والتشجيع لهذا المستوطن . والأغرب من هذا ما نشرته صحف العدو الصهيونية عن نية من يسمى ب"المدعي العام" التفكير بإمكانية تقديم المستوطن للمحاكمة وكأن ما شاهده على شريط الفيديو لم يكفه حتى للقول كذبا سنقدم المستوطن للمحاكمة . سجل اعتداءات العدو يشار إلى أن سجل اعتداءات العدو الصهيوني على الفلسطينيين التي نفذها جنود الاحتلال والمغتصبون كثيرة ومتنوعة، وتقول منظمة بتسيلم الصهيونية لحقوق الإنسان إن:" ضرب المعتقلين وترويعهم عمل روتيني للجنود الإسرائيليين". فمن بين هذه المشاهد الدموية اعتداء جنود العدو الصهيوني على الشاب أشرف في قرية نعلين لأنه تجرأ وتظاهر ضد الجدار العازل في يوليو 2008. ومشهد استشهاد الطفل محمد الدرة في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 بدم بارد برصاص قوات الاحتلال لا يزال حاضرا على شاشات التلفزيون. ومن أبشع اعتداءات المستوطنين حادث إطلاق النار في الحرم الإبراهيمي في الخليل في فبراير 1994 الذي ارتكبه المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين والذي أوقع خمسين شهيدا ونحو 350 جريحا. ولم يسلم مواطنو دول حليفة للعدو الصهيوني من التعرض للاعتداء، فقد لقيت الأميركية راتشيل كوري مصرعها تحت جرافة لجيش العدو الصهيوني في غزة عام 2003 عندما قاومت تدمير منزل لفلسطينيين في رفح.