أثار القرار المفاجئ للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بعدم حضوره قمة "كامب ديفيد" المقرر انعقادها في 14 مايو الجاري بين القادة والحكام الخليجيين والرئيس الأمريكي باراك أوباما، تساؤلات واسعة عن أسباب غياب الملك سلمان عن القمة، وحرصه على عدم الحضور بشخصه فيه، وتكليف ولي عهده الأمير محمد بن نايف بالحضور بدلا عنه. وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت عن وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير مساء اليوم الأحد 4 مايو 2015 تأكيداته أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لن يحضر بنفسه قمة "كامب ديفيد" المرتقبة وأنه أناب الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لترؤس وفد المملكة في قمة كامب ديفيد يوم 14 مايو الجاري. كما أوضح أن وفد المملكة سيضم الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وعددا من المسؤولين. ورغم أن الجبير أشار في تصريحاته الصحفية إلى أسباب غياب الملك سلمان عن القمة، إلا أن مراقبين ونشطاء سياسيين اعتبروا تبريرات الجبير غير مقنعة تماما، وتؤكد وجود أسباب أخرى وراء غياب سلمان عن كامب ديفيد. وكان الجبير قد أكد أن عدم حضور سلمان وإنابته ل "بن نايف" يأتي بسبب تصادف (كامب ديفيد) مع فترة الهدنة الإنسانية وتكثيف العمليات الإغاثية التي تقوم بها السعودية في اليمن، إلى جانب افتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك انطلاقا من حرص الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على تحقيق الأمن والسلام في اليمن، وحرصه على سرعة تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني الشقيق. مجتهد: سلمان لن يحضر بناء على نصائح الكويت: وكان المغرد السعودي "مجتهد"، قد كشف في تغريدات له بموقع "تويتر" صباح اليوم أن أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وجه نصيحة إلى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بألا يذهب والده الملك سلمان إلى أمريكا لحضور قمة كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ حتى لا يحرجهم بسبب وضعه الصحي والعقلي، وذلك بحسب قوله. وأكد أنه طبقًا لذلك سيكون محمد بن نايف رئيس الوفد السعودي، مصطحبًا محمد بن سلمان، وربما يذهب الملك لأمريكا في وقت لاحق في برنامج مختصر ليس فيه فقرات محرجة. وأوضح "مجتهد" في تغريداته "أن أمير الكويت صباح الأحمد، صديق شخصي للعاهل السعودي الملك سلمان، وقضى معه وقتًا خاصًا في أزمة الخليج وبقيت المودة بينهما، وأعطى هذه النصيحة لابنه إشفاقًا وغيرة عليه". سلمان يتعالى على أوباما! من جهة أخرى اعتبر ناشطون رفض الملك سلمان بن عبد العزيز حضوره بنفسه قمة كامب ديفيد رسالة واضحة منه بأن المملكة العربية السعودية أًصبحت لها إرادة جديدة وقوية وترفض الحج إلى أمريكا، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار الاستراتيجيات الجديدة التي يحاول سلمان العمل بها في السياسة الخارجية للمملكة. وربط مراقبون بين امتناع سلمان عن حضور تلك القمة بنفسه، وبين التصرف الذي قام به مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حينما كان يزور السعودية عقب تولي سلمان مقاليد السلطة، حيث قطع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بروتوكول استقبال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في المطار لسبب مجهول حتى هذه اللحظة فُسِّر وقتها بتأويلات عدة من بينها أنه ذهب لصلاة العصر. يُذكر أن البيت الأبيض الأمريكي أعلن في 17 أبريل الماضي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيستضيف قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في البيت الأبيض في 13 من مايو الجاري، وفي كامب ديفيد في 14 من الشهر نفسه. وقال البيت الأبيض في بيان له: إن الاجتماع "سيكون فرصة لمناقشة سبل تعزيز الشراكة بين الطرفين وتعميق التعاون الأمني".