قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها اليوم الخميس تقريراً عن كتاب "مايكل موريل" المسئول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" والذي كشف فيه تفاصيل جديدة بشأن إخفاقات للمخابرات الأمريكية لاسيما فيما يتعلق بثورة 25 يناير ومساعي الإدارة الأمريكية لإخمادها والإبقاء على نظام المخلوع حسني مبارك. وأكدت أن مايكل موريل وهو نائب مدير الوكالة سابقا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أخطأت في تقدير إمكانيات القاعدة في استغلال الاضطرابات السياسية التي صاحبت ثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط لاكتساب قوة في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الكتاب تضمن فصلا عن الربيع العربي والذي يقدم من خلاله تفاصيل عن "الجهود الفاشلة" للولايات المتحدة للتأثير على نتيجة الثورة في مصر ودول أخرى من خلال محادثات سرية عبر قنوات خفية. وقال "موريل" في كتابه إنه عمل بنفسه كقناة اتصال بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعمر سليمان مدير المخابرات العامة في مصر في عهد المخلوع حسني مبارك. وأضاف أن المناقشات تحركت بعد أن تلقى موريل اتصالا من أحد مسئولي ال"سي آي إيه" الذي أوضح له أن عمر سليمان يسعى للحصول على توجيهات من الولاياتالمتحدة للتعامل مع الموقف. ورفض موريل الكشف عن اسم مسئول ال"سي آي إيه" الذي أبلغه بذلك أو رجل الأعمال الأمريكي الذي كان ينقل الرسائل إلى عمر سليمان. وتأكدت الوكالة الأمريكية بحسب كتاب موريل من أن سليمان كان يسعى للحصول بالفعل على توجيهات من الولاياتالمتحدة بشأن كيفية النجاة بنظام مبارك من الثورة وربما القيام بمناورة لخلافة مبارك، وذلك عن طريق قنوات اتصال كانت لديه، وكان يخفيها عن مبارك نفسه. وأوضح موريل أنه استخدم ترتيبات لإيصال رسائل، بما في ذلك مناشدة سليمان إقناع مبارك بإعلان تنحيه عن الحكم وتعيين مجلس انتقالي، وذلك كجزء من جهود اللحظات الأخيرة لتحقيق انتقال آمن للسلطة وأضاف أن الرسالة أعدها المستشار بالبيت الأبيض آنذاك دينيس ماكدوناف وصدق عليها مسئولون آخرون من فريق الأمن القومي للرئيس أوباما، موضحا أنه تلقى اتصالا بعد ذلك وأبلغ فيه بأن عمر سليمان لم يعي الرسالة وحسب، بل أقنع مبارك بتنفيذ مضمونها. وقال إن مسئولي البيت الأبيض عندما شاهدوا خطاب مبارك الذي ألقاه في الأول من فبراير 2011، اتضح لهم أن مبارك سلك اتجاها مختلفا عن الذي تحدث عنه سليمان. وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من ذلك، حاول مبارك التشبث بالسلطة، لكنه بعد عشرة أيام، أجبر على التنحي، وهو القرار الذي أعلنه عمر سليمان وسط ضغوط من القيادة العسكرية.