منذ قيام ثورة يناير عام 2011 وحتى إجبار مبارك على التنحي، الكثير من الأسرار الخاصة بأدوار عدد من أجهزة الاستخبارات فى محاولة استغلال الثورة ومن أبرز الأدوار المجهولة دور اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة خلال الثورة. مايكل موريل نائب مدير جهاز الاستخبارات الأمريكية «سي اى ايه» السابق، طرح كتابًا جديدًا يكشف فيه أسرار خطيرة وسرية عن دور اللواء عمر سليمان والاتصالات بينه وعدد من المسئولين الأمريكيين ووساطته بين الأمريكان ومبارك ومدى أمانة سليمان فى نقل الرسائل و«التعليمات الأمريكية» لمبارك، حسبما ذكر الكتاب وسعي سليمان للقفز إلى سدة الحكم بديلا لمبارك. ويكشف كتاب «موريل» العديد من الأسرار والصراعات بين أجهزة الدولة وخاصة الرئاسة والمخابرات العامة خلال الثورة. وقال موريل، في كتابه، إنه عمل بنفسه كقناة اتصال بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعمر سليمان مدير المخابرات العامة في مصر في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. وأضاف أن المناقشات تحركت بعد أن تلقى (موريل) اتصالا من أحد مسئولي ال«سي آي إيه» الذي أوضح له أن عمر سليمان يسعى للحصول على توجيهات من الولاياتالمتحدة للتعامل مع الموقف. ورفض موريل الكشف عن اسم مسئول ال"سي آي إيه" الذي أبلغه بذلك، أو رجل الأعمال الأمريكي الذي كان ينقل الرسائل إلى عمر سليمان. وتأكدت الوكالة الأمريكية، بحسب كتاب موريل، أن سليمان كان يسعى للحصول بالفعل على توجيهات من الولاياتالمتحدة بشأن كيفية النجاة بنظام مبارك من الثورة، وربما القيام بمناورة لخلافة مبارك، وذلك عن طريق قنوات اتصال كانت لديه، وكان يخفيها عن مبارك نفسه. وأوضح موريل أنه استخدم ترتيبات لإيصال رسائل، بما في ذلك مناشدة سليمان إقناع مبارك بإعلان تنحيه عن الحكم وتعيين مجلس انتقالي، وذلك كجزء من جهود اللحظات الأخيرة لتحقيق انتقال آمن للسلطة. وأضاف أن الرسالة أعدها المستشار بالبيت الأبيض آنذاك دينيس ماكدوناف وصدق عليها مسئولون آخرون من فريق الأمن القومي للرئيس أوباما، موضحًا أنه تلقى اتصالا بعد ذلك وأبلغ فيه بأن عمر سليمان لم يعِ الرسالة وحسب، بل أقنع مبارك بتنفيذ مضمونها. وقال إن مسئولي البيت الأبيض عندما شاهدوا خطاب مبارك الذي ألقاه في الأول من فبراير 2011، اتضح لهم أن مبارك سلك اتجاها مختلفا عن الذي تحدث عنه سليمان. وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أنه بدلا من ذلك، حاول مبارك التشبث بالسلطة، لكنه بعد عشرة أيام، أجبر على التنحي، وهو القرار الذي أعلنه عمر سليمان وسط ضغوط من القيادة العسكرية.