وصف خطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري ما يتردد من تصريحات حول "حل الدولتين" بأن هذا الحل وهميٌّ وغير عمليٍّ يُهدف من ورائه تثبيت الاحتلال واستدراج ما تبقى من الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال. وقال الشيخ صبري في خطبة صلاة الجمعة أن الرئيس الأمريكي الحالي أقر بكلامه المعسول قبل يومين ب"يهودية الدولة"، وطالب بالدخول في المفاوضات بعد أن تراجع عن مطالبته المسبقة بتجميد "الاستيطان"، مؤكدًا أن مصادرة الأراضي مستمرة، وأن "الاستيطان" مستمرٌّ ولم يتوقف، ولم تبقَ أصلا أراضٍ في الضفة الغربية لإقامة ما يسمى "دولة فلسطينية"، وأن سقف المطالبة بالدولة الفلسطينية بدأ يتهاوى حتى كاد السقف يصل إلى الأرض. وأشار الشيخ صبري إلى أن سلطات الاحتلال تشترط لإقامة الدولة الفلسطينية أن تكون منزوعة السلاح، وأن تكون ضامنة لأمن "إسرائيل"، وتساءل: "كيف ستكون الدولة الفلسطينية ضامنة لأمن "إسرائيل" وهي منزوعة السلاح؟ إنهم يريدون من الفلسطينيين أن يكونوا "نواطير" لقوات الاحتلال". وأضاف: "إن ما يزيد الطين بلة ما يقال عن تبادل الأراضي الذي هو صورة من صور التنازل، وقد سبق أن أصدرنا فتوى شرعية بتحريم موضوع تبادل الأراضي، كما استُثني موضوع اللاجئين وموضوع القدس، فماذا بقي اذن؟ وعليه فإن الحلول والمبادرات المطروحة هي مرفوضة شرعًا اصلاً، ولا يجوز التعامل معها ولا الرضا بها". وتطرق الشيخ صبري إلى ما نُشر من أن قوات الاحتلال استدعت سفير مصر للاعتراض على نشر صورة كاريكاتورية لنتنياهو في صحيفة "الأهرام" المصرية بحجة أن هذه الصورة تسيء إلى شخصه، وتساءل: "حينما نُشرت عدة صور كرتونية بحق نبينا ورسولنا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم ماذا قيل؟! قيل إن هذه الصور تعبر عن حرية الرأي والتفكير!!"، ونتساءل: "أليست الصورة الكاريكاتورية بحق نتنياهو تعبر عن حرية الرأي والتفكير أيضًا؟ إذا كانت الحملة ضد نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، النابعة من حقدٍ على هذا الدين العظيم، أعطي في حينه التبرير لها بدعوى حرية الرأي، أما الصورة التي تسيء إلى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" فإنها لا تعبر عن حرية الرأي والتفكير!! ما هذه الازدواجية في المواقف والتبريرات؟ نؤكد بأن ما نشر بحق نبينا العظيم هو مرفوضٌ ولا يُعدُّ حرية للرأي، ومن حقنا بل من واجبنا الشرعي أن نستنكر وأن نغضب لرسولنا صلى الله عليه وسلم". وكان خطيب المسجد الأقصى قد تناول في خطبته الأولى موضوع التكافل الاجتماعي الذي تجلى في أبهى صوره الإيمانية خلال شهر رمضان المبارك في كل فلسطين، وبهذه المناسبة حيا المؤسسات والجمعيات واللجان التي ساهمت في هذا التكافل في أرجاء فلسطين، بما في ذلك قطاع غزة الباسل. وطالب من على منبر المسجد الأقصى المبارك جميع المواطنين بضرورة التكاتف والتعاضد والتآلف في كل الأيام قائلاً: "أنتم المعادلة السليمة". كما طالب بكسر الحصار عن غزة العزة، غزة الكرامة، وكذلك كسر الحصار عن مدينة القدس والضفة الغربية، فكلها في حصارات ظالمة متعددة. من ناحية ثانية استنكر خطيب الأقصى ما تلاقيه الأسيرات المجاهدات اللواتي يقبعن خلف قضبان الاحتلال من تفتيشٍ جسديٍّ استفزازيٍّ مهينٍ وغير مبرر، وذلك بعد تعريتهن من ملابسهن، وفق ما أفاد به عدد من أهالي الأسيرات. وقال من على منبر الأقصى: "نبعث التحية الإيمانية الخالصة لأخواتنا الأسيرات، ونقول لهن: لا تبتئسن ولا تحزنَّ لما يحصل معكن، فأنتن تواجهن سجانين ظالمين لا يراعون للأخلاق ولا للشرف حرمة، فاثبتن والله معكن، ونحن ندعو لكن بالستر والثبات، ونسأل الله الإفراج عنكن وفك أسركن".