فى عملية ضغط وابتزاز معتادة أطلق الكيان الصهيونى أمس، هجوما على المرشح لرئاسة الحكومة الفلسطينية القادمة الرئيس السابق للجامعة الإسلامية في غزة محمد شبير ، بأنه كان رئيس جامعة "تفرخ إرهابيين وقتلة" وأنه "لن يقنع إسرائيل بالتفاوض مع حكومته". ورأى النائب عن حزب الليكود يوفال شتاينتز إن مصر تسلح الفصائل في غزة مثلما تسلح سوريا حزب الله في لبنان. واعتبر وزير الامن الداخلي الصهيونى "أفي ديختر" أن شبير كان رئيس جامعة "تفرخ إرهابيين وقتلة". وقال إن اختياره "هو تغيير ليس من شأنه إقناع إسرائيل بالتفاوض مع هذه الحكومة" التي طالبها بأن "تغير خطها إذا ما أرادت أن تصبح شريكاً في المفاوضات". من جهته، قال رئيس جهاز الامن الداخلي الصهيونى (الشاباك) يوفال ديسكين أمام "لجنة الخارجية والدفاع" في الكنيست "أعارض حكومة وحدة على الجانب الفلسطيني.. لا أرى أن هذا شيئاً جيداً لإسرائيل" ، وأضاف "من جهة حماس ستحكم، ومن جهة أخرى ستزيح عن نفسها كل الضغوط وستقوّي نفسها". وحول شبير، قال ديسكين إنه مقرب من حماس، مشيراً الى أن جهاز الأمن "ليس لديه شهادات في السنوات الأخيرة على أي علاقة له بالإرهاب". وقال ديسكين: "على إسرائيل ان تستعد لمواجهة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة إذا لم يتعزز موقع فتح في السلطة الفلسطينية"، معتبراً ان "اسرائيل ليست لديها خيارات جيدة في غزة، بل مجرد خيارات سيئة وعلينا أن نختار منها الأقل شراً". أضاف: إنه تم تهريب ثلاثين طناً من الاسلحة الى القطاع منذ الانسحاب الاسرائيلي منه في 2005 . اما النائب عن حزب الليكود يوفال شتاينيتز، فرأى إن مصر تسلح الفصائل في غزة مثلما تسلح سوريا حزب الله في لبنان. وقال لدى خروجه من اجتماع "لجنة الخارجية والدفاع" إن "مصر تنتهج سياسة مخططاً لها وتقضي بتسليح المنظمات الإرهابية في غزة، وهي تفعل في الجنوب مثلما تفعل سوريا بنا مع حزب الله في الشمال". أضاف: إن "السبيل الوحيد لمنع خطر القذائف الصاروخية (صواريخ القسام) التي ستصل في المستقبل إلى أسدود وتل أبيب، هو شنّ حملة السور الواقي 2 وبعدها السيطرة مجدداً على محور فيلادلفي" الحدودي بين غزة ومصر.
على جانب حماس قال موسى أبو مرزوق إنه "لم يطلب من الحكومة المقبلة الاعتراف بإسرائيل ولن تعترف بها"، مضيفاً إن "مسألة الاعتراف بإسرائيل لا سابق لها على الصعيد الدولي. لم يطلب من الالمانيتين (الغربية والشرقية) الاعتراف ببعضهما البعض بينما اعترف بهما العالم بأسره". وأشار أبو مرزوق إلى الكوريتين والصين وتايوان، متسائلاً "لماذا على فلسطين التي ليست دولة بعد، الاعتراف بإسرائيل؟". غير ان أبو مرزوق حرص على التمييز بين حماس والحكومة الجديدة. وقال: "لا يعود الى حماس ان تتخذ موقفاً حول هذه المسألة؟". وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، من جهته، إن جدول أعمال حكومة الوحدة "لن يعترف بإسرائيل ولن يعترف بحل الدولتين". مضيفاً: "نحن نرفض حل الدولتين بحسب رؤية الرئيس الأميركي لأن هذا اعتراف واضح بإسرائيل". وشدد برهوم على ان حماس "تعتمد على حل يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس وإعطاء هدنة طويلة الأمد من اجل الاستقرار والامن في المنطقة". وقال إن اعلان حكومة الوحدة "يجب أن يقود الى فك الحصار الظالم وهذا ما قاله الاخ الرئيس أبو مازن من أن لديه ضمانات بفك الحصار حال إعلان الحكومة. وسنعطي الرئيس الفرصة لتسويق هذا الاتفاق أمام العالم". وفي عمان حيث التقى عباس الملك الاردني عبد الله الثاني، قال عباس إن "الهدف الأساسي للحكومة هو فك الحصار. هذا هو العنوان الرئيسي لموضوع الحكومة"، التي أمل أن "تشكل بسرعة حتى ننتقل إلى مرحلة جديدة لفك الحصار وبدء الحياة الطبيعية في فلسطين". وحول ما تردّد عن اختيار شبير لترؤس الحكومة، أوضح عباس أنه ما من "أسماء محددة لتولي رئاسة الوزراء، وإنما هناك مجموعة من الأسماء حيث لم يتم لغاية الآن تركيز الاختيار على شخص معين". ووصف عباس شبير بأنه "رجل معروف". مضيفاً "يوجد هو وهناك آخرون، لكن لم يستقر الرأي على شخص معين لغاية الآن". وتابع إنه بالاتفاق مع حماس، لن يعلن اسم رئيس الحكومة الى ان يقرر تعيينه. ووصل عباس الى القاهرة حيث سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك ، وهى جولة لاستطلاع الرأى حول تشكيل الحكومة الجديدة . وتعقد اللجنة الرباعية اجتماعا في القاهرة اليوم، بمشاركة مصر والسعودية والاردن لبحث الوضع في الشرق الاوسط في ضوء جهود تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك إن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش سيمثل واشنطن في الاجتماع، موضحاً أن اللجنة ستبحث جهود عباس لتشكيل حكومة وحدة "لتهميش" حماس.