سرت شائعات قوية أن بريطانيا قامت بتهريب تسيبى ليفنى زعيمة حزب كاديما الإسرائيلى المعارض، ورئيسة الوزراء السابقة، من العاصمة البريطانية لندن عقب صدور مذكرة اعتقال بحقها من محكمة بريطانية، لاتهامها بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين أثناء العدوان العسكرى الذى قادته حكومتها على قطاع غزة خلال أواخر العام الماضى وأوائل العام الحالى. لكن هذه الجرائم لم تكن الأولى فى حياة ليفنى ضد الفلسطينيين، لكن الذى تغير هو أنها كانت فى السابق تستهدف وبحكم عملها فى الموساد القيادات الفلسطينية المنتمية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أما جريمتها الأخيرة فهى ضد الشعب الفلسطينى مباشرة، حيث راح ضحية عدوانها أكثر من 1330 شهيدا ونحو 5500 جريح فى واحدة من أبشع عمليات العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطينيين والممتد لأكثر من قرن. تنتمى ليفنى إلى أسرة يمينية فوالدها هو إيتان ليفنى عضو الكنيست عن حزب ليكود خلال الفترة من 1973 وحتى 1984، أثناء زعامة الزعيم الإسرائيلى المتطرف مناحم بيجين للحزب وفوزه برئاسة الوزراء فى 1977. انتمت زعيمة المعارضة عندما كانت صبية إلى حركة «بيتار» اليمينية وشاركت فى المظاهرات ضد اتفاقية فك الاشتباك بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والتى سعى وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر للوصول إليها بعد حرب 1973. قامت ليفنى بخدمتها العسكرية الإلزامية فى معهد لتأهيل الضابطات وحصلت على رتبة ملازم أول. بعد نهاية خدمتها الإلزامية سجلت نفسها لدراسة الحقوق فى جامعة بار إيلان برمات جان. بين 1980 و1984 أوقفت دراساتها، لتعمل فى الموساد، حيث قامت بالعديد من العمليات الخاصة منها قتل شخصيات فلسطينية، كما يقال إنها كانت تعمل على إسقاط جنسى لشخصيات مهمة بهدف ابتزازها سياسيا لصالح الموساد الإسرائيلى. وفى هذه الفترة عملت خادمة تحت اسم مستعار، فى بيت عالم ذرة عراقى وقامت باغتياله بالسم، وصدرت بحقها مذكرة توقيف قضائية باسمها المستعار ثم باسمها الحقيقى قبل أن ينجح اللوبى الصهيونى فى فرنسا بوقف ملاحقتها قضائيا. كما ساهمت فى اغتيال العالم النووى المصرى يحيى المشد أثناء وجوده فى فندق ميرديان باريس، خلال رحلة عمل لصالح المشروع النووى العراقى. لتقوم إسرائيل بعدها بقصف المفاعل النووى العراقى فى 1981. عادت ليفنى إلى دراستها حيث عملت بعد تخرجها محامية مختصة فى القضايا التجارية والعقارية، لمدة عشر سنوات. لتدخل عالم السياسة وتحوز ثقة رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرئيل شارون «البلدوزر» وهو ما ساعد وساهم فى صعودها السياسى السريع على الرغم من دخولها المتأخر نسبيا. وتولت عددا من المناصب السياسية الرفيعة منها رئاسة الهيئة الحكومية للشركات، حيث أشرفت على برنامج الخصخصة الذى أنهى الاحتكارات الحكومية. انتخبت بعدها عضوا فى الكنيست عن ليكود فى العام 1999، حيث تولت عددا من الوزارات، من بينها الزراعة والاستيعاب والعدل والإسكان. لكن صعودها الكبير كان عندما أعلن شارون خطة الانسحاب من غزة من جانب واحد، فى العام 2001، التى انسحب على إثرها عدد من أعضاء الحكومة على رأسهم بنيامين نتنياهو، شكل شارون بعدها حزب كاديما الذى تقوده ليفنى حاليا. كان لها دور رئيسى فى تمرير خطة شارون فى الكنيست، مع توليها منصب وزيرة الخارجية. واحتفظت ليفنى (51 عاما) بمنصبها فى حكومة أيهود أولمرت، عقب سقوط شارون فى غيبوبة طويلة مستمرة حتى الآن. وعقب استقالة أولمرت على إثر مجموعة من اتهامات بالفساد، ومثوله أمام المدعى العام، تولت ليفنى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وتخوض الانتخابات العامة حيث حلت فى المركز الأول متقدمة على خصمها نتنياهو، بحصولها على 28 مقعدا من أصل 120، لكنها رفضت الانضمام لحكومة نتنياهو بدعوى أنها «مؤمنة بحل الدولتين، وضرورة التفاوض مع الفلسطينيين». وكان تسويقها لعدوان حكومة أولمرت آخر أعمالها فى منصب وزيرة الخارجية، والذى بدأ بكلماتها الشهيرة «حماس ..كفى تعنى كفى». وليفنى متزوجة من المحامى نفتالى شبيستر، ولها منه ولدان عمرى ويوفال.