أكَّدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان قيام جيش الاحتلال الصهيوني بقتل 11 مدنيًّا فلسطينيًّا كانوا يلوحون برايات بيضاء أثناء عدوانه الهمجي على قطاع غزة الأخير. وأفاد التقرير، المكون من 63 صفحة، أنَّ الجنود الصهاينة قتلوا في سبع حالاتٍ منفصلةٍ 11 مدنيًّا فلسطينيًّا، من بينهم خمس نساء وأربعة أطفال، وأصابوا ثمانية أشخاص آخرين على الأقل، كانوا يرفعون الرايات البيضاء لتجنب استهدافهم.
وقالت المنظمة في تقريرها الذي وُضع استنادًا إلى شهاداتٍ وتحاليلَ طبية وتحقيقاتٍ ميدانيةٍ: "هؤلاء المدنيون كانوا في مجموعات، ولوَّحوا بقميص أو وشاح، ولم يكن أي مقاتل فلسطينيٍّ في الأنحاء وقتئذ"، داعيةً جيش الاحتلال إلى فتح تحقيق في تلك الحالات.
وشدَّدت على أنَّ المدنيين الفلسطينيين الأحد عشر لم يكونوا دروعًا بشريةً لمقاتلي حماس، بحسب ما تزعم السلطات الصهيونية، ولم يُقتَلوا نتيجة تبادل لإطلاق النار، وأضاف التقرير: "أحجم الجنود "الإسرائيليون"- في أفضل احتمال- عن اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتمييز المدنيين من المقاتلين قبل فتح النار، على ما تنص عليه قوانين الحرب".
وتابع: "وفي أسوأ احتمال، تعمَّدوا (الجنود) استهداف مدنيين؛ ما يجعلهم مسئولين عن جرائم حرب".
وهذا التقرير هو السادس الذي تصدره "هيومن رايتس ووتش" حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي وقع في الفترة ما بين 27 ديسمبر 2008م، وحتى 18 يناير 2009م، وأدَّى إلى استشهاد 1450 فلسطينيًّا، وإصابة 5200 آخرين.