دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" يوم الخميس إسرائيل إلى التحقيق بشكل جدي في سبع حوادث وقعت أثناء حرب غزة الشتاء الماضي ، حيث قتل الجنود الإسرائيليون 11 مدنيا فلسطينيا كانوا ضمن مجموعة تلوح بأقمشة وقمصان وأوشحة بيضاء. وقالت المنظمة إنه كان من بين الضحايا خمس سيدات وأربعة أطفال. ونشرت المنظمة الحقوقية الدولية يوم الخميس تقريرا من 63 صفحة عنوانه : "قتلى الأعلام البيضاء : قتلى المدنيين الفلسطينيين خلال عملية الرصاص المصبوب" ،استندت فيه لتحقيق ميداني في الحوادث التي قالت إنها شملت مقابلات مع ثلاثة شهود على الاقل لكل حادث. وقالت المنظمة إن الجنود الإسرائيليين الذين فتحوا النار في كل من تلك الحوادث إما أنهم : "لم يتخذوا كل الإجراءات الاحترازية الممكنة للتمييز بين المدنيين والمقاتلين , أو الاسوأ من ذلك، أن يكون الجنود تعمدوا فتح النار على المدنيين". وفي واحدة من الحوادث التي أوردها التقرير والتي وقعت يوم 7 يناير في مخيم جباليا للاجئين شملي قطاع غزة ، فتح جندي كان بالقرب من دبابة النار على مجموعة من النساء وثلاثة أطفال كانوا يقفون أمام منزلهم ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم على الأقل كانوا يحملون أقمشة بيضاء. وقتلت طفلتان عمرهما عامان و7 اعوام واصيبت ثالثة وجدتهم ، وكان الجنود الإسرائيليون قد أمروهم بإخلاء منزل. وقالت الجدة التي تلقت طلقتان : "قضينا من سبع إلي تسع دقائق نلوح بالأعلام ونحن ننظر إلى الجنود , وفجأة فتحوا النار وسقطت الفتيات على الأرض". وحثت المنظمة الحقوقية الأممالمتحدة على وضع آلية لمراقبة وتسجيل ما تضطلع به إسرائيل وحركة حماس الإسلامية من خطوات على طريق إجراء تحقيق يتسم بالشفافية والموضوعية في ادعاءات وقوع انتهاكات خطيرة للقوانين الحربية خلال حرب غزة. وقالت هيومان رايتس ووتش إنه في حالة عدم تحرك إسرائيل وسلطات حماس في غزة في هذا الصدد لتقديم المسئولين عن أي جريمة للمحاكمة ، ينبغي على الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الضغط من أجل إجراء محاكمات دولية. وتجدر الإشارة إلى أن تقرير "قتلى الأعلام البيضاء" هو سادس تقرير تصدره "هيومان رايتس ووتش" منذ حرب غزة , وكان تقرير قد صدر في وقت سابق هذا الشهر وثق الهجمات الصاروخية التي شنتها حماس وجماعات مسلحة أخرى على مناطق مأهولة في إسرائيل. وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يجهز رد فعله إزاء تقرير المنظمة الحقوقية.