نفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان المزاعم الصهيونية التي اتهمتها بالكذب في تقريرها الذي نشرته أول أمس، وأكدت فيه المنظمة قيام جيش الاحتلال الصهيوني بقتل 11 مدنيًّا فلسطينيًّا، كانوا يلوحون برايات بيضاء أثناء عدوانه الهمجي على قطاع غزة الأخير. وأكدت في بيان لها أن منهجها البحثي لا يعتمد فحسب على روايات الضحايا وشهود العيان للأحداث؛ حيث تفحص السجلات الطبية الموجودة في المستشفيات وتقارير الطب الشرعي في حالة الوفاة، والأدلة الجنائية المتخلفة جراء الهجمات، مثل مظاريف الرصاصات، وآثار الدبابات على الأرض، أو صناديق الذخيرة الفارغة، وكذلك مواقع الهجمات نفسها.
وأضافت أنها أجرت مقابلات مع عدة شهود، منهم عاملان طبيان وقوات إنفاذ القانون، ومسئولون عسكريون، وأفراد آخرون، وقارنت ما بين شهادات الشهود في الواقعة الواحدة؛ للتحقق من صحة الأحداث التي يروونها لضمان الصدق والاتساق في الأحداث المذكورة.
وأوضحت أنها تقوم بتقييم المعلومات التي تحصل عليها بمقارنتها بأحداث القتال المذكورة من قِبل جيش الاحتلال الصهيوني، مع مراجعة أسماء الضحايا على قوائم الشهداء من صفوف حماس لضمان خلو القوائم من هذه الأسماء، وما يرد في وسائل الإعلام من معلومات.
وقال آيان ليفين، مدير البرامج في المنظمة: "بدلاً من الرد بجدية على النتائج التي توصلت إليها منظمات حقوق الإنسان في قطاع غزة، تشن الحكومة "الإسرائيلية" حربًا إعلاميةً ضدها". وتابع قائلاً: "إذا أرادت الحكومة "الإسرائيلية" إسكات المنتقدين، فما عليها إلا التحقيق بشكل مستفيض في الأخطاء المذكورة أنها وقعت، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لوضع حد للانتهاكات".
وكان مارك ريجيف المتحدث باسم حكومة الكيان زعم أن "هيومن رايتس ووتش" "تستند إلى شهادات أشخاص ليس لهم حرية الحديث ضد نظام حماس"، كما قال بيان صادر عن جيش الاحتلال أول أمس إن تقرير المنظمة "يستند إلى أقوال شهود غير موثوقين".