وصلت قواتٌ من الجيش اللبناني، يوم الخميس (17/8)، إلى جنوب لبنان، وانضمّتْ إلى قوات الأممالمتحدة في تولّي السيطرة على الجنوب مع انسحاب قوات الاحتلال الصهيونيّ بعد 34 يوماً من العدوان الهمجيّ الصهيونيّ على لبنان. واصطفّ عشرات اللبنانيين على جانبي الطرق وهم يلوّحون بأعلام لبنان ويلقون على الجنود اللبنانيين الورود والأرز احتفالاً بوصولهم. وتدفّق طابور يتألف من أكثر من 100 شاحنة وناقلة جند وعربة جيب ترفع الأعلام اللبنانية على جسرٍ مؤقّتٍ على الليطاني إلى بلدة مرجعيون ذات الأغلبية المسيحية على بعد نحو ثمانية كيلومترات من حدود الكيان الصهيونيّ. وقالت قوة اليونيفيل في لبنان التي تضمّ ألفيْ فردٍ: إنّ حوالي 800 جنديّ لبناني انتشروا في منطقة "مرجعيون"، وحوالي 500 آخرين حول بلدة "تبنين". من جهتها، رفضت السلطات الصهيونية أنْ تقدّم خريطةً بمواقع القنابل العنقودية التي ألقَتْها أثناء عدوانها على لبنان للأمم المتحدة متذرّعةً بأسباب تتعلق بالأمن القوميّ!. وقالت مصادر أمنية لبنانية: إنّ مدنيّيْن لبنانييْن اثنيْن استُشهِدا بمدينة صور في انفجار عبوة صهيونية تعود إلى أيام الاحتلال لجنوب لبنان خلال سنوات 1978 – 2000. وأشارت المصادر إلى أنّ أحد الضحيّتيْن داس على العبوة في بستان موز، ما أدّى إلى استشهاده ورفيقه على الفور، وذلك في قرية "حامول" الحدودية القريبة من بلدة الناقورة. ومنذ انسحاب الكيان الصهيونيّ من جنوب لبنان عام 2000 استُشهِد 30 مدنيّاً وأصيب مئات الأشخاص نتيجة انفجار ذخائر خلفها الاحتلال، كما جُرِح نحو 20 عنصراً من جنود الجيش اللبناني وجنود قوات الأممالمتحدة خلال عمليات نزع الألغام. وحسب الأممالمتحدة، فقد خلَّف الجيش الإرهابيّ الصهيونيّ وراءه آنذاك نحو 400 ألف لغمٍ مضاد للأفراد في الجنوب. ويطالب لبنان الكيان الصهيونيّ بتسليمه خرائط حقول الألغام في الجنوب. وتقدّر الأممالمتحدة أنّ 10% من جميع الذخائر التي تُستَخدم في المعارك لا تنفجر، وعلى هذا الأساس يقدّر أنّ العدوان الأخير خلّف ما بين 8 و9 آلاف ذخيرة غير منفجرة. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية المعنية بحقوق الإنسان قد أعلنت أمس أنّ خبراء الأممالمتحدة حدّدوا حتى الآن 10 مواقع استخدمت فيها القوات الصهيونيّة قنابل عنقودية (انشطارية) خلال هجومها الأخير، وأنّه من المرجّح وجود مواقع أخرى. وعلى صعيد القوات الدولية، أسفرت المحادثات التي أجراها في نيويورك مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية، مارك مالوخ براون مع ممثلي 49 من الدول الأعضاء، عن تعهّد كلٍّ من بنجلادش وإندونيسيا وماليزيا والنيبال بتوفير الجنود، بينما عرضت ألمانيا المشاركة بقوة بحرية. إضافةً لذلك، قالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا: إنهما سيوفّران الدعم اللوجستي، كما عبّرت كلّ من إيطاليا وبلجيكا عن استعدادهما للمشاركة في القوة الدولية. وقال براون عقب الاجتماع: "أعتقد أنّ أمر تشكيل القوة الدولية يسير سيراً حثيثاً، ولكنْ لا زالت هناك حاجة للعمل الجادّ لأجل إتمام نشر القوة في الموعد المحدد". وعلى الصعيد المدنيّ هبطت في مطار بيروت الدوليّ أول طائرة تجارية منذ العدوان الصهيوني على لبنان في 12يوليو الماضي, حيث أقلعت الطائرة وهي تابعة لطيران الشرق الأوسط اللبنانية من العاصمة الأردنية عمّان، أعقبها إقلاع طائرةٍ أخرى تابعة للخطوط الملكية الأردنية إلى بيروت، بينما أكّدت مصادر لبنانية أنّ أول طائرة تقلّ ركاباً مدنيّين سوف تهبط المطار يوم الإثنين القادم.