أحمد رجب: من الآراء الظريفة برده أن انخفاض سعر الجنيه يعتبر ميزة تنافسية خصوصا انه حاصل قبل مؤتمر دعم مصر اللى هتعمله الحكومة فى شرم الشيخ شهر مارس الجاى بهدف تسويق 42 مشروع حكومى وجلب استثمار لهم من 120 دولة و 3500 مستثمر مدعوين للمشاركة فى المؤتمر، و الهدف الثانى من المؤتمر أن الحكومة تعرض السوق المصرى بشكل مهنى و توصلهم رسالة للمستثمرين أنها سهلت الاجراءات الحكومية و شغالة على إصلاح اقتصادى هيساهم أن مصر تبقى بيئة استثمار اكثر فعالية، بالأضافة لعرض فرص استثمار على البنوك الاستثمارية فى مشاريع حكومية و خاصة. أيه بقى علاقة الجنيه بالكلام ده ؟! لما الجنيه سعر صرفه يقل مقابل العملات الأجنبية ده معناه أن المستثمرين هيفضلوا يشتغلوا فى مصر علشان يستفيدوا من فرق العملة، و انخفاض تكلفة الأيد العاملة، و كمان لأن المنتجات المصرية هيكون ليها ميزة تنافسية لما تتصدر بسبب ان سعرها هيبقى أقل من منتجات البلاد التانية؛ و بالتالى لما يستثمروا فى مصر هيكسبوا أكتر ودى حاجة كويسة، بس للمستثمرين مش للشعب مش، الاستثمار الأجبنى هو الوسيلة الأكثر حداثة و شياكة للاستعمار و التوغل فى الدول الفقيرة و النامية؛ لأن المستثمرين هيمتلكوا قوى احتكارية يقدروا من خلالها يتدخلوا فى مقدرات الدول، ويفرضوا عليها شروط مجحفة تحقق مصالحهم و مصالح بلادهم بغض النظر عن أى اعتبارات تانية. تقريبا كل التجارب اللى قرأت عنها للتدخل الأجنبى فى الدول الفقيرة و النامية سواء عن طريق مساعدات دولية أو عن طريق الشركات متعددة الجنسيات بتمشى فى سكتين: إما أن الشركات بتبقى سلطة فوق السلطة و بيتمتعوا بامتيازات خيالية و النظام متظبط فمكبر دماغه، و السكة التانية لو النظام واعى ممكن توصل لمؤامرات سياسية أو انقلابات و تدخل عسكرى و فى الحالتين الشعب مطحون، و الكسبان الوحيد فى الحالتين هم المستثمرين الأجانب و فئة قليلة من الشعب المركوب بيترميلهم الفتات مقابل مساعدتهم للشركات متعددة الجنسيات فى غزوها الاقتصادى للدول اللى على نياتها… طيب أيه اللى يخلى المستثمرين يسيبوا بلادهم و يجوا لنا ؟! – ثروات طبيعية بسعر رخيص جدا وموقع جغرافى متميز و سوق كبير مغرم بالاستهلاك . – أيد عاملة مدربة أو سهل تدريبها و هتكون أرخص بكتير جدا من تكلفة تعيينهم فى بلده. – تسهيلات حكومية و اعفاءات بعضها مش متوفر للشركات المحلية نفسها.. أه والله – وكفاية دعم الغاز و الطاقة بشكل عام اللى المفروض يروح للفقراء. يسيب بلده بقى ولا ميسيبش ؟! يسيب طبعا هى المميزات دى تتعوض ! (تفكير على نياته). الواقع أنه مبيسيبش بلده ولا حاجة، هو عنده استثماره فى بلده و بيتوسع فى بلادنا اللى على نياتها، بيصنع فى بلده منتجات بتدخل فى صناعات تانية، بيجيب المنتجات دى هنا يستخدمها هو فى تصنيع منتجات نهائية، بس الخدعة أنه استورد المنتجات دى بسعر مبالغ فيه و بالتالى ربح أكبر و ضرائب أكتر فى بلده، ولما يجى يصدر المنتج النهائى من هنا بيبيعه بسعر مبالغ فى تخفيضه و البلد هايصة بيه علشان بيزود الصادرات و بيزود فرص العمل و بلا بلا بلا ، لكنه فى الحقيقة بيحقق هامش ربح محدود جدا جوا مصر بياخده لنفسه بعد ما يتهرب من ضرائب الدخل و ضرائب الجمارك (أصله غلبان و مكسبه شوية)!!! طيب أيه الحل فى المصيبة دى ؟! الحل أن الحكومة تدعم ريادة الأعمال فى مصر بشكل فنى ومالى و تسهل الاجراءات الحكومية و تشيل شوية شروط غبية ملهاش أى معنى وبعد كل ده تحط سياسات تدعم بيها المنتج المحلى، بدل ما تقعد تلهث ورا المستثمرين الأجانب و تدلعهم دلع السنين فى الوقت اللى مصدرالنا احنا وش “مفيييييييش” و “مش قادر أديك”. ليه نجرى ورا المستثمرين و احنا فى بلد دفع شعبها 60 مليار جنيه لتمويل مشروع ملوش اى دراسات معلنة و بعائد قليل جدا بس رضى مش علشان هو بيموت فى الفوائد الربوية و بيعشق الحرام بس لأن اللى عند الحكومة مبيضيعش يا لمبى و لسه فيها ودائع فى البنوك بقيمة 1,479 تريليون جنيه و عقارات تمنها 4 تريليون دولار ده غير المتخزن تحت البلاطة و مفيش احصائيات قادرة توصله و فيها كل المميزات اللى تخلى المستثمرين يحتاجولنا ( أصلهم مبيجوش علشان نور عينين ال&*#^% ) ضيف عليها عقول بتفكر، الناس دى يتوفرلهم دعم يحول أفكارهم و مشاريعهم لواقع بدل ما هى مرمية فى أدراج مكاتب المومياوات اللى اسمهم دكاترة جامعات أو مكبوتة جواهم و مش قادرين حتى يطلعوها من كتر القهر و قلة الحيلة اللى مدفونه تحتهم. طيب لو الحكومة معملتش الكلام ده ؟! طظ و من امتى رواد الأعمال بيستنوا دعم الحكومة ؟! هم أصلا مكتفين ذاتيا وبيحلوا مشاكلهم بنفسهم وكأن مفيش حكومة ولا دولة.. اللى عندهم أفكار يشتغلوا و ينفذوا نماذج أولية و يروحوا لمستستمرين أو حاضنات أعمال و يجيبوا فلوس و يكبروا و كل سنة يعملوا توسعات فميدفعوش ضرائب (و ممكن ميسجلوش شركات أصلا) ، واللى عندهم فلوس بيستثمروها فى شركات يديروها بنفسهم أو بيشاركوا فيها حد و الاتنين يشتغلوا على مشاريع بسيطة و القوة البشرية بتاعتها قليلة؛ علشان لو الحكومة تخطت وبقت بتضايقه و مش سايباه فى حاله مش بس مبتساعدوش هيحجز فى أول طيارة طالعة على أى بلد بتقدر اللى زيه و بتساعدهم و أمك يا مصر و أم نيلك وخلى الحكومة و الشعب يفرحوا بالمستثمرين الأجانب.