تجارة القناة تعلن قواعد القبول بالبرامج الجديدة بنظام الساعات المعتمدة للعام الجامعي 2026    عاجل من الضرائب، إلزام فئات جديدة بإصدار إيصالات إلكترونية في هذا الموعد    قيادي بحماس: تعاملنا بمسؤولية ومرونة في المفاوضات وطالبنا بضمان تدفق المساعدات    تطورات مهمة في عرض قاسم باشا التركي لشراء لاعب الأهلي    محاكمة ربة منزل بالمرج بتهم الترويج للأعمال المنافية والنصب على المواطنين    تشغيل قطارات جديدة على خط مطروح    مفاوضات مع مايلي سايرس وآريانا جراندي لتقديم عرض مشترك في Super Bowl    باحث أكاديمي ينفي عن توفيق الحكيم صفة البخل ويكشف تفاصيل مساهمته في تأسيس معهد الموسيقى    «100 يوم صحة» تقدم أكثر من 15 مليون خدمة طبية مجانية خلال 10 أيام    تجديد حبس سائق بتهمة سرقة 6 ملايين جنيه من مالك شركة يعمل بها بالعمرانية    الأرصاد تحذر من ذروة موجة حارة تضرب القاهرة    تنسيق 2025.. موعد المرحلة الأولى لطلاب الثانوية العامة وأسماء الكليات المتاحة لكل شعبة (تصريحات خاصة)    أسعار الخضروات اليوم السبت 26 يوليو في سوق العبور للجملة    مطار مرسى علم يستقبل 184 رحلة من 15 دولة أوروبية الأسبوع الجاري    «موعد أذان المغرب».. مواقيت الصلاة اليوم السبت 26 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    كيم جونج أون لجيشه: يجب الإستعداد ل«حرب حقيقية في أي وقت»    الكونجرس الأمريكي: 75% من سكان غزة يواجهون مجاعة عقب الحصار الذي فرضه نتنياهو    تعرف شخصية ليلى زاهر في مسلسل وادي وبنت وشايب    تعرف على موعد عرض أولى حلقات مسلسل « قهوة 2» ل أحمد فهمي    قائمة الجامعات الأهلية المعتمدة في تنسيق 2025.. دليل شامل للطلاب الجدد    «لو ابنك بلع مياه من حمام السباحة؟».. خطوات فورية تحميه من التسمم والأمراض    «خبراء يحذرون»: لا تغلي «الشاي مع الحليب» لهذا السبب    «لماذا ينصح بتناول لحم الديك الرومي؟»... فوائد مذهلة لهذه الفئات    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو 2025.. الجنيه الذهب ب37040 جنيها    الأهلى يزاحم الهلال على ضم نونيز من ليفربول    اكتشاف حفرية ديناصور عمرها 67.5 مليون عام تحت موقف سيارات متحف دنفر    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    "الحشيش حرام" الأوقاف والإفتاء تحسمان الجدل بعد موجة لغط على السوشيال ميديا    أسفار الحج (9).. زمزم والنيل    الدفاع الألمانية تستعين بأسراب «صراصير» للتجسس والإستطلاع    خدمة جوجل فوتو تضيف أدوات لتحويل الصور القديمة إلى مقاطع فيديو متحركة    رابطة الأندية توجه الدعوة لأبو ريدة لحضور قرعة الدوري    أجندة البورصة بنهاية يوليو.. عمومية ل"دايس" لسداد 135 مليون جنيه لناجى توما    أبو حلاوة يا تين.. عم محمود أقدم بائع تين شوكى فى مصر عمره 65 سنة.. فيديو    بعد أزمات فينيسيوس جونيور، هل يتحقق حلم رئيس ريال مدريد بالتعاقد مع هالاند؟    بالأسماء.. مصرع طفلة وإصابة 23 شخصًا في انقلاب ميكروباص بطريق "قفط – القصير"    3 مكاسب الأهلي من معسكر تونس    رحيل نجم بيراميدز بسبب صفقة إيفرتون دا سيلفا (تفاصيل)    موعد مباراة ليفربول وميلان الودية اليوم والقنوات الناقلة    إعلام فلسطيني: 4 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية غرب غزة    برج الحوت.. حظك اليوم السبت 26 يوليو: رسائل غير مباشرة    إيطاليا: الاعتراف بدولة فلسطين ليس ممكنا إلا باعترافها بإسرائيل    2 مليار جنيه دعم للطيران وعوائد بالدولار.. مصر تستثمر في السياحة    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الجزار: الأهلي تواصل معي لضمي.. وهذا موقفي من الانتقال ل الزمالك    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    حماس: لم نُبلغ بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ونستغرب تصريحات ترامب    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    قفزة في أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 26 يوليو 2025    رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عدنان الغول".. كبير مهندسي "القسام" الذي فقد أصابعه في اختراع أول قنبلة يدوية واغتيل في سجون السلطة
طور مجال صناعة الصواريخ والقذائف المضادة للطائرات والدروع
نشر في الشعب يوم 31 - 01 - 2015

شهداء مهما تحدثنا عنهم فلا يفي ذرة من جهد وفضل بذلوه في سبيل تحرير أولى القبلتين ، إنها فلسطين التي أنجبت أبطالا لا يخافون في الله لومة لائم، ضحوا بما لديهم ضد كيان غاشم اغتصب أرضهم وعرضهم، لا يبالون عند استشهاد فلذات أكبادهم، حياتهم رحلة جهاد ومطاردة، يثأرون لشهدائهم ما دامو فيهم الروح.
يحيى محمود جابر الغول المعروف ب(أبو بلال) و ب(عدنان الغول)، كبير مهندسي القسام وأسطورة صواريخها، مخترع اول قنبلة يدوية فلسطينية وهي (رمانة حماس)، ويعتبر أبو صاروخ القسام، وكان قائد وحدة التصنيع العسكري في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس حتى اغتياله، طوّر صاروخ القسام، وكان المطلوب الثاني لإسرائيل بعد محمد ضيف، واستطاع أن ينقل المقاومة الفلسطينية نقلة نوعية من خلال تصنيع أسلحتها محليًّا في ظل الحصار المفروض وشح السلاح الذي يقاومون به أقوى ترسانة أسلحة في الشرق الأوسط، وكان من أبرز إبداعاته القسام والياسين والبتار، فيما رحل قبل تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ مضاد للطائرات.
وُلد في مخيم الشاطئ في غزة سنة 1958م، واغتيل سنة 2004 بعد استهداف سيارته من قبل الجيش الإسرائيلي.
] وقد أطلقت المقاومة اسمه على بندقية قنص (الغول) التي ظهرت في معركة العصف المأكول 2014.
كبير مهندسي القسام وأسطورة صواريخها
صاروخ القسام و قاذف الياسين و صاروخ البتار أبرز إبداعات عدنان الغول، الشهيد الذي رحل قبل تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ مضاد للطائرات " بصماته وآثاره باقية بقوة من خلال السلاح الذي يحمله مقاتلو كتائب القسام اليوم، يقارعون به الاحتلال، ليصبح ما ابتكره صدقة جارية له كما تقول حماس.
المولد والنشأة
ولد في مدينة غزة يوم 24/7/1958م في مخيم الشاطئ، وقد كان المخيم يمثل اللبنة الأولي والهم الأول للقائد يحيى الغول في ظل الاحتلال والغطرسة الصهيونية الغاشمة.
التسمية "يحيى" أم "عدنان"
حين عادت الأم تحمل وليدها يحيى إلى منزلهم في مخيم الشاطئ استقبلتهم أخته الكبرى زينب وسألتهم عن اسم المولود فأجابوا "يحيى" فرفضت الأخت إلا أن تسميه "عدنان" وطلبت منهم ذلك وأصرت على طلبها فقرر جميع أفراد الأسرة علي مناداته بعدنان استجابة لطلب أخته، على أن يبقي اسمه في الأوراق الرسمية "يحيى".
ولد عدنان الغول لأبوين فلسطينيين، فأبوه المجاهد الكبير محمود جابر الغول "أبو خضر" الذي يعتبر رمزا من رموز المقاومة في قرية هربيا إحدى قري قضاء المجدل التي هاجروا منها عام 1948، وقد كان محمود الغول والحاج شوقي الغول من قادة المجاهدين، وعلى رأس الجيش الذي تصدي لقوات الاحتلال الغاشم عام 1948 واستطاعوا أن يلحقوا الخسائر بالجيش الصهيوني والبريطاني، وهذا ما جعل لوالد الشهيد عدنان الغول هيبة في كل القرى المجاورة.
والده مجاهد
عندما ولد عدنان كان والده يقبع في سجن غزة المركزي لدى القوات المصرية، التي أرهقها محمود جابر الغول بعملياته المستمرة ضد البريطانيين، فقرروا اعتقاله لمدة عام، وحين جاءوا بعدنان إليه في السجن تبسم وكان اللقاء الأول بينهما داخل قاعة سجن غزة المركزي.
غادر محمود الغول قرية هربيا عام 1948 إلى مدينة غزة ومكث فيها حوالي شهرين في منزل متواضع للسيد أديب القيشاوي، وهو أحد أخوال أبي خضر، بعد ذلك انتقلت العائلة للعيش في مدينة رفح التي كان سكانها غير راضين عن استقبال اللاجئين لولا صرامة الغول الذي فرض البقاء بقوة على الأرض.
في ذلك العام كان المطر شديداً، والرياح قوية جداً، فالجميع يذكر الخيام التي طارت والثلوج التي حطت علي هذه البقعة الداكنة من الأرض، حتى أصبح الناس يسمون ذلك العام "عام الثلجة"، وبعد عامين أو أكثر قليلاً تركوا مدينة رفح متجهين إلي دير البلح، وفي تلك الفترة عمل الأب في تهريب (مواتير) الماء من قرية هربيا إلي أهالي المخيم، ويذكر إخوة أبي بلال ما حدث لأبيهم حيث عثر اليهود على أحد (المواتير) المهربة من قرية هربيا إلي مخيمات اللاجئين ليتم البحث عنه ومحاصرة منزله، واستطاع الفرار من المخيم إلي مدينة غزة.
تعليمه
انتقل الجميع بعد ذلك للعيش في النصيرات، واستطاع الأب أن يشتري قطعة كبيرة من الأرض في منطقة المغراقة التي عاش بها قائدنا طيلة حياته، رحمه الله، فقد حط الجمع رحالهم عام 1965 في منطقة وادي غزة واستقروا هناك إلي يومنا هذا.
درس الشيخ عدنان الغول السنتين الأولى والثانية من المرحلة الابتدائية في المدرسة العتيقة بمخيم الشاطئ، ويذكر الجميع ما حدث لعدنان في يومه الأول من المدرسة، فقد كاد أن يموت لولا رعاية الله وحده، فحين غادر المدرسة في يومه الأول لم يتجه للمنزل فوراً لكنه قرر الذهاب إلي بحر المخيم وظل يسبح فترة من الزمن وعندما عاد إلي المنزل ضربته أمه وغسلته بالماء، و حدث بعد ذلك أن الفتي عدنان مرض مرضاً شديداً اضطر أهله أن يحملوه إلي مستشفي دار الشفاء، وهناك مكث حوالي ثلاثة أيام بسبب نزلة حادة ألمت به وتحولت بعد ذلك إلي حمى شوكية، وفي اليوم الرابع أخبرهم الطبيب بأنه في الأربع والعشرين ساعة القادمة سيتحدد مصير الطفل الغول ، فإما أن يموت وهو الاحتمال الأرجح، وإما أن يصاب بالشلل، أو يفيق دون شيء وهو احتمال ضعيف ،لكن لا شيء يقف أمام قدرة الله عز وجل وأفاق الطفل في يومه الرابع نشيطاً سليماً معافى، إلا أن أذنه اليسرى ظلت تؤلمه حتى استشهاده رحمه الله، فقد كان لا يسمع بها كثيرًا بسبب الالتهاب الذي ألم به جراء تلك الحادثة.
مخترع منذ الصغر
وانتقل بعد ذلك للعيش مع أسرته في المغراقة، فأكمل دراسته الابتدائية هناك في مدرسة ذكور النصيرات الابتدائية "ج"، ثم درس المرحلة الإعدادية أيضا ًفي مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية "ب"، وكان ذا طبيعة هادئة رزينة، لكنه كان في منزله عكس ذلك تماماً، فكان يحب اللعب وخصوصاً بالسلاح الخشبي و القنابل التي يكونها من الرمل.
يتحدث عن ذلك أخوه محمد الذي كان دائما يلاحظ حب الفتي عدنان للبحث واكتشاف مواد بسيطة متفجرة، فيخترع مواد عادية من أعواد الثقاب ترعب أهل المنزل الذين كانوا دائماً خائفين على ولدهم أن يؤذي نفسه، وكان أحيانا لا ينام تفكيراً في كيفية تصنيع سلاح صغير مناسب له.
مع شباب المساجد
في تلك الفترة بدأت ميوله الإسلامية تظهر من خلال التزامه بمسجد بلال، أحبه جميع شباب المسجد، وكان مطيعًا هادئا ودودًا باشًا في وجه الجميع.
وذات صباح كان الشاب عدنان مغادراً المسجد مع أخيه عمر والمعتقل الآن لدى قوات الاحتلال منذ عام 1987م، ووجدا على شاطئ بحر النصيرات عجلًا مطاطيًّا ممتلئًا بالمخدرات، أخذه عدنان وأخوه وأحرقاه في مزرعتهم في منطقة المغراقة، رغم أنهما كانوا قادرين على بيعه وتخفيف المعاناة التي حلت بهم تلك الفترة فقد كانوا في وضع سيئ لا يحسدون عليه.
ذكي
التحق عدنان بعد ذلك بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية في النصيرات عام 1976، وكان من أفضل الطلاب وأذكاهم على الإطلاق خصوصاً في مادتي الفيزياء والكيمياء، وكان يتمتع بحب مدرسيه وزملائه الذين يغبطونه لذكائه، وكان في تلك المرحلة من أبرز الدعاة إلى الالتزام بتعاليم الإسلام، والالتفاف للدين الاسلامي.
رياضي
وكان في ذلك الوقت يمارس هوايته المفضلة وهي لعبة كمال الأجسام، فتدرب مع بعض إخوانه من مسجد بلال والجمعية الإسلامية في أحد النوادي بتلك المنطقة.
وفاة والده
في يوم 2/2/1977 فجع عدنان بوفاة أبيه الذي أصيب بجلطة في الدماغ، وحزن حزناً شديداً لموت الرجل الذي علمه معنى العزة والجهاد، والذي أخذ بيده نحو النور، وأصيب جراء ذلك بصدمة فقد كان يعتبر والده رمزاً له في بطولاته وجهاده ضد المحتلين التي طالما ترنم بها لأصحابه وأحبابه.
العودة من جامعات إسبانيا
وبعد نجاحه في الثانوية العامة وتفوقه فيها قرّر جميع إخوانه إرساله إلي خارج فلسطين لإتمام دراسته الجامعية، إلا أنه رفض ذلك العرض متمسكاً بتراب الوطن، لكن إصرار الأهل جعله يلين، فسافر في نهاية عام 1979 إلى إسبانيا لنيل درجة البكالوريوس في علم الكيمياء، لكن ما أن مرت فترة قصيرة حتى أحاطه الملل من كل جانب، ولم يعجبه الأمر كثيراً، فقرر العودة إلى غزة، وبعد شهرين فقط عاد شوقاً وحنيناً إلي أزقة المخيم ودروبه التائهة، وظل يصلي حتى كلّت قدماه، كأنه ارتكب خطيئة بسفره إلي خارج فلسطين.
ثم مر وقت طويل وقرر الزواج، وكان له ما أراد.
تصنيع السلاح مع كتائب القسام
بدأ عمله في إعداد وتصنيع السلاح من الصفر، ومنذ أول تجربة أجراها كان لديه إصرار غير عادي على أن تمتلك المقاومة الفلسطينية السلاح، وبكل تواضع كان يتحرك بين خلايا المجاهدين حاملاً حقيبته.
صاحب الحقيبة
مجاهد قسامي من أوائل الذين عملوا مع الشهيد عدنان الغول يقول عن حقيبة المهندس التي لم تكن تفارقه: "كان يضع فيها دائما ساعة فحص وأسلاكاً وأدوات كهربية، منذ بداية علاقتي به عام 1988م كان رحمه الله يحرص علي تدريبنا على ما يعرفه، كان شعلة نشاط لاتكل، وبدأ يذيع صيته في صفوف الخلايا التي يتعامل معها، حتى أصبح المرجعية في مجال التصنيع والسلاح في كتائب القسام، بل مرجعية المقاومة الفلسطينية فيما بعد".
اختراعه لأول قنبلة يدوية فلسطينية
أما النقلة النوعية في مجال السلاح التي تمكن الشهيد الغول من تحقيقها فكانت في إعداد أول قنبلة يدوية، حيث اجتهد في تشكيل مادة ال TNT التي كان يضعها في كاس حتى تأخذ شكل القنبلة، ورغم شح وضعف الإمكانيات المتوافرة إلا أنه تمكن من تصنيع عدد من القنابل. عرفت القنبلة اليدوية لاحقاً باسم (رمانة حماس) .
أحد مقاتلي كتائب القسام يقول: "القنابل اليدوية كانت بمثابة البذرة لكافة الأسلحة المصنعة محلياً بعد ذلك، وأبو بلال كان أول من أقام مصنعاً لإنتاج القنابل اليدوية، التي عمل على تطويرها في وقت لاحق بشكل فني وحرفي جعل إنتاج حماس من القنابل اليدوية يضاهي الأنواع الأخرى من القنابل المعروفة".
و من الأسلحة التي عمل عليها من البداية قذائف الأنيرجا، حيث أجرى تجارب لهذا السلاح قبل انتفاضة الأقصى، واستطاع أن ينتج منه لاحقًا آلاف القذائف.
أبو صواريخ القسام والصواريخ الفلسطينية
اختراع صاروخ البنا
الشهيد عدنان الغول انطلق بعد ذلك في تصنيع السلاح، فانتقل إلى تصنيع قذائف الهاون، ثم عمل على مشاريع القذائف المضادة للدروع، فصنع صاروخ البنا، ثم انتقل إلى محطة في غاية الأهمية في سيرته الجهادية من خلال تصنيع صواريخ القسام على مختلف أبعاد مداها، حيث استحق لقب "أبو صواريخ القسام"، وقد جد في تحسين قدراتها خلال العامين الأخيرين من حياته وتفادي الأخطار التي يمكن أن تصيب المجاهدين، والمتمثلة في الطائرات الصهيونية التي كانت تستهدفهم، وبعدما كان يتم الإطلاق عن طريق الدائرة الكهربية التقليدية من خلال السلك تمكن الشهيد أبو بلال من تحويل الدائرة للعمل من خلال التوقيت، حيث يتم تحديد وقت الإطلاق وينصرف المقاومون من المكان، وبهذا لا تتمكن الطائرات من اصطيادهم.
تطويره القذائف المضادة للدروع
ثم واصل أبو بلال عمله في مجال الصواريخ، ولكن في اتجاه القذائف المضادة للدروع، فتمكن من تصنيع صاروخ البتار الذي استخدمه المقاتلون في الاجتياحات، وحقق نتائج جيدة في مواجهة قوات الاحتلال.
أما أهم المشاريع التي تمكن من إنجازها قبل استشهاده وظهرت بشكل متميز في تصدي المقاومة الفلسطينية للعدوان الصهيوني علي شمال القطاع فهو سلاح الياسين، وهو مأخوذ عن فكرة آر بي جي 2 وقد كان هذا السلاح فعالاً في المعركة، ومكن المجاهدين من خوض اشتباكات ومعارك مع آليات الاحتلال أعطبت العديد منها.
ومن أقواله عن قاذف الياسين:
"لن يهدأ لي بال حتى يغرق قطاع غزة بهذا السلاح".
إعداده لفكرة الصاروخ المضاد للطائرات
وأما المشروع الطموح الذي كان يعد له قبل استشهاده فكان مشروع الصاروخ المضاد للطائرات وهو ما لم يتمكن من إتمامه، وكان مصمماً على تصنيع سلاح يواجه هذه الطائرات.
فقد بعض أصابعه أثناء التصنيع
وكان الشهيد عدنان الغول دائما قريبًا من الخطر والشهادة، لأن الخطأ الواحد في عمله معناه الموت، وقد أصيب بالفعل في إحدى تجاربه حيث انفجر صاعق في يده مما أدى إلي فقدانه عددًا من أصابع يده.
المرجعية والتصنيع
أطلقوا على الشهيد الغول أيضًا "أبو انتفاضة الأقصى" التي صنع أسلحتها ووصلت لمختلف الفصائل والمقاتلين، كما اشتهرت وانتشرت مقولة في أوساط مجاهدي القسام: إن "أبو بلال" يستطيع أن يصنع المتفجرات من الرمل.
درّس مئات المهندسين في التصنيع العسكري
لقد كان المرجعية الأولى في مجال الهندسة والتصنيع، حيث ترك خلفه مؤسسة من مئات المهندسين في التصنيع العسكري وعن ذلك يقول أبو عبيدة المتحدث في كتائب الشهيد عز الدين القسام: «إن الشهيد القائد عدنان الغول ترك بصمات كبيرة، وخرج المئات من المهندسين القساميين الذين سيواصلون الطريق من بعده، وهم علي أهبة الاستعداد أن يخلفوا قائدهم»، وأضاف أبو عبيدة:" الشهيد أبو بلال هو كبير المهندسين القساميين، وهو العقل المدبر الذي يقف وراء عشرات المشاريع العسكرية التي كان آخرها "قاذف الياسين"، وهو سلاح مضاد للدروع استخدم في رد العدوان على شمال قطاع غزة وأثبت فعاليته.
لم يتمكن من تشييع جثمان ابنه
أبو بلال لم يتمكن من تشييع جثمان فلذة كبده البكر بلال لدواعٍ أمنية، كما عايش الموقف نفسه بعد استشهاد ابنه الأصغر محمد البالغ 15 عامًا، والذي استشهد في قصة لا تقل بطولة عن أخيه عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزل الغول الواقع في المغراقة.
في سجون السلطة الفلسطينية (حركة فتح)
تعرض القائد أبو بلال للاعتقال عدة مرات من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية التابعة لحركة فتح، حيث تمكن من الهرب من سجن السرايا عام 1998 ليعاود مشاريعه العسكرية، كما تمكن من الهرب مرة أخرى عن طريق خداع سجانيه.
المخابرات الفلسطينية تعذب ابنه الطفل
وعمدت المخابرات الفلسطينية التابعة لفتح إلى اختطاف ابنه بلال و كان عمره 12 عاما، وعذبوه عذاباً شديداً كي يبوح بمكان والده، وليشكل ذلك ضغطا علي الغول ليسلم نفسه، إلا أن ذلك لم يفت في عضد "أبو بلال".
محاولة الاغتيال بالسم في سجون السلطة الفلسطينية
قوات الاحتلال الاسرائيلية التي استشعرت الخطر القادم علي يدي هذا الرجل استنزفت كثيراً في البحث عنه ومطاردته، إلى أن جاءت أجهزة السلطة الفلسطينية التابعة لحركة فتح وتم اعتقاله مرتين، تعرض خلال إحداهما لمحاولة اغتيال عن طريق دس قوات الاحتلال السم له في السجن، حيث قام أحد ضباط الجهاز الأمني ويعتقد أنه كان عميلا بتقديم فنجان من القهوة خلال لقاء له معه في السجن، إلا أن "أبو بلال" عندما وجد أن العميل لم يشرب من فنجانه سكب القهوة ورفض أن يشربها إلى أن قام الضابط العميل بتناول فنجانه وشرب منه، حينها شرب الشهيد القائد، ولكن مخطط الأعداء الخبيث مر، حيث كان السم موضوعا في الفنجان وليس في القهوة وهو سم يسري مفعوله بعد ثلاثة أيام، ولولا قيام "أبو بلال" بسكب الفنجان في المرة الأولى التي أدت إلى تقليل كمية السم لنجحت عملية الاغتيال.
وقد أدى تراجع حالته الصحية بعد ذلك جراء السم إلى عجز الأطباء عن علاجه، إلى أن تمكنت امرأة بدوية من علاجه بطب الأعشاب، مما أوقف تدهور حالته الصحية، إلا أن آثار السم بقيت في جسده حتى يوم استشهاده.
رحلة جهاد ومطاردة
كان مطاردًا لأكثر من 18 عامًا من قبل جيش ومخابرات الاحتلال .
في الانتفاضة الأولى
بدأ أبو بلال نشاطه العسكري في وقت مبكر، وهو فتى لم يتجاوز العشرين عامًا، حيث استأذن قيادته قبل اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987م بالقيام بعمل جهادي، لأن الحركة لم تكن اتخذت قرارها بخوض العمل العسكري علي نطاق واسع، فأذنت له، وشكل مجموعة عسكرية، ونفذ عمليات طعن لجنود الاحتلال دون الإعلان عنها، إلى أن انكشف أمر المجموعة في العام 1987 بعد اعتقال أحد أفرادها وهو شقيقه فتمكن أبو بلال من الخروج من قطاع غزة إلى الخارج، وعاد إلي أرض فلسطين في أوائل التسعينيات ليستأنف نشاطه العسكري.
في عمليات الثأر المقدس
لقد كان لأبي بلال دور بارز في عمليات الثأر للمهندس الأول في الحركة الشهيد يحيي عياش، كما أشرف على تنفيذ العشرات من العمليات الاستشهادية لكونها مرتبطة بعمله، كما كان معروفاً عن الغول الحس الأمني العالي وهو ما جعله ينجح في الإفلات من الاحتلال 18 عامًا.
استشهاد ابنه وابن أخيه اثناء الدفاع عن منزله
وعندما حاولت قوات جيش الاحتلال الصهيوني اقتحام منزله وجدته محاطًا بالألغام والمتفجرات، ودخلت في معركة حقيقية مع محمد ابن القائد "أبو بلال" وابن أخيه وزوج ابنته عمران اللذين استشهدا في المعركة، حيث قتل وأصيب عدد من الجنود بقيت أشلاء بعضهم لدى عائلة الغول.
لقد كان أبو بلال مضطرًا للتنقل في السيارات لمتابعة مشاريعه الجهادية، لأنه لا يقدر على المشي لمسافات طويلة نتيجة معاناته الصحية منذ محاولة اغتيال سابقة له بالسم.
اغتياله واستشهاده
استشهد عدنان الغول و رفيقه القائد عماد عباس (وكلاهما من أهم خبراء المتفجرات وتصنيع صواريخ القسام) في قصف صاروخي غادر من إحدى طائرات العدو الصهيوني الغاشم للسيارة التي كانا يستقلانها في مدينة غزة مساء يوم الخميس السابع من رمضان 1425ه 21/10/2004م. مما شكل خسارة فادحة للمقاومة الفلسطينية؛ لأن كليهما من القادة الميدانيين، المصنعين للمتفجرات، والمبتكِرين للصواريخ القسامية الفعالة في حرب تحرير غزة.
يقول مجاهد قسامي:" لقد تميز بطيبته الغير الطبيعية، لكنه كان شخصية نادرة، كان حريصاً علي أن يحتضن إخوانه ويجمعهم في كل الظروف".
أحد المجاهدين الذين عرفوه يقول: بعد استشهاد ابنه بلال التقيته وسألته عن شعوره وهو يري ابنه يستشهد أمام عينيه، بعدما قصفت طائرة الأباتشي السيارة التي كان يستقلها بدل أبيه، وإذ بالقائد يقهقه ضاحكا ردا علي السؤال، وقال رحمه الله: نحن نتمناها قبله.
ويضيف المجاهد القسامي لقد كان الغول صاحب دعابة ودائم الضحك.
يقول أحد المجاهدين: "لقد قال لنا أبو بلال قبل استشهاده بأيام إنه لم يبق عنده علم إلا وأعطاه، ولم يبق في جعبته سهم إلا ورماه، وبقي أن ألقى الله شهيدا بإذن الله".
ويقول مجاهد آخر: "لقد حذرت أبا بلال في الفترة الأخيرة لكثرة تنقلاته إلا أنه قال :"إنني الآن لا يهمني إن قتلت لأني قد وضعت أمانة العلم في أعناق المئات من المجاهدين، وأصبح كل واحد منهم أبا بلال.
سلاح قنص باسمه
حيث كرمته كتائب الشهيد عز الدين القسام عام 2014 بتسمية سلاح مصنع محليا للقناص باسمه وهي بندقية القنص غول، تخليدًا لإنجازاته التي حققها من خلال توليه قيادة وحدة التصنيع في الكتائب.
مدرسة باسمه
في عام 2012 افتتح رئيس الوزراء إسماعيل هنيه مدرسة الشهيد عدنان الغول في جنوب غزة، حيث هنأ أهالي المنطقة ووزارة التربية والتعليم بهذا الانجاز المهم، لا سيما وان المنطقة بحاجة ماسة لمدرسة أساسية في هذا المكان. وترحم هنية على الشهيد عدنان الغول وكل الشهداء الأبرار، موضحا ان المدرسة تحمل أهمية المكان والمكانة والمقام والقامة، مبينا ان الشهيد الغول مجاهد من نوع خاص ومن العلامات الفارقة في تاريخ المقاومة حيث جاهد في وقت عصيب، مشيدا بعائلة الغول المجاهدة الكريمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.