بعد مرور أربع سنوات على الإطاحة بالرئيس "المخلوع" حسني مبارك، رفضت المحكمة التهم الموجهة إليه في قضية قتل أكثر من 200 متظاهر إبَّان ثورة 25 يناير 2011، التي أنهت حكمه الذي استمر نحو ثلاثة عقود، وامتلأت قاعة المحكمة التي كانت مكتظة بأنصاره بالهتافات فور إعلان براءته، فيما ندب خصومه على القرار الذي اعتبروه ذروة الثورة المضادة التي تقع تحت إشراف رجل مبارك القوي الذي كان يومًا ما مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وهو "قائد الانقلاب" عبدالفتاح السيسي. هكذا علق موقع "ديلي بيست" الأمريكي، في مقاله الذي حمل عنوان "براءة مبارك تشير إلى الانتصار الكامل للجيش على الربيع العربي"، على حكم براءة حسني مبارك ونجليه – علاء وجمال - وكبار مساعديه الذي ترك مؤيديه يهتفون ويهللون، بينما يعلو صرير أسنان المعارضين من الإحباط الذي لحق بهم؛ مشيرًا إلى أنَّ قمع "الدولة العميقة" قد عاد من جديد لكل من يخطئ في حق النظام. ولفت الموقع إلى أنَّ الحكم يبرئ مبارك، ونجليه أيضًا من قضايا الفساد المتعلقة ببيع الغاز لإسرائيل، كما برأت المحكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه في قضية التآمر على قتل المحتجين في انتفاضة الربيع العربي التي أودت بحياة 800 متظاهر، وإصابة ما لا يقل عن 2000 آخرين، وهو ما يؤكد قول نشطاء الديمقراطية بعودة "الدولة العميقة" لعهد مبارك. وذكر الموقع: "إنَّ حكم البراءة اليوم يتناقض بشكل ملحوظ مع طريقة تعامل القضاء المصري مع سجن المئات من الإسلاميين والنشطاء اليساريين الذين احتجوا على الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي في يوليو من العام الماضي". وفي حين أن النشطاء من مختلف الانتماءات السياسية يستشيطون غضبًا من حكم براءة مبارك، إلا أنه ليس من المؤكد أن رد فعل معظم المصريين سيكون سيئًا، ويرجع ذلك إلى المصاعب الاقتصادية والعنف السياسي الذي اجتاح مصر منذ بداية الربيع العربي، وهو ما أثار الحنين إلى عهد مبارك، أو على الأقل الحنين إلى الحكم القوي، الأمر الذي ساعد "قائد الانقلاب" عبدالفتاح السيسي على اتخاذ إجراءات صارمة ضد النشطاء السياسيين والمعارضة، بحسب الموقع. يذكر أنَّ المحكمة المختصة بنظر قضية قتل المتظاهرين إبَّان ثورة 25 يناير 2011 كانت قد أصدرت حكمًا في أواخر عام 2012 ، يقضي بالسجن المؤبد لكل من الرئيس "المخلوع" حسني مبارك، ونجليه، ووزير داخليته حبيب العادلي، لكن محكمة النقض ألغت الحكم في العام التالي، وأمرت بإعادة محاكمته؛ وبرأتهم المحكمة اليوم السبت من التهم الموجهة ضدهم.