قال ممدوح الولي إن بيانات أسعار السلع الغذائية والمواد الخام الشهرية التى يعلنها صندوق النقد الدولى، تشير إلى انخفاض أسعار كثير من السلع الغذائية خلال شهر سبتمبر الماضى، بالمقارنة لأسعارها خلال العام الماضى. وانخفضت أسعار بعض تلك السلع لأقل مما كانت عليه قبل عامين وأخرى قبل ثلاثة أعوام، بل وأقل مما كانت عليه قبل أربع سنوات لبعضها. وفى سبتمبر بلغ سعر طن القمح 244 دولارا مقابل 312 دولارا كمتوسط لسعره خلال العام الماضى، وكان السعر قد بلغ 313 دولارا بالعام الأسبق و316 دولارا فى عام 2011 . وبلغ سعر طن الذرة 163 دولارا فى سبتمبر مقابل 259 دولارا بالعام الماضى ، وكان السعر فى سبتمبر أقل من السعر خلال السنوات الست الماضية ، ونفس التراجع لسعر الأرز والشعير ليقل سعرهما عما كانا عليه خلال السنوات الست الماضية . وفى الزيوت سجل زيت عباد الشمس أقل سعر خلال السنوات الست الماضية بوصوله الى 983 دولارا للطن ، كما انخفض زيت الصويا الى 409 دولارا، وهو ما يقل عن السعر خلال العامين الماضيين ، وارتبط ذلك بانخفاض سعر فول الصويا لأقل سعر خلال السنوات الست الماضية وانفرد سعر زيت الزيتون بالارتفاع عن العام الماضى . بينما انخفض الفول السودانى عن العام الماضى . وانخفضت أسعار الأسماك فى سبتمبر عن متوسط سعرها بالعام الماضى ، وانخفض كلا من البرتقال والشاى عن سعرهما بالسنوات الست الماضية . كما انخفض سعر السكر الحر عن سعره خلال السنوات الخمس الماضية ، إلا أن سكر الاتحاد الأوربى والأمريكى لم يشاركا فى ذلك الانخفاض بنفس الدرجة . وفى المواد الخام انخفض سعر المطاط عما كان خلال السنوات الست الماضية ، كما انخفض سعر القطن عما قبل أربع سنوات وتراجع سعر الصوف لأقل من ثلاث سنوات ماضية . وفى المعادن انخفض سعر كلا من خام الحديد والنحاس لأقل من سعرهما خلال السنوات الأربع الماضية ، كما انخفض القصدير لأقل من ثلاث سنوات ، وانخفض سعر الرصاص عن سعره بالعام الماضى ، وعلى الجانب الآخر زاد سعر كلا من الزنك والنيكل والألومنيوم عن العام الماضى . وفى الوقود انخفض خام البترول لأقل من السنوات الثلاث الماضية ، والفحم الاسترالى لأقل من السنوات الست الماضية ، كما انخفض الغاز الطبيعى فى ألمانيا لأقل من السنوات الثلاث الماضية ، بينما كان سعر الغاز الطبيعى فى أمريكا أعلى من متوسط العام الماضى . ومن السلع التى زاد سعرها فى سبتمبر عن سعرها بالعام الماضى من الأغذية كلا من اللحوم والدجاج والبن ومن المواد الخام الأخشاب والجلود . وكان مؤشر أسعار الغذاء الذى تعلنه منظمة الأغذية والزارعة شهريا ، قد أشار الى انخفاض المؤشر بنسبة 6 % ما بين شهرى سبتمبر من العام الحالى والماضى ، وذكرت المنظمة أن قيمة المؤشر الذى انخفض للشهر السادس على التوالى قد وصل الى أدنى مستوياته منذ أغسطس 2010 . وأوضحت المؤشرات الفرعية التى تعلنها المنظمة ، تراجع أسعار منتجات الألبان بنسبة 25 % خلال عام ، والحبوب بتراجع 17 % والزيوت بانخفاض 12 % ، والسكر بتراجع 7 % خلال عام ، وانفردت اللحوم بالارتفاع بنسبة حوالى 12 % خلال العام الممتد من سبتمبر الى سبتمبر . أما على المستوى المحلى فقد أشارت بيانات جهاز الاحصاء الى ارتفاع أسعار الغذاء خلال خلال شهر سبتمبر الماضى ، بنسبة 6ر11 % بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضى . وهكذا ورغم الانخفاض العالمى لأسعار الأسماك ، نجد ارتفاعا لأسعارها بنسبة 16 % خلال عام رغم انتاج معظم الكميات المستهلكة محليا ، ونفس الأمر ورغم الانخفاض الملحوظ لأسعار منتجات الألبان عالميا ، فقد زاد سعر الجبن بنسبة 25 % خلال عام واحد ، واذا كانت أسعار اللحوم قد زادت عالميا بنسبة 7ر11 % ، فقد كانت نسبة ارتفاعها محليا أكثر من 19 % . وهناك أسباب عديدة لتلك التفاوتات بين الاتجاه العالمى لأسعار كثير من السلع واتجاهها محليا ، منها احتكار البعض لاستيراد عدد من السلع وتحكمهم فى أسعارها محليا بغض النظر عن السعر العالمى لها ، وكذلك ارتفاع سعر صرف الدولار وتدبيره من السوق السوداء . وتعدد حلقات الوساطة حتى تصل السلعة الى المستهلك النهائى ، وسوء عمليات النقل والتخزين بما يزيد من حجم التالف والفاقد والذى يتم تحميل تكلفته على الزيون ، والمشاكل التى تواجه المنتجين خاصة صعوبة التمويل ومشاكل العمالة ، والمتاعب التى تواجه الموزعين من ارتفاع سعر الوقود ، وكثرة حوادث الطرق والاتاوات المتعددة المطلوب منهم دفعها حتى تصل السلعة الى المستهلك .