كشفت مجلة أمريكية متخصصة في السياسة الخارجية أن حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان تتفوق على قوات الاحتلال الأمريكية في الحرب الإعلامية الدائرة في أفغانستان، وأن واشنطن مضطرة للبحث عن وسائل أكثر فاعلية لمواجهة حركة طالبان على هذا الصعيد. وذكرت مجلة فورين بوليسي من خلال مقال للكاتب روبرت هاديك أنه في يوم 20 مايو نشر فريق عسكري تابع للقيادة المركزية الوسطى الأمريكية نتائج غير نهائية بخصوص الإصابات في صفوف المدنيين الأفغان التي نجمت عن القصف الأمريكي في معركة بالقرب من فرح غرب أفغانستان يوم 4 مايو. التحرك الأمريكي لمواجهة دعاية طالبان فاشل وقال الكاتب: "ربما كانت مدة الستة عشر يومًا الفاصلة بين المعركة ونشر نتائج التحقيق كافية للتحقيق في الممارسات العسكرية الأمريكية, ولكن إن كان هذا التقرير يشكل محاولة لما يدعى بالتحرك الإستراتيجي لمواجهة دعاية طالبان, فإن الولاياتالمتحدة تعتبر خاسرة وعليها البحث عن موقف جديد". وأضاف روبرت هاديك في مقاله: "لقد ركز تقرير حديث صادر عن المركز حول العلاقات الخارجية على تفوق دعاية طالبان وأن الولاياتالمتحدة متأخرة بفارق كبير عن طالبان في هذا المجال، لأن طالبان لا تنتظر مدة 16 يومًا للتعبير عن وجهة نظرها". من جهته قال ميشيل دوران النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأمريكي: "بعد 26 دقيقة من تنفيذ القوات الأمريكية في أفغانستان لعملية لها هناك, تصدر طالبان روايتها للأحداث والتي تجد طريقها فورًا لوسائل الإعلام وتنشر في الشريط المتحرك أسفل شاشة تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية". النشاط الإعلامي لطالبان سريع ومنتشر وأشارت المجلة إلى أن العمل الإعلامي لطالبان لا يتميز بالسرعة فقط وإنما يصل إلى العديد من وسائل الإعلام، بينما قال المقال: "زعماء طالبان يسارعون في نشر رواياتهم للأحداث بالفارسية والبشتونية, والعربية والإنجليزية من خلال العديد من محطات الإذاعة ويوزعون الأشرطة المسموعة ويوزعون الرسائل الليلية". وفيما يتعلق بالجانب الأمريكي قال روبرت هاديك: "على الجانب المقابل فإن الجيش الأمريكي يرد بإعادة توزيع الكراسة الميدانية ومنح القادة من صغار الرتب المزيد من الصلاحيات والمرونة فيما يتعلق بالحملات الإعلامية المحلية". وأضاف: "الولاياتالمتحدة تفكر في بث المزيد من أبراج البث الإذاعي وزيادة كفاءة الهواتف النقالة ومحطات بث الأخبار المحلية من أجل زيادة قدرتها على التواصل مع الأفغان وإقفال مواقع طالبان على الإنترنت ومنع الوصول إليها". الاحتلال مضطر للبحث عن أساليب دعائية جديدة من جهته قال ستيفن بيديل وهو من أبرز أعضاء المركز للعلاقات الخارجية إن على الاحتلال محاولة كسب المناظرة الإعلامية مع طالبان، وأشار إلى أماكن مثل ولاية كونر حيث تم الدمج بين العمليات العسكرية والاقتصادية والسياسية من أجل التواصل بين الحكومة الأفغانية والسكان المحليين وتهميش طالبان وترويج المزاعم عن أنها تقتل الأبرياء بينما تحميهم قوات الاحتلال. وفي مقاله قال روبرت هاديك: "من أجل نجاح هذا الموقف يجب على المسئولين الأفغان التحلي بالشجاعة مثل طالبان وهم يدافعون عن وجهة نظرهم أمام العلن، لأن الدعاية تعتبر إلى حد كبير كلمة قذرة في الثقافة الأمريكية, ولهذا يخشى المتحدثون باسم المسئولين الأمريكيين التفوه بتصريحات يثبت كذبها لاحقًا الأمر الذي قد يؤدي إلى الخشية بدل الشجاعة". واختتم الكاتب مقاله بقوله: "الحرب غير النظامية تدور حول تحقيق التأثير والشرعية على السكان، وهنا يصبح نفاذ البصيرة أمراً واقعاً، وللفوز في معركة نفاذ البصيرة فإن على المسئولين الأمريكيين محاولة اللجوء إلى أساليب جديدة إن كانوا يريدون التغلب على آلة طالبان الدعائية".