أكدت تقارير صحفية أمريكية أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما أشار بوضوح إلى الانسحاب من أفغانستان.. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية "إن أوباما أشار بطريقة واضحة إلى نيته الانسحاب من أفغانستان ما لم تؤت العملية العسكرية أكلها بهزيمة تنظيم "القاعدة" وحركة طالبان". وأوضحت أن "أوباما أفصح أثناء مقابلات تلفزيونية أنه بصدد مراجعة إستراتيجية الحرب على أفغانستان، وأنه سيرسل مزيدًا من القوات إذا كان ذلك سيؤدي إلى هزيمة تنظيم "القاعدة" وطالبان، مضيفًا أنه إذا تبين أن الوضع على الأرض ليس كذلك، فإنه لا يرغب في البقاء في أفغانستان لمجرد البقاء في أفغانستان، في إشارة منه للانسحاب من الحرب". وفي سياقٍ متصل، قالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية إن رئيس الحكومة البريطانية، جوردون براون، الذي كان مترددًا في السابق تجاه إرسال المزيد من القوات لأفغانستان، بدا أكثر تأييدًا لذلك من ذي قبل. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة البريطانية قولها إن هذا التحول في موقف براون يرجع إلى اقتناعه بفكرة تدريب الجيش الأفغاني كخطوة جوهرية لإستراتيجية الخروج النهائية لكل من بريطانيا والناتو من أفغانستان. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية وجيشها يعتقدان الآن أن الحاجة إلى الجنود القتاليين ستستمر إلى ما لا يقل عن ثلاث إلى خمس سنوات قبل الانسحاب من الخطوط الأمامية، وقيام الأفغانيين بالدور الأمني. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قد كشفت، مؤخرًا، النقاب عن أن الأمر في لندنوواشنطن تطور، فيما يتعلق بالشأن الأفغاني، وأنه وصل إلى حد الحديث عن إستراتيجية للانسحاب من أفغانستان. القوات الأمريكية تنسحب من القرى الأفغانية: وعلى الصعيد الميداني، ذكرت ال "واشنطن بوست" أن القوات الأمريكية تلقت أوامر بالانسحاب من القرى الأفغانية المتناثرة، والتوجه إلى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في البلاد. وأوضحت أن الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأفغانستان أرسل لمجموعة القادة العاملين تحت إمرته بضرورة سحب القوات الأجنبية من المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي خاضوا فيها معارك دامية ضد حركة طالبان على مدار سنوات ماضية في أفغانستان وإعادة الانتشار في المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى. جدير بالذكر أن الجنرال ماكريستال كان قد أرسل تقريرًا لواشنطن جاء فيه أنه بدون نشر قوات إضافية فإن الحرب في أفغانستان ستفشل، وهو الأمر الذي أحدث انقسامًا داخل الإدارة الأمريكية بين العسكريين والمدنيين. وأضافت الصحيفة أن التغييرات الجديدة المتعلقة بإعادة انتشار القوات الأجنبية باتت تلقى مقاومة من جانب كبار المسؤولين الأفغان بدعوى أن من شأنها إضعاف هيبة الدولة الضعيفة أصلًا في تلك المناطق، بالإضافة إلى استعادة طالبان السيطرة على تلك المناطق. يأتى هذا فى الوقت الذى اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه يدرك أن الأمريكيين تعبوا من الحرب في أفغانستان. وأضاف انه يقوم حاليا بدراسة ما إذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تتبع الإستراتيجية الصحيحة هناك. ولم يقل أوباما، الذي كان يتحدث في بيتسبرج في نهاية قمة مجموعة العشرين التي استمرت يومين، ما إذا كان يعتزم إرسال المزيد من القوات إلى هناك وفقا لطلب قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قد تسلم طلبا بزيادة القوات في أفغانستان من الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات الاحتلال الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان. ويعتزم جيتس عدم رفع الطلب إلى أوباما حتى ينتهي الأخير من وضع الصيغة النهائية لإستراتيجيته في أفغانستان .. وفقا لما ذكره مسئولون في البنتاجون.