تَنَاولت بعض الصحف الأمريكية استراتيجية أوباما في الحرب على أفغانستان بالنقد والتحليل، وبينما وصفتها واشنطن بوست بكونها خرقاء معوجّة يشوبها الخلل، وقالت نيويورك تايمز إنه لا حل بالحرب أو السلم، أشارت مجلة تايم إلى ما سمته انخفاض معنويات الرّتب العليا الأمريكية. فقد أشار الكاتب الأمريكي جورج ويل إلى ما وصفها بقدرة عسكري أمريكي على إدراك أن استراتيجية أوباما في الحرب على أفغانستان هي استراتيجية خرقاء ومعوجة ويشوبها الخَلَل. وأوضح ويل في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن سيلا جارفًا من الرسائل الإلكترونية يصل لأعضاء الكونجرس بشكل يومي ويكاد يغرقهم، وأنه قلَّما تصل رسالة ملفتة للانتباه مثل تلك التي وصلت من ضابط صف صغير في القوات الأمريكية المتمركِزة في أفغانستان. وفي حين شرح العسكري الأمريكي في رسالته المصاعب التي تواجهها وحدته العسكرية في الحرب على أفغانستان، أوضح أن قواعد المواجهة والاقتتال الميداني التي تتبعها القوات الأمريكية في الحرب على أفغانستان "لا تمكّن قوات التحالف من تحقيق أي فوز تكتيكي مستمر". وقال الكاتب: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعوّل كثيرًا على إعادة انتخابه على عوامل ثلاثة تتمثل في تزايد الرضا الشعبي إزاء تشريعات الرعاية الصحية بعد أن تصبح قوانين مسنونة، والتزايد السريع لتوفير الوظائف في الولاياتالمتحدة، وتحسن أوضاع القوات الأمريكية في الحرب على أفغانستان. وأوضح الكاتب أن العاملَين الاثنين الأوليين المتعلقين بالرعاية الصحية والوظائف لن يتحققا، داعيًا أوباما إلى محاولة التأثير في العامل الثالث المتعلّق بأفغانستان، ولكن فقط عبر التزام الرئيس الأمريكي بخطته وجدوله الزمني لتخليص القوات الأمريكية مما وصفها الكاتب بالورطة وإخراجها من المستنقع الأفغاني. من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها ضمن حصادها الأسبوعي: إن الخروج من أفغانستان لم يعدْ سهلا، لا عن طريق الحرب ولا عبر السلام. وأوضحت نيويورك تايمز أنه بينما لا يمكن لحركة طالبان الانتصار في الحرب، فإنه لا توجد أي جهة أخرى يمكنها تحقيق أي انتصار، مشيرة إلى أن البعض يتحدث عن السلام ولكن تطبيقه على الأرض يعتبر أمرًا مستحيلًا. وبينما أشارت مجلة تايم إلى حالة الإغماء التي أُصيب بها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ديفيد بتراوس الأسبوع الماضي وهو يتحدث بشأن أفغانستان أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، قالت: إن قائد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأمريكي ستانلي مكريستال ما فتئ يستعطف الأفغان ويستدر عاطفتهم، مما يدلل على انخفاض في المعنويات الأمريكية. وفي حين أكد بتراوس على تأييده خطة أوباما في بدء الانسحاب من أفغانستان وفق الجدول الزمني في العام القادم، ذكرت تايم أن مكريستال قال لجموع من الأفغان في أكثر من مناسبة إن لدى والده ولدًا وأكثر من قريب يدافعون عن حرية أفغانستان، متسائلا عما إذا كان لديهم أبناء للدفاع عن حرية بلادهم أم لا. وأوضحت المجلة أن مكريستال كرّر هذا الأسلوب العاطفي في الحديث مع الأفغان في الأسابيع الأخيرة، مما يدلّل على مدى حالة الإحباط والإرهاق واليأس التي تعانيها الرتب العليا في القوات الأمريكية.