اهتمت الصحافة الأمريكية بالاستراتيجية الجديدة حول أفغانستان التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه يوم الثلاثاء الماضي وقضت بإرسال نحو 30 ألف جندي أمريكي لتعزيز تواجد القوات الأجنبية العاملة هناك بخلاف 68 ألف جندي أمريكي منتشرين بالفعل في المدن الأفغانية، وفي هذا الصدد تناولت مجلة "تايم" الأمريكية الاستراتيجية الجديدة من منظور مختلف بعد أن أعلنتها بصراحة علي غلافها "إنها حربه الآن" في إشارة إلي أن أوباما اتجه إلي استغلال الحرب لتحقيق مآرب شخصية قد ترفع من رصيده السياسي وقد تفضي به إلي الهاوية علي حساب المصلحة الأمريكية العامة، وتساءلت المجلة علي لسان كاتبها جو كلاين "هل باستطاعة أوباما بيع أمريكا علي هامش هذه الحرب؟". وتضيف إن خطابه لم يكن مرضيا للشعب الأمريكي الذي توقع تبريرات أكثر إقناعا تفسر الإلقاء ب 30 ألفا من خيرة أبنائه في حرب أجمع الخبراء علي أن الولاياتالمتحدة تتكبد بسببها خسائر فادحة. وعللت ذلك بأن الخطاب افتقد لجزء جوهري في فحواه عندما غاب عنه ما يمكن تسميته ب "الثقافة العسكرية" التي تقوم علي إثارة المشاعر الوطنية، مشيرة إلي أن هذه المهارة كان يتمتع بها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان الذي لم يكن ليتردد في الاستشهاد بقصة مؤثرة بين ثنايا خطابه لحشد مشاعر الأمريكيين بشكل عام والجنود علي وجه الخصوص. وتوضح المجلة أن المعادلة الصعبة التي فشل أوباما في حلها هي كيفية طرح مبررات معقولة ومستساغة أمام جنود في غاية الذكاء والإحباط في ظل ما يواجهونه من صراعات لإيجاد سبب منطقي لإيفادهم في مهمة عصيبة إن لم تكن مجنونة علي حد وصف المجلة. وتستدل علي أن أوباما يخوض حربه الخاصة بتصريحات أدلي بها علي هامش غداء جمعه بمجموعة من كبار الكتاب في مكتبة البيت الأبيض. وقتها أكد أوباما أنه يدرك بكل أسف أن هذه الخطوة لا تحظي بتأييد علي المستوي السياسي مفسرا كلامه بأن حزبه الديمقراطي هو الأقل تأييدا لها مستدركا "ولكن ليست بهذه الطريقة تتخذ القرارات". (تعليقات الصحف الأمريكية علي الاستراتيجية الجديدة"