على خلفية اشتداد الجدل داخل لجان الكونجرس وبين مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية حول الإستراتيجية المناسبة للتعامل مع تأزم الأوضاع داخل أفغانستان، أعلن قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو فى أفغانستان، الجنرال ستانلى ماكريستال، عدم وجود أى خلاف مع إدارة الرئيس باراك أوباما حول المطالب الخاصة بنشر قوات أمريكية إضافية فى أفغانستان. وقال ماكريستال، فى مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نشرتها اليوم الخميس، إنه «ملتزم بتنفيذ أى مهمة يوافق عليها الرئيس أوباما»، مشيرا إلى أنه «لم يناقش أو حتى يفكر فى الاستقالة من منصبه»، كما تم تداول ذلك فى الأوساط فى واشنطن. وكانت تقارير صحفية قد ذكرت وجود خلاف بين المؤسسة العسكرية والقيادة المدنية فى الولاياتالمتحدة تزامنت مع أنباء غير موثقة حول نية ماكريستال الاستقالة من منصبه على خلفية التقييم الذى أصدره حول الإستراتيجية الأمريكية فى أفغانستان ولم تقبله إدارة أوباما. وكان ماكريستال قد حذر فى تقييمه من أن عدم نشر المزيد من القوات الأمريكية فى أفغانستان يهدد «بفشل» مهمة الولاياتالمتحدة هناك فى ظل النمو المطرد فى أنشطة التمرد الذى تقوده حركة طالبان». وكان قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال ديفيد باتريوس أعلن، فى نفس الأثناء، أن الجيش الأمريكى يرغب فى سحب قسم من قواته من بعض المناطق النائية فى أفغانستان وإعادة نشرها فى مناطق سكنية يمثل فيها عناصر طالبان تهديدا كبيرا. وقال الجنرال باتريوس، الذى تقع متابعة الوضع فى أفغانستان ضمن صلاحياته، خلال مؤتمر صحفى فى واشنطن: إن القوات الدولية يجب أن تتمركز فى الأماكن التى يفترض أن يكون لها تأثير أكبر فى المعركة ضد المتمردين. وأكد أن ثلثى الهجمات التى يشنها المتمردون تحصل فقط فى 10% من المناطق. وأشار باتريوس إلى أن أبرز ما يطرح يتمثل بتركيز الجهود فى المناطق التى يمثل فيها التمرد التهديد الأكبر على السكان، وحدد الأماكن التى تتركز فيها أعمال العنف فى أفغانستان مع نقاط ساخنة فى جنوب وشرق البلاد. يجىء هذا فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه لن يتخذ قرارا بشأن زيادة إضافية لعدد قوات بلاده فى أفغانستان قبل الانتهاء من وضع الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة هناك. وهاجم أركان الحزب الجمهورى تردد أوباما فى اتخاذ قرار إرسال مزيد من القوات لأفغانستان، واعتبروا أن الرئيس الأمريكى مازال غير واثق، بعد تسعة أشهر من توليه مهامه الرئاسية، مما يجب فعله لحسن إدارة الوضع فى أفغانستان. وكان أوباما قد أعلن فى مقابلات تليفزيونية الأسبوع الماضى إلى أنه يريد أن يكون مقتنعا بأن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان سيجعل الأمريكيين أكثر أمانا من هجمات أخرى قد يشنها تنظيم القاعدة. من ناحية أخرى، أكد البيت الأبيض على لسان روبرت جيبس المتحدث الصحفى، أن أوباما ومستشاريه يجرون تقييما للإستراتيجية بطريقة ترسم المسار الأفضل إلى الأمام قبل اتخاذ قرارات تتعلق بعدد القوات. وقال جيتس إنه لم يوجه إلى البيت الأبيض بعد أى طلب رسمى بإرسال قوات إضافية وأنه لا يتوقع أن يحصل ذلك قريبا لأن تقييم الإستراتيجية مازال مستمرا فى الوقت الراهن. وعلى عكس ما ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض، ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن قائد القوات الأمريكية والناتو فى أفغانستان الجنرال ستانلى ماكريستال وجه فى 30 أغسطس الماضى رسالة إلى وزير الدفاع روبرت جيتس فى سياقها إلى الحاجة إلى مزيد من القوات فى غضون سنة وإلا ستنتهى الحرب فى هذا البلد إلى الفشل. وتملك قوة المساعدة الأمنية الدولية 105 آلاف جندى، منهم 65 ألف جندى من قوات التحالف المعروفة باسم «إيساف»، إضافة إلى 40 ألف جندى أمريكى. ويريد ماكريستال أيضا رفع عدد القوات الأفغانية من شرطة وجيش إلى 400 ألف رجل. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال فى وقت سابق هذا الأسبوع أن مسئولين فى البنتاجون طلبوا من قائد العمليات فى أفغانستان الجنرال ستانلى ماكريستال إرجاء طلبه الخاص بإرسال قوات إضافية لحين قيام الإدارة الأمريكية بمراجعة إستراتيجيتها الخاصة بالحرب الدائرة هناك. وفى مقابلة بثتها شبكة سى.إن.إن التليفزيونية يوم الخميس دعم الرئيس الأفغانى حامد كرزاى تقييم ماكريستال، وقال: «إن دعوة القائد إلى إرسال المزيد من الجنود هى النهج الصحيح.. وهو يؤيدها». ويذكر أن العدد الإضافى المطلوب قد يصل إلى 40 ألف جندى. ومن المتوقع أن يتخذ أوباما خلال الأشهر الثلاثة المقبلة قرارا حول مستوى القوات الأمريكية فى أفغانستان، فى وقت انقلب فيه الرأى العام الأمريكى على الحرب فى أفغانستان.