أعلنت حركة طالبان أنها كبدت قوات الاحتلال الغربية التابعة لحلف الأطلسى "الناتو" خسائر جسيمة في المعدات والأرواح في اليوم الأول من الهجوم الذي شنته جيوش الاحتلال بالتحالف الغربي على "هلمند"، مؤكدة مقتل 32 جنديًا من بينهم 29 جنديًا أمريكيًا. وقال المتحدثان باسم الحركة قاري يوسف أحمدي وذبيح الله مجاهد اليوم الأحد (14-2)، إن عمليات أمس لمقاتلي الحركة أسفرت عن حرق 11 دبابة وآلية أمريكية وبريطانية بالعبوات الناسفة وتدميرها بالكامل، وقتل وإصابة العشرات من الجنود الأمريكيين والبريطانيين. وأشار المتحدثان إلي قصف مركز قوات الاحتلال الأمريكية في مديرية "وته بوره" بولاية "كنر" بالصواريخ، وقالا "إن الحركة لم تستطع حصر الخسائر في القاعدة التي اشتعلت فيها النيران". وأشارت البيانات العسكرية للحركة إلي تدمير دبابتين لقوات الاحتلال الأمريكية في "ناوة" بولاية "هلمند" أثناء توجهها إلي منطقة "مارجة"، وقتل 10 جنود كانوا على متنها. وتبنت الحركة العملية الاستشهادية التي استهدفت عددًا من الأمريكيين الذين نزلوا من دباباتهم علي طريق "قندهار – هرات" والتي قتل فيها 19 جنديًا أمريكيًا وأصيب فيها 7 آخرون.
وقالت "إن منفذ العملية، المجاهد عزيز الرحمن، من سكان الولاية، وتسبب الانفجار في تدمير مدرعة أمريكية كانت بالمكان".
وأكد بيان لطالبان تدمير آليتين عسكريتين للبريطانيين في "ميوند" أثناء سيرهما في طريقهما نحو مديرية "جورك" قتل فيهما ثلاثة جنود بريطانيين، وأصيب اثنان، وكانت القافلة البريطانية قد تحركت يوم أمس السبت، من قندهار متجهة نحو مديرية "سنجين" بولاية "هلمند".
وقال قاري يوسف أحمدى المتحدث باسم طالبان، على موقع الحركة على الانترنت، انها نفذت هجمات مباشرة على قوات الاحتلال التي يقودها حلف الاطلسي في عدة أجزاء من "مرجه" وحاصرت بعضها في إحدى المناطق.
وأضاف أحمدي "إن جنود الإمارة الإسلامية من ولاية هلمند دمروا دبابة للأمريكيين في مديرية نوزاد بعبوة ناسفة.. وقد نُفّذ الانفجار بواسطة جهاز التحكم عن بعد، وبعد الانفجار تم هجوم مسلح على الجنود الذين كانوا ينقلون القتلى من مكان الانفجار، حيث تكبدوا مزيدًا من الخسائر".
وفي بيان من ولاية "هلمند" أعلنت طالبان تدمير ثلاث مدرعات أمريكية في انفجارات منفصلة بقرب من "لشكرجاه" مركز الولاية.
كما دمر المجاهدون دبابتين صباح أمس في انفجارات مشابهة، كما دمرت آلية عسكرية للاحتلال في مديرية "كجكي" بالولاية نفسها وقتل من كان بداخلها من الجنود.
قصف قاعدة أمريكية وقال ذبيح الله مجاهد "إن طالبان قصفت قاعدة القوات الأمريكية في وته بوره بالصواريخ بولاية كنر"، وأشار إلى أن الهجوم قد وقع في حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح أمس السبت؛ حيث سقطت خمسة صواريخ داخل القاعدة، مما أسفر عن وقوع خسائر مادية وبشرية في صفوفهم.
وأكد أن مخابرات الحركة أكدت أن عددا من المستشارين العسكريين الغربيين كانوا موجودين أثناء الهجوم. وتؤكد الحركة أن المعارك والاشتباكات لازالت مستمرة.
وكان حلف شمال الأطلسي قد أعلن أمس أن ثلاثة جنود أمريكيين فقط قتلوا في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في جنوبأفغانستان. ولم يذكر الحلف أي تفاصيل عن الحادث.
وافادت مصادر إعلامية أخرى بأن مروحيات أمريكية من طراز "كوبرا" أطلقت صواريخ "هيلفاير" على مجاهدي طالبان الذين أقاموا مواقع دفاعية تسد منافذ "مرجه" من كافة الجهات، بعد ان أغرقوا القناة الرئيسية عند مدخلها بالمياه ، وهو ما حال دون اقتحام قوات الاحتلال المهاجمة للمنطقة بواسطة جنود المشاة "المارينز".
اعترافات بصعوبة العملية من جهتهم أعترف قادة ميدانيون أمريكيون بصعوبة العملية العسكرية في مديرية مرجه بسبب طبيعتها القتالية التي تعتمد على الاشتباكات المباشرة مع الطرف الآخر، فضلا عن أن شبكات الري تحولت إلى عائق طبيعي يحول دون تقدم قوات الاحتلال بشكل سريع.
وشبه الكابتن ريان سباركس شدة القتال بالحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين الاجانب والعراقيين من تنظيم القاعدة في بلدة الفلوجة عام 2004.
وقال سباركس "في الفلوجة كان القتال بنفس الشدة لكنا هنا بدأنا من الشمال واتجهنا جنوبا. في مرجه نأتي من مواقع مختلفة ونعمل في اتجاه المركز وبالتالي نتلقى النيران من جميع الزوايا".
ونسبت المصادر الى قائد قوات الاحتلال فى حلف شمال الأطلسي "ناتو" في جنوبأفغانستان الجنرال نك كارتر قوله "أن نحو 15 ألف جندي يشاركون في هذا الهجوم الذي يعد أكبر هجوم تشنه القوات الأجنبية ضد طالبان ، منهم 7500 جندي في مديرية مرجه فقط" .
ووفقا لما ذكرته قيادة المنطقة الجنوبية في القوات الدولية بأفغانستان (إيساف) ، فان أربع كتائب من مشاه البحرية الأمريكية برفقة كتيبة هندسية وأخرى للاستطلاع مزودة بدبابات خفيفة وسريعة الحركة، وثلاث كتائب بريطانية وقوات خاصة تشارك في العملية التي انطلقت مساء الجمعة في "مرجه"، فيما تشارك قوات بريطانية وأمريكية وكندية في الهجوم على مديرية "ناد علي" الى الشمال من "مرجه".
الحرب ليست الحل من جانب آخر نفت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي البريطانية أن تكون الحرب ضد حركة طالبان هي الحل للمسألة الأفغانية، مؤكدة أن أفضل وسيلة لدعم الأفغانيين وإعادة إعمار البلاد هي في أن "نبدأ" بإعادة الجنود البريطانيين إلى بلادهم، والحث على إجراء مباحثات سياسية في البلاد التي مزقتها الحروب والبدء بتنمية اقتصادها المتهالك.
وأضافت أنه ربما ليس ما يمنع وجودًا عسكريًا أجنبيًا يتولى تدريب الجيش والشرطة الأفغانية للمساهمة في حفظ أمن البلاد، وأنه لا ينبغي لقواتنا أن تقوم بأدوار كبيرة في الجبهات القتالية الأمامية.
الهجوم والصحافة الأمريكية ومضت إلى أن أي ترويج لأي خطوة تخطوها قوات التحالف في هجومها الأخير على طالبان في ولاية "هلمند" جنوبي البلاد "لا يزيدنا" إلا مزيدًا من التشكيك بحكمة إستراتجية الحرب الأفغانية برمتها.
وأشارت الصحيفة إلى مقال للصحفي الأيرلندي باتريك كوكبيرن يقول فيه "إن الهجوم الأخير، أو ما سمي بالهجوم المشترك، قد تم تصميمه لتسويقه للصحافة الأمريكية".
وأضاف أن المفردات العسكرية المستخدمة تتناقض مع الواقع أو مع حرب العصابات التي تعتمدها حركة طالبان وتنظيم القاعدة وغيرها من الفصائل المحاربة في أراضيها الوعرة، بالإضافة إلى أن الأفغانيين ينظرون للقوات الأمريكية والبريطانية وغيرها من قوات التحالف الأجنبية بوصفها قوات احتلال.
المستنقع الأفغاني وقالت "ذي إندبندنت أون صنداي" البريطانية "إن القوات الأجنبية في أفغانستان ربما أوقعت نفسها أكثر فأكثر في الوحل والمستنقع الأفغاني، مشيرة إلى أن كلمة "مستنقع" لا ترد ضمن مفردات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث يتم تجنبها.
ومضت الصحيفة بالقول، إنها تحترم القوات المسلحة البريطانية وتشارك الجميع الحزن على الذين قضوا من أفراد الجيش البريطاني حتى ذاك الجندي البريطاني الذي قضى في الحرب البارحة، وأنها تولي أفعال الجيش البريطاني كل احترام وتقدير.
وأوضحت أن الطريقة المثلى لتقدير القوات البريطانية تكمن في إعطائها الأهداف الواضحة التي يمكن تحقيقها والحفاظ عليها، مضيفة أن ذلك يعني أن أفغانستان لن تكون بلاداً ديمقراطية مستقرة في غضون السنوات القليلة القادمة.
والأهداف الواضحة تعني أن طالبان وحلفاءها سيبقون يسيطرون على أجزاء من البلاد، وبحيث يمكن حصارهم أو الوقاية من هجماتهم عبر الدعاية والاستخبارات والقوات الخاصة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح لوزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند في يوليو الماضي والمتمثل في قوله "إنه لا يوجد حل عسكري" في أفغانستان.
واختتمت بالقول "إن ميليباند كان على صواب، وإنه بعد العملية العسكرية الأخيرة، أو الهجوم المشترك، سيدرك الجميع معنى كلمات الوزير. عمليات اليوم الأول وأعلنت حركة طالبان السبت (13-2)، أنها تمكنت من قتل تسعة من جنود الاحتلال التابعة لحلف شمال الأطلسي، بينهم ثلاثة امريكيين، في الهجوم الذي يشنه الحلف بالمشاركة مع قوات أفغانية عميلة جنوبي البلاد.
واشتبكت قوات احتلال من مشاة البحرية الأمريكية التي تقود هجوما لحلف الأطلسي مع مجاهدي طالبان اليوم السبت ( 13-2)، في بلدة "مرجه" في إقليم "هلمند" الأفغاني.
وتشتبك قوات مشاة البحرية في معركة بالأسلحة النارية مع مجاهدي طالبان بعد عدة ساعات من نزول قوات الاحتلال الأمريكية بطائرات هليكوبتر قرب المدينة.
وتقدر مصادر عسكرية عدد مجاهدي طالبان المتحصنين في "مرجه" ما بين 400 وألف من المجاهدين. تكتيكات طالبان وقد وعد الناطق باسم المجاهدين في الأيام الأخيرة بمقاومة المعتدين، موضحا أن طالبان ستلجأ إلى تكتيكاتها العادية باستخدام عبوات ناسفة يدوية الصنع والمزروعة على حافة الطريق ونصب كمائن.
ويرى عدد من الخبراء والمسئولين العسكريين الغربيين أن "مرجه" ليست سوى واحدا من معاقل طالبان الكثيرة.
ويشكل هذا الهجوم أول اختبار للاستراتيجية الجديدة التي وضعها لادارة باراك أوباما الجنرال الأمريكي ستانلي ماكريستال قائد قوات الاحتلال فى أفغانستان.
وتصاعدت حركة المقاومة التي تقوم بها طالبان في السنتين الأخيرتين وامتدت الى كل البلاد تقريبا بينما ضاعف المجاهدون هجماتهم في قلب العاصمة الأفغانية "كابول" نفسها.
ومنذ مطلع العام 2010، قتل 66 جنديا أجنبيا. وكانت 2009، هى السنة التي شهدت سقوط أكبر عدد من القتلى خلال أعوام الحرب الثمانية، اذ بلغ عددهم 520 قتيلا حسب تعداد الاحتلال.
وجدير بالذكر، فإن الاحتلال يقلل دائما عن أعداد غير حقيقة من جنوده الذين يسقطون فى معارك مع المجاهدين، فى إطار السعى للمحافظة على الروح المعنوية لقواته المنهارة أصلا، وقد شهد العام الماضى رقما قياسيا فى حالات الانتحار بين الجنود الأمريكيين الذين خدموا فى أفغانستان أو العراق، وهو رقم لم يحدث حتى فى أثناء العدوان الأمريكى على فييتنام.
مقاومة طالبان وهددت حركة طالبان قوات الاحتلال في وقت سابق بحرب استنزاف طويلة وموجة من الكر والفر والتفجيرات في حال نفذ هجومه على الجنوب.
وأطلق مشاة البحرية صاروخين على مجاهدي الحركة الذين شنوا هجمات من المجمعات.
وسمع دوى صوت انفجارين هائلين وتصاعد عمود ضخم من الدخان الأسود . وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت عن شن العملية قبل أسابيع وسمتها "العملية مشترك" لمشاركة قوات أفغانية عميلة فيها.
15 ألف جندى وبدأت قوات الاحتلال التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والقوات الأفغانية العميلة للاحتلال، هجوما للسيطرة على معاقل حركة طالبان بولاية "هلمند".
ونقلت مصادر صحفية عن سكان محليين إن آلافا من جنود القوات الناتو والقوات الأفغانية بدءوا هجوما في بلدة "مرجه" بالولاية حيث يتمركز ما لا يقل عن ألفي مجاهد من حركة طالبان.
ويشارك نحو 15 ألف جندى من مشاة البحرية الأمريكية والناتو والجيش الأفغاني العميل، في الهجوم الذي يمثل بداية حملة لفرض سيطرة الحكومة الأفغانية على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن قوات دنماركية وإيستونية تقوم أيضا بتقديم التغطية والإسناد للقوات المشاركة في الهجوم الذي بدأ في وقت متأخر من مساء الجمعة (12-2)، تحت اسم "العملية مشترك".
منشورات تحذيرية وكانت طائرات عسكرية، تابعة للاحتلال، قد قامت الجمعة بإلقاء منشورات فوق البلدة استعدادا لشن ما يعتبره البعض إحدى كبرى الهجمات على طالبان منذ بداية العدوان أواخر العام 2001.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة المحلية داود أحمدي أن المنشورات التي ألقيت حذرت السكان من عواقب دعم أو إيواء أو مساعدة مجاهدي طالبان.
استعدادات طالبان وفي المقابل نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدي قوله إن مجاهدي الحركة سيتصدون للقوات المهاجمة، وهم على أتم استعداد لمواجهتها حال دخولها القرية حيث تم زرع الألغام في مواقع مختلفة.
وأفاد القرويون النازحون عن ديارهم بأنهم شاهدوا مجاهدي طالبان يزرعون ألغاما على الطرقات في المنطقة قبيل انطلاق الهجوم.
ومقتل ثلاثة جنود امريكيين وأعلن حلف شمال الأطلسي أن ثلاثة جنود احتلال أمريكيين قتلوا في انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في جنوبأفغانستان يوم السبت.
ولم يذكر الحلف أي تفاصيل عن الحادث. وشنت قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة هجوما مساء أمس الجمعة على معقل رئيسي لحركة طالبان في إقليم "هلمند". ولم يتضح ما إذا كان الجنود الثلاثة قتلوا في هذا الهجوم أم لا.
قوائم اغتيالات وفى شان متصل، اعترف العقيد جورج كلاين، قائد قوات الاحتلال الألمانية في إقليم "قندز" شمالي أفغانستان بوجود قوائم اغتيالات سرية تستهدف عناصر من حركة طالبان.
وجاء ذلك أثناء استجوابه أمام لجنة التحقيق البرلمانية حول ملابسات غارة "قندز"، التي كان كلاين قد أعطى الأمر بشنها؛ فأسفرت عن وقوع نحو 142 شهيدا من المدنيين، فيما قدم فرانس جوزيف يونج، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع فى ألمانيا وقت وقوع الغارة استقالته من منصبه في الحكومة الألمانية الجديدة كوزير للعمل، وأعفي الجنرال فولفجانج شنايدرهان، رئيس أركان الجيش الألماني، من منصبه وكذلك بيتر فيشرت، وكيل وزارة الدفاع بعد الكشف عن وقائع الغارة.
وذكرت مجلة "شتيرن" الألمانية على موقعها الإلكتروني أن كلاين قال "إن كلا من وحدات الكوماندوز الألمانية الخاصة (كيه اس كيه) تشترك مع الوحدات الخاصة في قوات الاحتلال الأمريكية في تنفيذ هذه العمليات (الاغتيالات)".
كما قال كلاين "إن ألمانيا تشارك في عمليات الملاحقة في إطار اللوائح المنظمة داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)"، موضحا أنه يعرف أن هذه القوائم (الاغتيالات السرية) تم الاسترشاد بها.
ست خانات وعلى صعيد آخر، كشفت المجلة الألمانية أن قوائم الاغتيالات السرية، التي تستهدف قادة حركة طالبان الأفغانية، مقسمة إلى ست خانات هي المسلسل وصورة الشخص المستهدف واسمه ووظيفته وخانة للملاحظات أما الخانة الأخيرة فيسجل بها حرف "سي" اختصارًا لكلمة "أسر" بالإنجليزية أو حرف "كيه" اختصارًا لكلمة قتل بالإنجليزية. هذا، وقد تنصل كلاين من الإجابة على سؤال حول ما إذا كان الجيش الألماني أيضا أدرج أسماء لعناصر طالبان على القائمة المعروفة ب"قائمة الأولوية المشتركة"، مكتفيًا بالقول إنه شخصيا "لم يفعل شيئا كهذا".