أعلنت حركة طالبان الأفغانية أن مجاهدي الحركة أسقطوا 28 دبابة وآلية للاحتلال فيما قتل وأصيب العشرات من قوات الناتو في هجمات متفرقة أمس الأحد، وذلك في اليوم الثاني من الهجوم العسكري للقوات الغربية في مرجة وأنحاء متفرقة من هلمند جنوبي البلاد. وأكد المتحدثان باسم الحركة يوسف أحمدي وذبيح الله مجاهد أن القوات الأمريكية والبريطانية خسرت أمس الأحد 28 دبابة وآلية وقتل وأصيب العشرات في هجمات متفرقة، حيث تم اصطياد الدبابات والمدرعات والمدرعات علي الطرق وفي الصحراء.
وقد أطلقت قوات الاحتلال، بقيادة قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، يوم السبت، واحدة من أكبر عمليات حلف الأطلسي (الناتو) ضد حركة طالبان، وهو ما وصف بأنه اختبار مبكر لسياسة زيادة القوات التي ينتهجها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان. وتستهدف العملية العسكرية واسعة النطاق أحد أهم معاقل طالبان في منطقة مرجه بمديرية "ناد علي" في ولاية هلمند جنوبي أفغانستان.
وأكدت البيانات العسكرية لحركة طالبان الصادرة أمس الأحد أن عمليات الإنزال التي تمت في بعض المناطق تم رصدها وتم محاصرة القوات الغازية وقصفها بأنواع متفرقة من القذائف.
وقالت طالبان إن المروحيات لم تتوقف منذ أمس في انتشال القتلى والمصابين، مشيرة إلى أن الاحتلال يستخدم القصف الجوي على المدنيين لتدارك موقفه الهزيل، ولإتاحة الفرصة لجنوده في لملمة أشلاء قتلاه ومصابيه.
ويستشف من بيانات طالبان أن الحركة استعدت للهجوم العسكري بعمل أحزمة متعددة تحيط بالمنطقة المستهدفة، فيما تم قنص الدبابات على الطرق بسهولة.
ألغام طالبان تعوق الاقتحام وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد أكدت في وقت سابق أن قوات الناتو تحاول التقدم نحو قرى هلمند، إلا أنها قد فوجئت بكميات كبيرة من الألغام المدفونة في طريقها نحو القرى والمدن ما يمنعها حتى الآن من السيطرة على أي من تلك الأماكن.
وقال مراسل "بي بي سي": إن قوات الناتو تشكو مما وجدته من آلاف الألغام في طريق اقتحامها الأمر الذي اعتبره قواد الناتو بالغ السوء ولم يكن متوقعًا لديهم.
أنباء كاذبة من ناحية أخرى، قال مراسل فضائية الجزيرة في هلمند: إن الأفغانيين المدنيين يكذِّبون الأنباء الواردة عن تقدم قوات الناتو في هلمند وعن خروج عناصر طالبان.
ونقل المراسل عن شهود عيان أن هناك ما يمكن اعتباره ألفين من عناصر طالبان لا يزالون موجودين.
وكانت مصادر ميدانية قد ذكرت السبت أن قوات الاحتلال تتقدم ببطء داخل مرجه بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو حركة طالبان الذين توزعوا في مناطق متفرقة مع دخول القوات المهاجمة بانتظار إعادة تجمعهم وإحباط محاولات القوات المغيرة وبسط سيطرة الحكومة الأفغانية على المنطقة.
حصاد اليوم الأول وقد أعلنت حركة طالبان أنها كبدت قوات الاحتلال الدولية "الناتو" خسائر جسيمة في المعدات والأرواح في اليوم الأول من الهجوم، مؤكدة مقتل 32 جنديًا من بينهم 19 جنديًا أمريكيًا.
وقال المتحدثان باسم الحركة قاري يوسف أحمدي وذبيح الله مجاهد: إن عمليات أمس لمقاتلي الحركة أسفرت عن حرق 11 دبابة وآلية أمريكية وبريطانية بالعبوات الناسفة وتدميرها بالكامل، وقتل وإصابة العشرات من الجنود الأمريكيين والبريطانيين.
وأشار المتحدثان إلي قصف مركز القوات الأمريكية في مديرية وته بوره بولاية كنر بالصواريخ، وقالا: إن الحركة لم تستطع حصر الخسائر في القاعدة التي اشتعلت فيها النيران.
وأشارت البيانات العسكرية للحركة إلي تدمير دبابتين لقوات الاحتلال الأمريكية في ناوه بولاية هلمند أثناء توجهها إلي منطقة مارجه، وقتل 10 جنود كانوا على متنها.
وتبنت الحركة العملية الاستشهادية التي استهدفت عددًا من الأمريكيين الذين نزلوا من دباباتهم علي طريق قندهار - هرات والتي قتل فيها 19 جنديًا أمريكيًا وأصيب فيها 7 آخرون.
وقالت: إن منفذ العملية "المجاهد عزيز الرحمن" من سكان الولاية، وتسبب الانفجار في تدمير مدرعة أمريكية كانت بالمكان.
وأكد بيان لطالبان تدمير آليتين عسكريتين للبريطانيين في ميوند أثناء سيرهما في طريقهما نحو مديرية غورك قتل فيهما ثلاثة جنود بريطانيين، وأصيب اثنان، وكانت القافلة البريطانية قد تحركت يوم السبت من قندهار متجهة نحو مديرية سنجين بولاية هلمند.
محاصرة مركز مديرية كندي بولاية كونار أفادت الأخبار الواردة من ولاية "كنر" الإثنين (15-2)، بأن المجاهدين سدوا جميع الطرق الواصلة إلى مركز مديرية "كندي" منذ عشرة أيام بشكل كامل، وأن جميع جنود الاحتلال فيها محاصرين.
ويذكر بأنه خلال الأيام العشرة الماضية استعطف الجنود المحاصرون المجاهدين عدة مرات ليفتحوا لهم الطريق، كي يخلوا لهم مركز المديرية، وينتقلوا نحو "أسعد آباد" مركز الولاية بشكل آمن، لكن المجاهدين أجابوهم بالرفض.
ويقول أهالي المنطقة بأن المواد الغذائية لدى قوات الاحتلال على وشك النفاد، وقد توفي عدد من الجنود الجرحى نتيجة عدم توفر الدواء والعلاج.
وفي نبأ آخر، في حوالي الساعة العاشرة من صباح اليوم الإثنين (15-2)، نفذ المجاهدون هجوماً واسعاً على مركز تلك المديرية، مما أسفر عن إلحاق خسائر كبيرة بمبنى المديرية، وقتل جنديان وأصيب ثلاثة آخرون بجراح شديدة.
يقول المجاهدون المحليون "إن قرابة (50) جندياً للعدو محاصرين الآن داخل مركز المديرية، ويحاول المسؤولون إخراجهم عن طريق المديرية المجاورة "وادي بيج" لكن المجاهدون سدوا ذلك الطريق أيضاً، وقريباً إن شاء الله سيتم تحرير مركز المديرية فيكون مصير الجنود المحاصرين إما القتل أو الأسر".
تكبيد الاحتلال خسائر فادحة وأفادت الأنباء الواردة من ولاية هلمند بأنه طوال نهار اليوم الإثنين (15-2)، دارت معارك عنيفة بين مجاهدي حركة الطالبان وقوات الاحتلال الغربية في منطقة مارجه، مما أسفر عن تكبيد الاحتلال خسائر فادحة واضطر جنود الاحتلال للتراجع والفرار من ساحات القتال.
يضيف الخبر بأن المعركة المباشرة دارت ظهر اليوم (15-2)، في "كيمب" و "كاريز سدي" التابعة لمنطقة مارجه، حينما كان جنود الاحتلال في محاولة لشن عمليات ضد المجاهدين في المناطق المذكورة، وبعد إلحاق خسائر فادحة بهم رجعوا إلى جحورهم.
كما قتل نتيجة المعركة التي دارت في قرية "آبي زرندو" ب "كاريز سدي"، ثلاثة (3) جنود محتلين وأصيب (3) آخرون بجروح.
يضيف المسئولون الجهاديون من المنطقة بأنه قد فجرت إحدى دبابات الاحتلال بعبوة ناسفة مزروعة حينما كانوا في حالة انسحاب وهروب من المنطقة المذكورة، مما أسفر عن إحراق دبابة الاحتلال بشكل كامل ومقتل جميع من بداخلها، حيث وهرعت مروحيات الاحتلال إلى المنطقة لنقل جثثهم.