أعلنت حركة المقاومة الأفغانية "طالبان" أن 13 من جنود حلف شمال الأطلسي "الناتو" قد لقوا مصرعهم في مديرية نوزاد في ولاية هلمند الواقعة جنوبأفغانستان في إطار المعارك المتواصلة حاليًا بين الجانبين والتي شملت عدة مناطق جنوب البلاد. وقال المتحدث باسم طالبان يوسف أحمدي إن ما لا يقل عن 13 جنديا من قوات الناتو قتلوا كما أن مسلحي الحركة دمروا آلية عسكرية تابعة للناتو في مديرية أندر بولاية غزني جنوب كابل. واعترف الناطق الرسمي باسم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جيمس أباتوراي بأن قوات الناتو عاشت أسبوعا صعبا في أفغانستان مشيرا إلى وقوع قتلى في صفوفها دون أن يحدد عددهم بالضبط. وأوضح أباتوراي أن عناصر طالبان تستعمل تكتيكات جديدة في تحركاتها الأخيرة زاعما أن ذلك لن يثني الناتو عن مواصلة مهماته في أفغانستان. وقد شهد الأسبوع الماضي خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال؛ حيث قُتِلَ 11 جنديًّا من بينهم 8 كنديين حيث سقط جنديان أمس بانفجارين شرقي البلاد. كما أدَّت المعارك المتصاعدة في حدتها إلى مقتل حوالي ألف شخص منذ مطلع العام الحالي. ودعا الناتو أكثر من مرة لإرسال مزيد من القوات لكن هذه الدعوات ووجهت بمعارضة بعض أعضائه مثل فرنسا وألمانيا اللتين تدعوان إلى التركيز على الإعمار. على الصعيد نفسه قال قائد الشرطة الأفغانية إن استشهاديا فجر نفسه اليوم السبت عند بوابة مقر الشرطة شرق البلاد مما أدى لمصرع وجرح أكثر من عشرة أشخاص. وفي تطور آخر نشرت طالبان على الإنترنت شريطا مصورا لموظفي إغاثة فرنسيين مخطوفين يناشدان فيه باريس الاستجابة لطلبات خاطفيهما. ونشرت فضلا عن ذلك صورتين لرجل وامرأة بالإضافة إلى صورة تظهر ثلاثة رجال معصوبي الأعين يبدو أنهم الأفغان الثلاثة الذين فقدوا مع الفرنسيين في وقت سابق هذا الشهر. وفقد الفرنسيان اللذان يعملان لحساب وكالة إغاثة فرنسية مع سائقهما المحلي واثنان آخران في منطقة بإقليم نيمروز الواقع جنوبي غربي أفغانستان. وفي الخامس من أبريل الجاري أعلن مقاتلو طالبان أنهم خطفوهم. وجاء اختفاء هؤلاء الأشخاص بعد خطف طالبان صحفيا يعمل لحساب صحيفة لا ريبوبليكا اليومية الإيطالية بإقليم هلمند الشهر الماضي. وقامت حكومة كابل تحت ضغط دبلوماسي من روما بعملية مقايضة للإفراج عن دانييلي ماستروجياكومو بعد أسبوعين من اختطافه من خلال إطلاق سراح خمسة مسئولين من طالبان. وكانت طالبان قد تعهدت بزيادة مستوى عملياتها في الربيع حيث تبدأ الأحوال الجوية في التحسن بعد فترات الشتاء القارس إلا أن الشتاء كان قد شهد أيضًا تصعيد من جانب الحركة في عملياتها ضد قوات الحلف مما دعا الدول المشاركة إلى طلب تعزيزاتٍ تشمل أيضًا عتادًا طبيًّا لمواجهة الخسائر والإصابات الحادة التي تلحقها قوات الحركة وفصائل المقاومة الأفغانية الأخرى بقوات الاحتلال. وتسيطر حركة طالبان على عدة مناطق في الجنوب الأفغاني، مستندةً في ذلك إلى الدعم الشعبي هناك ضد قوات الاحتلال، وقد توعَّدت الحركةُ بتكثيف عملياتها ضد الاحتلال، وقد بلغ من حدة المواجهات في الجنوب أن رفضت فرنسا وألمانيا توسيع نطاق عمليات قواتهم المتواجدة في أفغانستان لتشمل الجنوب الذي تعمل فيه قوات بريطانيا وكندا اللتين تلقتا أقوى الضربات من جانب الأفغانيين.