نفت الحكومة البريطانية اليوم الاثنين أنباء حول اتخاذها قرارا بتأجيل نشر نتائج تحقيقها حول أنشطة الإخوان المسلمين في بريطانيا، بدعوى خشيتها من رد الفعل، وسط تسريبات تفيد بأن النتائج تصب في مصلحة الجماعة، وتنفي عنها شبهة الإرهاب. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد طلب في أبريل الماضي من سفير بلاده لدى السعودية السير جون جنكينز إجراء مراجعة حول سلوكيات الإخوان، وادعاءات ارتباطها بالتطرف، ومدى تأثير ذلك على الأمن القومي الداخلي. وكانت صحيفة فايننشيال تايمز قد ذكرت أمس الأحد، نقلا عن مصادر بريطانية رسمية، إن نتائج التحقيق المذكور نصت على عدم وجود أساس لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، وغياب أي أدلة قاطعة على ضلوع أعضاء الجماعة في ممارسات إرهابية. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر أن وزراء في الحكومة البريطانية طلبوا تأجيل نشر نتائج التحقيقات لأسابيع عديدة خشية من تسببها في إغضاب حلفاء بالشرق الأوسط. لكن رويترز نقلت عن متحدثة باسم الحكومة البريطانية قولها: “لم يتم تأجيل نشر نتائج المراجعة بشأن أنشطة الإخوان..النتائج الرئيسية اكتملت في يوليو الماضي، وتدرس الحكومة حاليا تأثير النتائج". ونقلت رويترز أيضا عن متحدثة باسم ديفيد كاميرون قولها إن النتائج سيتم نشرها علنا "في الوقت المناسب"، وأشارت إلى عدم تحديد إطار زمني لنشر التقرير. وكان فايننشيال تايمز قد ذكرت أن كاميرون أمر بإجراء التحقيق جراء ضغوط من حلفاء في الخليج كالإمارات والسعودية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين لم تسمهم قولهم إن التقرير خلص إلى أنه لا يجب وصف الإخوان بالجماعة الإرهابية، ولم يجد إلا أدلة ضعيفة حول ارتباط أعضاء الجماعة بأنشطة إرهابية. وأضاف المسؤولون أن بعض الوزراء البريطانيين عبروا عن تخوفهم من ردود فعل دول حليفة في منطقة الشرق الأوسط، بما دعاهم إلى طلب تأجيل نشر النتائج. وبحسب الصحيفة، فإن أحد المصادر قال نصا: “ السير جون جنكينز سيقول إن الإخوان ليست منظمة إرهابية، بما سيتسبب في غضب شديد من السعودية والإمارات". ووفقا لمصدر في الخارجية البريطانية، بحسب الصحيفة، فإن العائلة الملكية في أبو ظبي تثير الكثير من الصخب حول ما تعتبره مخاطر ناجمة عن الإخوان المسلمين، وتابع المصدر: “ إنهم يدعون أن أبناء جلدتهم في لندن لا يشعرون بالأمان في وجود الإخوان المسلمين". ولفتت الصحيفة إلى أن كاميرون هاتف محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبو ظبي، الخميس الماضي، لكنهما لم يتطرقا إلى تقرير السير جون، وناقشا الأوضاع في العراق وغزة. وأشارت إلى تصريحات سابقة لمسؤول حكومي بريطاني بارز عند بداية المراجعة، قال خلالها: “ التحقيق يحمل مخاطرة بتحويل أنصار منظمة معتدلة غير عنيفة، تدعو للديمقراطية إلى متطرفين". ووفقا لمصادر أخرى، بحسب الصحيفة، فإن تقرير السير جون خلص إلى أن الإخوان لا يمثلون خطرا إرهابيا داخل المملكة المتحدة، كما أفادت بأن النتائج كان مقررا نشرها نهاية الشهر الماضي.