نيويوركر: إسرائيل تعاقب سكان غزة جماعيا لرفضهم الاستسلام

فى خطوة تمنصار للانساتية التى نفد رصسدها من ضمير العالك جراء ما يحدث فى غزة ذكرت مجلة "نيويوركر" الأمريكية أنَّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يكن نتيجة الصواريخ الحمساوية ولا"الدروع البشرية" ولا الإرهاب ولا الأنفاق كما يزعم الكيان الصهيوني، وإنما جاء نتيجة سعي الاحتلال للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وحياة الفلسطينيين، وأيضًا نتيجة السياسة الإسرائيلية الراسخة منذ عقود طويلة لحرمان فلسطين من حق تقرير المصير والحرية والسيادة.
وأوضحت المجلة أنَّ ما تفعله إسرائيل الآن هو "العقاب الجماعي" لأهل غزة، وذلك لرفضهم الانصياع لإرادة الكيان الصهيوني بتحويل القطاع إلى حي يهودي، إنه عقاب صهيوني على توحيد الفصائل الفلسطينية الذي جاء ردًا على الحصار الإسرائيلي واستفزازاته للمقاومة المسلحة وسحقه الاحتجاجات غير المسلحة بالقوة، فعلى الرغم من استمرار وقف إطلاق النار والهدنات بين حركة حماس وإسرائيل لسنوات، إلا أن سلطات الاحتلال لم ترفع الحصار عن غزة حتى الآن.
ويؤكد على ذلك كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل لن تقبل سوى إذعان الفلسطينيين وتبعيتهم للدولة اليهودية، وأنها لن تقبل سوى "دولة" فلسطينية مجردة من كل سمات الدولة الحقيقية التي تتمثل في: السيطرة على الأمن والحدود والمجال الجوي والحدود البحرية والنطاق الجغرافي وبالتالي سيادة الأراضي.
وأعقبت المجلة أن 23 عامًا من تمثيلية "عملية السلام" الفلسطينية – الإسرائيلية أظهرت أنه كلما قاوم الفلسطينيون مصيرهم المثير للشفقة الذي يفرضه الكيان الصهيوني عليهم (شأنهم شأن أي أمة أخرى)، عاقبتهم إسرائيل بسبب طغيانهم عليها، وهذا الأمر ليس بجديد.
ونوَّهت المجلة إلى أنَّ معاقبة الفلسطينية بسبب وجودهم لديها تاريخ طويل، حيث إن إسرائيل تنتهج نفس السياسة العقابية حتى قبل ظهور حركة حماس وصواريخها البدائية التي تعتبرها إسرائيل "البعبع" حاليًا، وقبل تحويل قطاع غزة إلى سجن مفتوح ومختبر أسلحة.
واختتمت المجلة بالقول: "إنَّ الولايات المتحدة يجب عليها تغيير سياساتها الحالية المنحازة أو التخلي عن ادعاء كونها "وسيطا نزيها" بين حماس وإسرائيل، فإذا أرادت الإدارة الأمريكية تمويل وتسليح إسرائيل والتحدث كالببغاء نيابة عنها في مواجهة العقل والقانون الدولي، ينبغي عليها التوقف عن الإساءة للفلسطينيين بالقول إنها تهتم بهم وبأطفالهم الذين يموتون حاليًا في غزة".