«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرد علي بنيدكت وبيان دوافعه
نشر في الشعب يوم 29 - 09 - 2006


بقلم: جيولوجي هشام طلبة
لا يفوت المتابع أن المسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر صاروا هم ودينهم هدفاً لكل مخالفيهم ، وكأنما هبط المسلمون فجأة علي سطح هذا الكوكب أو كأنهم قد توحشوا صبيحة الحادي عشر من سبتمبر . وكانت الشرارة الأولى في حرب التصريحات هذه مقولة "الحملة الصليبية" التي تلفظ بها بوش الصغير . ثم تبعها تصريحات القساوسة "جيري فالويل" و"بات روبرنسون" والجنرال الأمريكي "بويكين" و"برليسكوني" و"بلير" الذي يسعي إلي التغيير في الإسلام The change within Islam وتغيير قيم المسلمين ، ثم تزعم ملكته أن المسلمين يريدون تغيير طريقة الإنجليز في الحياة! وكان آخر تلك البذاءات ما قاله بوش الصغير عن ما دعاه الفاشستية الإسلامية.
وبينما لم يستوعب المسلمون بعد هذه الجرأة خرج علينا بابا روما بهجوم غريب علي الإسلام وعقيدته وسبل انتشاره هذا يدعون أولاً إلي استعراض تاريخ الرجل وفكره قبل الرد عليه.
تاريخ البابا بنيدكت السادس عشر :
ولد الكاردينال "جوزيف راتزنجر" (الاسم الأصلي لبابا روما) كما هو معلوم في ألمانيا لأب كان يعمل ضابطاً في شرطة "بافاريا" وأم (ماريا) كانت تعمل ساقية في أحد البارات ، انخرط في الرابعة عشر من عمره في جيش شبيه هتلر ثم دخل مع شقيقه المعهد اللاهوتي الكاثوليكي عام 1945 . في عام 1953 حصل علي الدكتوراة حول القديس "أوغسطين" . ثم عمل أستاذاً للاهوت في عدة جامعات ألمانية . وقد كان مشهوراً في ذلك الوقت بآرائه المتشددة لدرجة أن الطلبة أطلقوا عليه لقب "الكاردينال المدرع" ثم تدرج في السلم الفاتيكاني إلي أن صار أقرب المقربين للبابا الراحل "يوحنا بولس الثاني".
آراء بابا روما :
كما ذكرنا كان طلبة "بنيدكت" يسمونه الكاردينال المدرع لتشدد آراءه . ويبدو أن آراءه زادت تشدداً مع الوقت . فقد ذكر رئيس المجمع اليهودي الدولي (إسرائيل سينجر) أن بنيدكت كان صاحب الدعم اللاهوتي لقرار يوحنا بولس الثاني لتشدين العلاقة الدبلوماسية مع إسرائيل.
كما أنه في عام 1981 أصبح رئيساً للجنة عقيدة الإيمان (الاسم الحالي لمحاكم التفتيش سيئة الذكر) وبذلك حاذ علي لقب "المفتش الأكبر"(1) ليس ذلك فحسب ، بل إن تطرفه جعله يدفع البابا السابق إلي اتخاذ تدابير قمعية ضد حركة "لاهوت التحرير"(2) التي كان يرأسها القس "أندرو بوف" والتي كانت تتعاطف مع الفقراء.
موقفه من الإسلام : هذا الموقف يعرف أولاً من موقفه من الديانات الأخرى عموماً . حيث يقول : بكل موضوعية أرى أنها في موقف ضعيف وخطير مقارنة بالذين تتوافر لهم كل سبل الخلاص في الكنيسة(3).
ثم إن آراءه تجاه المسيحيين غير الكاثوليك أن كنائسهم ليست كنائس بالمعني الفعلي بل إنه قسم الكاثوليكيين أنفسهم إلي مؤمنين حقيقيين وكاثوليك يعتنقون بعض عناصر الإيمان (مثل الكاثوليك الأمريكيين).
فما بالنا بآرائه تجاه الإسلام؟
لقد كان موقفه تجاه تركيا أوضح مثل لعدائه للإسلام . حيث يري أنه "مع تغافل أوروبا عن جذورها المسيحية هناك صحوة للإسلام".
"أوروبا قارة ثقافية وليست جغرافية".
"لا ننسى أن الإمبراطورية العثمانية كانت دائماً في تعارض مع أوروبا حتى ولو كان كمال أتاتورك قد أسس دولة تركية علمانية".
"أوروبا جميلة مخدرة"(4).
"تركيا قامت علي الإسلام ولا تزال تعتنقه"(5) (لذا يرفض دخولها الاتحاد الأوروبي).
الدافع الحقيقي لتصريحاته الأخيرة:
يخطأ من يعتقد أن عداء بنيدكت للإسلام هو الدافع الوحيد لها . الواقع أن الفاتيكان لديه مشكلتان كبيرتان :
1 انتشار الإسلام بين الكاثوليك ، وقد صاحب ذلك هجرات للمسلمين مع تزايد نسلهم قابله تناقص شديد في مواليد الأوروبيين المسيحيين . لدرجة أن مجلة "السياسة الخارجية" الأمريكية الشهيرة قد ذكرت علي لسان الصحافية البريطانية "ميلاني فيليبس" أن فرنسا ستصبح بلداً إسلامياً خلال 30 عاماً (1) يدعم ذلك تقرير حلف شمال الأطلنطي والذي نشرته "لوموند دبلوماتيك" من عدة سنوات وحذر فيه من الهجرات إلي غرب أوروبا لقلب موازين الحياة فيها.
2 الخروج من ضربات العلمانيين الغربيين ، مثل رواية "شيفرة دافنشي" التي باعت أكثر من ستين مليون نسخة وهي تفضح الأصول الدنيوية للعقيدة المسيحية . ومثل اكتشاف ونشر إنجيل يهوذا الذي يهدم فكرة صلب المسيح وعقيدة المخلص . ومثل أعمال علماء اللاهوت المشكلين لندوة يسوع Jesus Seminar الذين يفضحون أخطاء كتب العهد الجديد . كما يضاف إلي ذلك الفضائح الجنسية للقساوسة الكاثوليك خاصة في أمريكا التي صار أسقف ولاية "ماسا توستس" فيها شاذاً جنسياً"(2) . البابا الحالي يري أن النرويج لشذوذ قساوسته واعتدائهم علي الأطفال جنسياً مؤامرة مدبرة (حسب رأي النيوزويك 3/5/2005م).
الذي يدعم الرأي الثاني أن "بنيدكت" قد بدأ كلمته التي هاجم فيها الإسلام بهجوم علي العلمانيين في بلاده.
والذي يعزز الرأي الأول أن أمريكا والفاتيكان من عهد ريجان وجون بول الثاني (الذي كان "بنيدكت" ذراع الأيمن) صارا متعاونان استراتيجياً لأول مرة رغم الخلاف العقائدي .
فما الذي يمنع أن يكون الكاردينال المدرع قد أصدر ذلك التصريح مشاركة للإدارة الأمريكية في الحرب علي الإسلام المسماه الحرب علي الإرهاب؟
خاصة بعد تصريحات بوش الأخيرة.
علي رجاء أن يؤدي ذلك إلي مظاهرات عنيفة وحرق إعلام (علي غرار ما حدث إبان أحداث الإساءة الدنماركية) أو إلي تفجيرات كتفجيرات لندن التي وضعها المتحدث باسم البابا بالحرب علي المسيحية.
عندئذ تعمل آلة الإعلام الجهنمية علي الدعاية ضد الإسلام ، فتكون النتيجة أن يكون هناك مبررات لحروب بوش الصغير . وأن يكون هناك كذلك تحجيم لانتشار الإسلام . لكن العكس دائماً هو ما يحدث.
فبعد أحداث سبتمبر صار عدد الين يدخلون الإسلام في أمريكا سنوياً عشرون ألفاً أغلبهم من النساء.
الرد علي تصريحات بابا روما :
أسوء ما ورد في كلام بابا الفاتيكان أمران.
أولاً : شبهة انتشار الإسلام بحد السيف.
والحق أن المسلمين لم يكرهوا أحداً علي الدخول فيه رغم الحروب . ذلك للنصوص القاطعة في تحريم ذلك علي المسلمين مثل "لا إكراه في الدين . قد تبين الرشد من الغي" (البقرة 66) وشاهدنا هنا العديد من أهل الغرب المنصفين مثل السير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلي الإسلام" والكاتبة الألمانية "زيجدريد هونكه" والكاتبة الإنجليزية المعاصرة "كارين آرمسترونج".
القرآن لا نقرأ فيه وصية لنبي يقول فيها : "أما مدن الشعوب التي يهبها الرب إلهكم لكم ميراثاً فلا تستبقوا فيها نسمة حية . بل دمروها عن بكرة أبيها.. (التوراه : تثنية 20 : 1617) . بل نقرأ في القرآن الكريم :
"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" (الحج 41).
وفي الحديث الشريف وصية للمجاهدين : "لا تقتلوا شيخاً فانياً ، ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"(1).
الحق أن المسيحية الحالية هي التي انتشرت بحد السيف.
فقد انتشرت أولاً علي حساب العقائد المسيحية الأخرى بسلطان الإمبراطور قسطنطين . ثم انتشرت في بقية الجنوب الأوروبي بين الوثنيين واليهود بقوة ذلك الإمبراطور(2).
أما الشمال الأوروبي الوثني فقد تنصر بعد ذلك بسيف الملك شارلمان وملوك الدانمارك والنرويج المسيحيين . ثم تم تنصير مسلمي الأندلس عنوه وحدد تاريخ لذلك (عام 1512م)(3).
ثانياً : نعت العقيدة الإسلامية بعدم المنطقية :
وتلك أعجب تهمة يتهم بها الإسلام خاصة من رأس الملة المسيحية.
ذلك لأن العقيدة المسيحية الحالية قد تشكلت علي مدي قرون عدة مسئول عنها العديد من الأشخاص ، (أبعدهم المسيح عيسى الذي لم يقول في آية فقرة في العهد الجديد أنه إله أو ابن إله أو يشكل ثالوثاً مقدساً . بل نقرأ علي لسانه دائماً عن مشيئة الذي أرسله (عز وجل) ونقرأ أنه سيصعد إلي ربه ورب حوارييه"إني سأصعد لأبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنا 20 : 17)(1).
مؤسسي المسيحية هؤلاء لم يتفقوا فيما بينهم من لدن بولس علي عقيدة واحدة . "ترتليان" يرى مثلاً أن الأقنومين الثاني والثالث في الثالوث المقدس خاضعان للآب (الأقنوم الأول) كما يري نفس العالم أن الذي تجسد في يسوع لم يكن الآب الأزلي لكنه العقل الأبدي(2)!!
أما "كليمنت" السكندري (الذي يشبه الصلة بين الفلسفة اليونانية والعهد القديم بالصلة التي كانت بين سارة وهاجر!) يري معاذ الله أن "الكلمة" يخلق الله ويحكم ويعلن(3).
أما اللاهوتي الأشهر "أوريجانوس" (القرن الثالث الميلادي) فيرى أن الابن خاضع للآب ، والروح خاضع للابن(4) !! "إيريانوس" يقول : صرنا بالمسيح آلهة!!
الخلاصة كما قال القس د. جون لوريمر : "كانت القضية التي ركز عليها القرن الرابع هي العلاقة بين الله الآب والمسيح الابن ، واختص القرن الخامس بلاهوت وناسوت الابن . وقد حسمت أيضاً قضية مكان الروح القدس(5).
هل هذا كلام أو عقيدة منطقية؟
من العادي جداً أن تقرأ في كتب اللاهوت المسيحية الآتي :
تطور العقيدة المسيحية (Early Christian Doctrines ، تطور العبادات المسيحية ، العقائد المسيحية المنسية The Forgotten Christianities(7).6)، العقائد المسيحية الأولى ؟ (مثل كتاب
هل هذا اعتقاد منطقي؟
العقيدة المسيحية في أصلها تحتقر العقل والمنطق:
ألا نقرأ في العهد الجديد "اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء!!..
الرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة !! (كورنثوس 1 : 27 28 ، 2 : 18 20)
(أين ذلك من قوله تعالى : "إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر 28).
كما قال البابا بيوس التاسع في تاريخ (11/12/1862) : "لا يمكننا قبول قيام العقل بغزو المجال المخصص لشئون الإيمان ليزرع فيه الاضطراب"(1)!!
مثل ذلك قاله لاهوتي القرن الثاني ، "جاستن مارتير".
لماذا إذن يتباكى "بنيدكت" علي المنطق ولم يفعل مثل سلفه بيوس التاسع؟
الحق أن المسيحية الحالية مجرد استنتاج (فكما أسلفنا لم نجد نصاً واحداً لعقائدها في كتبها) لقد استنتج بولس أن عيسى ابن الله لأنه أحيا أمواتاً . فقد أحيا النبي اليشع أمواتاً فهل هم كذلك أبناء لله؟ مسألة الإستنتاج هذه طبقها منشئو المسيحية في ألوهية الأقنوم الثالث (الروح القدس) . فقد قالوا في مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381م أن الروح القدس ليس إلا روح الله وإذا قلنا أن الروح القدس مخلوق فلابد أن الله مخلوق . استنتاج آخر!!
لقد تقررت العقيدة المسيحية الحالية في المجامع المسكونية ، أهمها نيقيه 325م. الذي تغلب فيه أصحاب عقيدة بولس القلائل علي الموحدين الكثرة بسلطان الإمبراطور قسطنطين (نرجع في ذلك لدائرة المعارف البريطانية باب Ecumenical Councils.







أما ما نختم به عملنا هذا فهو أن نفعل ما فعله "بنيدكت" حين أزاح الغبار عن كتاب لملك بيزنطي من القرن الرابع عشر يهاجم الإسلام ، ثم يقول ليس هذا كلامي بل كلام صاحب الكتاب.
حسناً ، ما يأتي ليس كلامي لكنه كلام ورأي بعض رواد عصر التنوير في أوروبا في منطقية المسيحية.
يقول فولتير : "قصص الأناجيل الخرافية ، قانونية ، أساطير الشهداء علي هذه الأمور مجتنمعة قامت الكنيسة المسيحية".
كما يقول "ديديرو" : إن الديانة المسيحية في ذهني أسخف وأشنع ما تكون في عقائدها . فهي أكثر الديانات غموضاً .. وأكثرها حقداً وإساءة للأمن العام .. أكثرها تفاهة ، أكثرها كآبه ، أكثرها تشاؤماً في احتفالاتها ، أكثرها صبيانية وانطوائية في مبادئها الأخلاقية وأكثر الكل تعصباً"(1).
أما الأعجب فرأي كبار رجال اللاهوت المجددين في القرن التاسع عشر مثل "كيرك جارد" الذي كتب كثيراً عن سخافة الإيمان المسيحي .. وأن عقله لا يستطيع إسعافه بل فقط العزم علي أن يؤمن بالرغم من التناقض .. بالرغم من كل شئ(2).
وبعد فما نظن ذلك التصريح البائس سيكون الأخير في سلسلة حرب التصريحات المسيئة للإسلام من الصهيونية المسيحية قبل اليهودية التي ظنناها حكراً علي البروتوسنانت لكنها الآن تشمل الكاثوليك وربما غيرهم.
سؤال أخير لو كان تصريح بابا روما زلة لسان وصدرت ضد اليهود يا ترى ماذا كان سيفعل ليسترضيهم؟ .. أجزم إنه سيرفض الاعتذار لنا ..
والله غالب علي أمره ,,

------------------------------------------------------------------------
(1) "النيوزويك" 3/5/2005 ص 24.
(2) "النيوزويك 3/5/2005 ص 23.
(3) "النيوزويك 3/5/2005 ص 24.
(4) ميادة العفيفي ، الكاردينال المدرع أعطى إسرائيل مفاتيح الفاتيكان" ، الأهرام العربي 30/4/2005 ص 33.
(5) عدد مايو / يونيو 2006 ص 9 Foreigh Policy
(1) عدد مايو/يونيو 2006 ص 9 Foreigh Policy
(2) وقد نشرت له مجلة النيوزويك وقت فوزه بقضيته صورة له مع صديقه.
(1) رواه أبو داوود عن أنس.
21) القس د. جون لوريمر "تاريخ الكنيسة" جزء 3 ص 69 كذلك مجلة National Geographic عدد مايو 2006 ص 92.
(3) د.عبد الله محمد جمال الدين ، "المسلمون المنصرون"
(3) يذكرنا ذلك بقوله تعالى في القرآن علي لسان عيسى: ".. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم (المائدة 117).
(2) تاريخ الكنيسة" جون لوريمر . جزء 2 ص 32 ، ص 45.
(3) المصدر السابق ص 54.
(4) المصدر السابق ص 68.
(5) تاريخ الكنيسة الجزء 3 ص 39.
(6) تاريخ الكنيسة الجزء 3 ص 152.
(3) P.99 - National Geographic, May 2006.
(1) د. زينب عبد العزيز "محاصرة وإبادة" ص 193.
(1) تاريخ الكنيسة القس د . جون لوريمر . جزء 5.
(2) تاريخ الكنيسة القس د . جون لوريمر جزء 5 ص 68.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.