تجمهر 500 من أهالي قرية القلج محافظة القليوبية، أمس، أمام محطة مياه سرياقوس مطالبين بسرعة تحليل مياه الشرب من قبل لجان من وزارتي الصحة والبيئة بعدما أكد تقرير لمركز بحوث الصحراء أن الآبار التي يشربون منها ملوثة بالميكروب المسبب للتيفود.. وطالب الأهالي بإغلاق محطة المياه، وتوصيل خطوط مياه الشرب من محطة مياه المرج. وسيطرت حالة من الذعر علي أهالي القرية البالغ تعدادهم 110 آلاف نسمة، خاصة بعدما حذرت مكبرات الصوت بالمساجد المواطنين من تناول المياه لأنها ملوثة بالميكروبات المسببة لمرض التيفود. ولجأ الأهالي إلي الاعتماد علي المياه المعدنية في الشرب وشراء مياه أخري من باعة جائلين لاستخدامها في الأغراض الأخري مما زاد من أعبائهم المعيشية. وقال علي عواد، من الأهالي: «منذ شهرين أو أكثر فوجئنا بأن المياه تنزل من الحنفية ولها لون غريب ورائحة كريهة تشبه رائحة مياه المجاري والطعم سيئ للغاية وعندما ذهبنا للشكوي بالوحدة المحلية بالقلج أخبرونا بأن المياه طبيعية ولكن التغيير في خواصها يرجع إلي أن المحطة جديدة حتي بدأ بعض الأطفال والمواطنين يعانون من أمراض صدرية وأمراض في الكبد والمعدة وحالات من القيء الشديد الذي يشبه ما يحدث في حالات التسمم وتقدم بعض الأهالي بشكاوي لمركز بحوث الصحراء حضر مندوبون منه وحصلوا علي عينات أكدت تلوث المياه بالميكروب الموجود بمياه الصرف الصحي المسبب للأمراض القاتلة وذهبنا للشكوي مرات ومرات ولكن دون جدوي حتي قررنا عدم استخدام المياه حفاظاً علي أرواحنا». وأكدت مديحة عبدالرحمن: «أصبحنا لا نستخدم المياه ونشتري مياهاً معدنية ولكن التجار رفعوا أسعار الجركن الأمر الذي يزيد أعباء الحياة علينا حيث أصبحنا نشتري في الشهر بأكثر من 100 جنيه مياهاً حيث لا يكفي الجركن ليوم واحد ولكن هناك البعض من غير القادرين علي شراء المياه جميع الاحتياجات حيث يشترون مياهاً للشرب فقط بينما يقومون بغلي المياه مرات عديدة قبل استخدامها في أغراض أخري.. ونطالب بعودة المياه لنا كما كانت من قبل من محطة المرج بعد أن قاموا بإنشاء محطة سرياقوس وتحويلنا عليها وهي ملوثة بالميكروبات القاتلة». وقال أنور عبدالرحمن: «أصيب أبنائي الثلاثة بحالات من التسمم وكنا في بادئ الأمر نجهل السبب حتي عرفنا أنه المياه الملوثة نتيجة لعدم الاهتمام بأرواح الآلاف وأخذ جميع الاحتياطات أثناء إنشاء المحطة، ولكن المهم هو سرقة الأموال وبناء المحطة بشكل عشوائي دون عمل التحاليل اللازمة للآبار ووضع وسائل لعزل مياه الصرف عن مياه الشرب.. وعندما طالبنا الوحدة المحلية بإيجاد حل للمشكلة التي من الممكن أن تتسبب في كارثة صحية حيث إن الميكروب الموجود في المياه قاتل ومن الممكن أن تشهد القلج حالات تسمم عديدة تؤدي للوفاة إن لم يتحرك أحد ولكن دون جدوي وإلي الآن لم يتحرك أي مسئول. ونفي المجلس الشعبي المحلي بالقلج جلسة طارئة ناقش فيها المشكلة الخطيرة وحضر الجلسة العديد من الأهالي وبعض القيادات الحزبية بالمنطقة لوضع حل للمشكلة حفاظاً علي أرواح المواطنين وتهدئتهم بعد الخوف والذعر الذي عم المنطقة بالكامل وتقدم أكثر من 10 أعضاء بطلبات إحاطة حول المشكلة مطالبين بمحاسبة المسئولين عن تلك المحطة.. وطالب الأعضاء الدكتور ممدوح خلاف، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية والذي حضر الجلسة بضرورة إيجاد حل للمشكلة وأرسل مذكرة إلي الوزارة مطالباً بأخذ عينات من الآبار بمحطة سرياقوس وتحليلها بالمعامل المركزية لوزارة الصحة حتي يمكن اتخاذ ما يلزم من إجراءات علي ضوء نتائج التحاليل. وطالب محسن أبوالفتوح، عضو المجلس المحلي، بالتدخل السريع لحل المشكلة قبل أن تتحول لكارثة سواء بإصابة المواطنين بالأمراض القاتلة مما يتسبب في كارثة صحية أو ظهور حالة من العطش الجماعي بعد أن يضيق المواطنون من إنفاق الكثير من دخلهم علي شراء المياه، مما سيدفع بالبعض لأن يكون مجبراً علي استعمال المياه الملوثة خشية أن يموت من العطش. ومن جانبها، قالت الدكتورة وفاء سيد عطا، رئيس الإدارة المركزية للمعامل بوزارة الصحة والسكان، إن مياه محطة سرياقوس بالقليوبية خالية من أي شوائب ولا يوجد بها ميكروبات وذلك حتي أمس الأول، مشيرة إلي أن المعامل المركزية لم تتلق أي شكاوي من أهالي سرياقوس تفيد بتلوث المياه. ونفي الدكتور نصر السيد، مساعد وزير الصحة لقطاع الطب الوقائي، وجود أي حالات إصابة بمرض التيفود في محافظتي القليوبية والقاهرة نتيجة لتلوث المياه، وأضاف أنه كان في زيارة إلي قرية سرياقوس بالقليوبية منذ أربعة أيام ولم يشاهد أي تلوث للمياه، وأرجع تغير خواص مياه الشرب في المحطة لكونها مازالت جديدة ويتم إضافة كميات كبيرة من الكلور لتنقيتها لذلك يحدث بعض التغيرات في خواصها ولكنها غير ضارة بصحة المواطنين