حصلت «المصرى اليوم» على مستندات من مركز بحوث الصحراء والمعامل المركزية بمديرية الشؤون الصحية التابعة لمحافظة القلوبية، تفيد ب«عدم صلاحية «المياه التى تضخها محطة سرياقوس الارتوازية الجديدة، والتى يشربها أبناء مركز القلج والعديد من القرى المجاورة، مما دفع المجلس المحلى للمدينة إلى «تجميد أنشطته» لحين حل هذه المشكلة، وأكد المواطنون إصابة العديد منهم بالعديد من الحالات المرضية، بجانب ظهور «رائحة كريهة» للمياه، كما أن المياه - حسب قولهم - لها لون وطعم يدلان على اختلاطها بالصرف الصحى، مما دفع المساجد للنداء على المواطنين بعدم الشرب منها. عبدالحفيظ عبدالمنعم - أحد سكان القلج - يقول: «ما يحدث حرام وجريمة، ولابد من تدخل المسؤولين لمحاسبة من أهدر هذه الأموال فى محطة أتت لنا بالمياه الملوثة، مما دفع البعض لحفر طلبمات داخل المنازل لتلبية احتياجاتهم، إلا أن الكثير من المواطنين لا يستطيعون ذلك لتكلفتها العالية، كما أنها ليست حلا، لأن طلمبات المياه تدق بشكل غير علمى، وعلى أبعاد ليست عميقة، كما أن معظم أبناء المنطقة من البسطاء والموظفين، ولا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية. ويضيف: «إن تلوث المياه استفاد منه العديد من أصحاب شركات الفلاتر، حيث انتشرت فى الآونة الأخيرة إعلاناتهم، إلا أن تلك الفلاتر لا يستطيع معظم المواطنين شراءها لتكلفتها العالية وعدم جدواها، مشيراً إلى أن الكثير من المساجد قام بتركيب تلك الفلاتر، ويقوم المواطنون عقب كل صلاة بملء المياه منها، إلا أنها لا تكفى لأن المساجد تغلق بعد الصلاة مباشرة ولا تترك فترة زمنية كافية للمواطنين، مما يتسبب فى العديد من المشاحنات والمشاجرات. ويؤكد أشرف علام - أحد السكان - أن ابنه أصيب بنزلة معوية «12 مرة» رغم أن عمره لم يتجاوز السنتين، بسبب «تلوث المياه»، موضحاً أنه لا أحد يستطيع شربها لأنها «مياه مجارى». وتقول أم عبدالرحمن - من السكان - إن السيدات فوجئن بأن المياه القادمة من المحطة الجديدة «لونها بنى، وعندما يتم استخدامها فى الغسيل، تصبغ الملابس بلون برتقالى، خاصة مع الملابس الفاتحة، كما تغيرت ألوان الأطباق، مما دفعنا للجوء إلى ترعة الإسماعيلية للغسيل، والذهاب للقرى المجاورة لملء الجراكن بالمياه النظيفة للشرب منها، بعد أن قامت المساجد بتحذير المواطنين عبر مكبرات الصوت من شرب المياه وتلوثها. من جانبه، يقول محمد هاشم عبدالكريم، رئيس المجلس المحلى بالقلج، إنه نظراً للزيادة الكبيرة فى أعداد السكان، فقد تم إنشاء محطة تعتمد على 4 آبار ارتوازية ملاصقة تماماً لترعة الإسماعيلية، لإمداد أكثر من 250 ألف مواطن فى عدة قرى بجوار مركز القلج، ودخلت الخدمة بمعرفة الشركة القابضة لمياه الشرب، بقيمة إجمالية بلغت 30 مليون جنيه، ومنذ دخولها الخدمة لاحظنا وجود رائحة للمياه، كما تأكدنا من اختلاطها برائحة الصرف الصحى، لذلك شكلنا لجنة من أعضاء المجلس ومراقب الصحة لجلب عينات بعد استيفاء الإجراءات المعملية وتحليلها بمركز بحوث الصحراء، وهو جهة حكومية تمتلك أجهزة وإمكانات تؤهلها لعمل التحاليل بشكل علمى وسليم، وقررنا غلق المحطة مؤقتاً حتى ظهور نتيجة التحاليل. وأوضحت نتيجة تحاليل ل 6 عينات عدم صلاحية المياه القادمة من محطة المياه الجديدة للشرب كيماوياً وبيولوجياً، مما دفعنا لتقديم مذكرة لمحافظ القليوبية، خاصة أنه لم يتم عمل شهادات صلاحية للمحطة قبل إدخالها الخدمة، كما هو متبع فى مثل هذه الحالات، رعاية لصحة المواطنين. بدوره يقول الدكتور حسنى محمود عزالدين، أستاذ المياه الجوفية بمركز بحوث الصحراء، «إن نتيجة التحاليل أظهرت زيادة كبيرة فى نسبة الحديد والماغنيسيوم، ووصلت بعض النسب لعشرات أضعاف النسب المسموح بها صحياً، مشيراً إلى تسببها فى الفشل الكلوى والكبدى وفشل فى القلب أيضاً، لأن نسبة الماغنيسيوم وصلت فى بعض العينات لوضع ينبئ بظهور أمراض أخرى. ويضيف حسنى: «إن توفير كوب مياه نظيفة يوفر على الدولة أموالاً طائلة تدفعها، كان أولى بها أن تجرى العديد من الأبحاث على موقع المحطة قبل إنشائها، والاستعانة بالخبراء فى هذا المجال.
