عادت شكاوى المواطنين من عدم وجود كوب مياه للشرب مع حلول الصيف، لتعود بذلك مفردات الأزمة الموسمية إلى صور الصحف جراكن المياه، وعربات الكارو تجر خزانات المياه النظيفة، وأطفال ريفيون فقراء يشربون مياها عكره. ففى الشرقية تسبب انخفاض المياه الجوفية فى حالة عطش، خاصة القرى التى يعانى أهلها عدم وجود محطات معالجة مياه، ولجأ الأهالى لطلمبات الرفع للمياه الجوفية، فلجأ أهالى قرية ترعة الصعيدى إلى استخدام الحمير فى نقل العديد من الجراكن المعبئة بالمياه، واستخدم الشباب المتوسيكلات والتوك توك فى نقل المياه بغرض الشرب والطهى من القرى المجاورة التى بها محطات معالجة مياه من مركز «صان الحجر». وفى قرية المناجاة الكبرى بمركز الحسينية قال سامح محمود إن المياه تأتينا على جرارات مرة واحدة كل خمسة أيام. وقال عبد الرحمن يوسف: تجف فى شهر يوليو الآبار الجوفية، ونعانى انقطاع المياه، لأنها لا تأتى إلا نصف ساعة فقط فى وقت غير محددة كل ثلاثة أيام ويكون لونها أصفر ولها رائحة. فى حين يقول صلاح بيومى رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب بالشرقية، فى الاجتماع المجلس المحلى بالمحافظة أن الشرقية ليس بها بيت خالٍ من المياه الصالحة للشرب، مما دفع الأعضاء بالمجلس المحلى للثورة فى وجهه مؤكدين أن هناك قرى بأكملها لم تصل مياه صالحة للشرب إليها. وفى مجلس محلى الفيوم لم يختلف الحال كثيرا، حيث انتقد محمد الشيمى، عضو المجلس انقطاع مياه الشرب عن قرية الربع التابعة لمركز يوسف الصديق وقال إن الأهالى يعانون من العطش، ورغم ذلك مسئولو شركة المياه يحصلون فواتير استهلاك المياه، وكانت هناك وعود بأن مشكلة نقص مياه الشرب ستنتهى بانتهاء شهر يونية الماضى، إلا أن شيئا لم يحدث. ويعترف الدكتور جلال مصطفى سعيد، محافظ الفيوم، خلال الجلسة الختامية للمجلس المحلى للمحافظة، أن هناك مشكلة وصفها بالبسيطة فى بعض القرى بالنسبة لمياه الشرب، مثل بعض القرى التابعة لمركز سنورس، ومن بينها قرية الطحاوى وغيرها، وهى ليست أزمة عدم وجود مياه. وإنما قلة ضغط المياه، مشيرا إلى أن كمية المياه الواردة للفيوم زادت، وأن محطة المياه الجديدة بمركز طامية انتهت نسبة 99.5 % من أعمالها، ولم يتبق منها سوى جزء يمر تحت ترعة الإبراهيمية ومنطقة العياط بطريق الصعيد الزراعى. ووعد المحافظ بأن تنتهى مشكلة مياه الشرب خلال 10 أو 15 يوما على الأكثر. من جانبه أكد اللواء محمود نافع رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم أنه يتم التنبيه على المحصلين التابعين للشركة بعدم تحصيل فواتير مياه من المناطق التى تعانى من نقص المياه. وفى قنا ناقش المجلس المحلى الطلب العاجل الذى قدمه عدد من أعضاء المجلس عن مركز دشنا لمحافظ قنا حول انقطاع المياه عن المركز وقرى دشنا منذ أيام طويلة بسبب تهالك مواسير المياه أثناء تنفيذ مشروع الصرف الصحى. وقال الأعضاء إن مشكلة خطيرة وقعت فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى، فأثناء القيام بالمشروع وتركيب المواسير تكسرت المواسير؛ مما تسببت فى انقطاع المياه عن المركز، ورغم أن هذه المواسير غير مطابقة للمواصفات من البداية إلا أن مجلس مدينة دشنا رضى باستلامها. وجاء رد محافظ قنا اللواء مجدى أيوب أنه بمجرد علمه بالمشكلة أصدر تعليماته بإرسال لجنة فنية لمعاينة الموقع وحل هذه المشكلة فى أسرع وقت ممكن. وفى أسيوط دخلت أزمة انقطاع المياه عن قرية «كوم المنصورة» أسبوعها الخامس دون حل، حيث شهدت القرية خلال هذه الفترة أزمة طاحنة بحثا عن كوب مياه نظيف، مما جعل الأهالى يتجهون إلى جلب المياه من القرى المجاورة على ظهور الحيوانات، أحمد عبد الله من أهالى القرية إن أزمة انقطاع المياه دخلت أسبوعها الخامس دون حل، المياه منقطعة منذ أكثر من 40 يوما عن القرية، مما جعلنا نقوم بجلب المياه من القرى المجاورة على ظهور الحيوانات من قرى بنى محمديات، وشقلقيل، والمعابدة، وأضاف أزمة المياه مستمرة منذ العام الماضى التى شهدت خلالها القرية عددا من الحرائق التى كادت تؤدى إلى كارثة. لولا تقديم بعض الأهالى مخزون المياه لديهم لإطفاء هذه الحرائق، ويقول عندما سألنا المسئولين عن سبب الانقطاع أخبرونا أنه يتم حاليا تغيير شبكة المياه القديمة بالقرية، التى تسببت فى انقطاع المياه بسبب انفجار المواسير، والتى لم تتحمل ضغط المياه مما أدى إلى انفجارها وانقطاع المياه عن القرية. ومن جانبه قال محمد أبوسيف رئيس مدينة أبنوب إنه تم حفر بئر ارتوازية مبدئيا للوفاء بحاجة الأهالى من المياه لحل المشكلة، كما تمت مخاطبة الشركة القابضة لمياه الشرب لبحث أسباب مشكلة انقطاع المياه عن القرية. فيما قال إبراهيم عماشة رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط إن مشكلة عدم وصول المياه فى قرية كوم المنصورة يرجع إلى ضعف التيار الكهربائى، الذى لا يستطيع تشغيل محطات المياه، وتم تكليف لجنة لزيارة القرية والوقوف على المشكلة لحلها.