تباينت أسعار «جراكن» المياه فى المحافظات، وتراوحت بين جنيه وأربعة جنيهات، فى ظل أزمة «عطش» طاحنة ضربت عددا كبيرا من القرى والمدن بسبب انقطاع المياه لفترات طويلة، وهو ما يتزامن مع حالة من الغضب بلغت حد التهديد بقطع الطريق الزراعى فى القليوبية، والطريق السريع فى المنيا. ففى محافظة قنا.. يلجأ المواطنون إلى شراء جراكن المياه بسعر جنيه للجركن (عبوة 4 لترات) بعدما انقطعت المياه عن قرى الشقيفى والقليعات ونجع العرب والشيخ حسين بمركز أبوتشت، مما تسبب فى إصابة الأهالى بحالة من الغضب. وقال جمال فريد، أمين الحزب الناصرى بقنا: إن المياه فى قرى الشقيفى والقليعات «غير صالحة للاستخدام الآدمى، مما تسبب فى إصابة العشرات بأمراض الفشل الكلوى، ورغم لجوء المواطنين لتحليل المياه فى معامل خاصة، واكتشافهم عدم صلاحيتها، تقول المعامل الحكومية إن المياه صالحة». وأضاف: «أهالى قرى كوم يعقوب والرفشة، يعانون أيضا من الانقطاع المستمر للمياه والذى يصل لأسبوع كامل مما يضطرهم لشراء المياه من أفراد ينقلونها من نجع حمادى مقابل جنيه واحد للجركن». ولا تزال الأزمة تسيطر على عدد من قرى محافظة الفيوم، التى يشكو عدد من مواطنيها فى قرى الخمسين والمصاروة والجراى وخليل وجبر وحلبوت وأحمد عبد المجيد (مركز إطسا) من عدم وصول المياه إلى منازلهم. فيما تعانى ثلاث قرى اخرى تبعد مسافة كبيرة من مدينة اطسا وهى الشيخ سليم وأبوحربة والمديرية من انقطاع المياه ويضطر الأهالى إلى شراء جركن المياه بأربعة جنيهات، وقال عدد من الأهالى إن المياه لا تصلهم «لبعد هذه القرى عن المدينة». وفى القليوبية.. تسبب جفاف الابار الارتوازية فى قرى مركز قليوب سنديون وطنان وقلما، وانقطاع المياه لفترات طويلة مما دفع عددا من الأهالى للتهديد بقطع الطريق الزراعى (مصر إسكندرية) بعد تجاهل المسئولين لشكواهم، واتهموا مسئولى الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف بالإهمال وعدم متابعة عمليات انشاء محطة المياه الجديدة العملاقة التى توقف انشاؤها بقرية كوم اشفين. كما استمرت أزمة انقطاع المياه بشبرا الخيمة رغم تقدم حى غرب ببلاغ للشرطة ضد شركة المياه والجهاز التنفيذى لمياه الشرب «لإهمالهما الذى تسبب فى معاناة الأهالى فى الحر والصيام، الامر الذى اثار حفيظة الاهالى وجعلهم يهددون بقطع الطريق الدائرى». من جانبه، طالب المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية المسئولين بالشركة القومية لمياه الشرب وشركة مياه القاهرة الكبرى بسرعة التحرك لمواجهة الأزمة «خاصة فى مناطق شبرا والخصوص وقليوب» بعد انقطاع المياه بشكل مستمر عن هذه المناطق وأدى انقطاع مياه الشرب فى قرى اطواب بمركز الواسطى و منقريش بمركز بنى سويف إلى استخدام الاهالى الطلمبات الحبشية واستخدام المياه المالحة. ففى قرية اطواب مركز الواسطى.. يعيش الأهالى بدون مياه شرب نتيجة توقف خط المياه عن الضخ بسبب تهالك الشبكات، مما دعا الأهالى إلى الاستغاثة برئيس المدينة الذى ألقى بالمسئولية على هيئة مياه الشرب. وأرسل نحو 600 مواطن من المنيا بعدد من الشكاوى الجماعية لرئيس الوزراء يهددون فيها بقطع الطريق الزراعى من جديد، بسبب انقطاع المياه فى منطقة غرب سمالوط منذ أربعة أيام، وتباطؤ المسئولين فى حل مشكلة الأهالى. وطالب الأهالى محافظ المنيا بزيارة المنطقة «للوقوف على خداع المسئولين الذين أكدوا للمحافظ أن المياه لم تنقطع ولكنها ضعيفة». وأثار المواطنون التنويه الذى نشرته الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط والذى جاء فيه: « نظرا لإجراء بعض الإصلاحات فى خطوط المياه بالمنطقة الغربية الشمالية بمدينة سمالوط سيلاحظ ضعف المياه فى هذه المنطقة ابتداء من الساعة العاشرة مساء وحتى الثانية عشرة مساء اليوم وسيتم عودتها مرة أخرى عقب الإصلاحات «وتجاهل هذا التنويه أن المياه منقطعة منذ 4 أيام متصلة وأن الأهالى اضطروا للشرب من مياه النيل مباشرة واستخدامها فى الحياة اليومية دون تحلية، مما أصاب عددا من الأطفال بالتلوث، والتقلصات، وتم نقل عدد منهم للمستشفيات.