تتصاعد الأزمة الحادة فى نقص مياه الشرب ومعها معاناة المواطنين بمحافظة مطروح على مدار الساعة بشكل غير معتاد فى هذه الفترة من العام، حيث كانت تظهر أزمة نقص المياه مع ازدياد إقبال المصطافين على مطروح والساحل الشمالى خلال شهرى يوليه وأغسطس. فى نفس الوقت لم تنعكس هذه الأزمة على منتجع مارينا وقرى الساحل الشمالى حى تحرص الأجهزة المختلفة على توفير المياه لها بكميات أكبر من المخصص لها، سواء من محطة مياه العلمين أو من خلال خط ال 1000 مليمتر القادم من الإسكندرية والتى تبلغ كمية المياه التى يتم ضخها من خلاله حوالى 80 ألف متر مكعب يوميا تستحوذ مارينا وحدها على أكثر من نصف الكمية والباقى تستفيد منه مدينة الحمام والقرى السياحية بالساحل الشمالى. هذا فى الوقت الذى يستمر فيه انخفاض منسوب المياه بترعة الحمام للحد الذى تتوقف معه محطة مياه جنوب العلمين بشكل متكرر يوميا، والتى تعمل بربع طاقتها منذ أسبوعين رغم تدخل المحافظ ومسئولى شركة المياه لدى وزارة الرى وطلب توفير المياه وضخها فى ترعة الحمام بالكميات اللازمة لتشغيل محطة جنوب العلمين بكامل طاقتها البالغة 140 ألف متر مكعب يوميا. وقد تسببت هذه الأزمة فى معاناة حقيقية يعيشها أهالى مطروح حاليا، كما أن موقف شركة مياه مطروح والمحافظة ومجالس المدن فى موقف صعب بسبب العدد الهائل من الشكاوى التى تصل من المواطنين يوميا وتتزايد مع الوقت، كما أن غراب مياه مدينة مرسى مطروح يشهد تكدس مئات المواطنين فى انتظار حصول كل منهم على سيارة مياه بعد أن توقف وصول المياه للمنازل من خلال خطوط المواسير بمعظم المناطق، ومع قلة عدد سيارات نقل المياه مقارنة بطلب المواطنين يضطر معظم المواطنين للتردد يوميا على غراب المياه وقضاء طوال اليوم هناك حتى يتمكن من الحصول على سيارة مياه تكفيه هو وأسرته لمدة تتراواح بين 10 أيام إلى 15 يوما. ورغم تأكيد اللواء يسرى هنرى رئيس شركة مياه مطروح عن تحسن الوضع وتعويض النقص الذى حدث فى خزانات المياه الاستراتيجية والتى سعتها حوالى 80 ألف متر مكعب والمخصص للطوارئ القصوى، فإن عدد من المصادر من داخل الشركة أكدت لليوم السابع، أن الاعتماد ما زال قائما على الخزانات الاستراتيجية فى تعويض النقص بشكل لم يحدث من قبل وأن المخزون بها انخفض لأدنى مستوى ورغم محاولات التعويض من وارد مياه محطة العلمين حال عملها يتم العودة للسحب من الاستراتيجى مرة أخرى. أكد عدد كبير من المواطنين على استيائهم مما يحدث ومن سوء تعامل المواطنين مع الأزمة التى يمكن أن تكون انعكاساتها خطيرة على الجميع وتتسبب فى خراب بيوت معظم المواطنين فى حال استمرت هذه الأزمة وتسبب فى ضرب المصيف. كما شكى المواطنون من عودة المتاجرة فى مياه الشرب سواء فى السوق السوداء أو من العاملين بشركة المياه خاصة سائقى سيارات نقل المياه الذين يحصلون على مبالغ ضعف الذى تحصل عليه الشركة مقابل توصيل المياه لمنزل المواطن رغم سداده لقيمة المياه والنقل للشركة بإيصال رسم، وكذلك انتشار حالة التمييز فى التوزيع، حيث إن البعض يحصل على المياه دون الذهاب إلى غراب المياه بالكيلو 8 شرق مطروح والانتظار لساعات أو أيام حتى يحصل على المياه، وذلك بسبب المحسوبية أو دفع مبالغ أكبر للسائقين فى ظل عجز الشركة من السيطرة على هذه الظاهرة سواء خلال الأزمة أو فى الأيام العادية. وأمام هذه الأزمة الطاحنة يلجأ المواطنون لشراء المياه بالبرميل من السوق السوداء لحين حصولهم على حصتهم من شركة المياه وقد انتشرت ظاهرة " كاروزة المياه " وهى عربة كارو تحمل برميلين مياه لتوصيل المياه للمنازل مقابل 10 جنيهات للبرميل الواحد رغم أن هذه الظاهرة اختفت تماما خلال فترة تولى الفريق محمد الشحات محافظا لمطروح من عام 2001 حتى بداية 2008 ثم عادت للظهور خلال فترة الصيف العامين الماضيين. ويتوقع كثيرون أن هذا العام سيكون هو الأسوأ والأكثر تفاقما لأزمة نقص المياه بسبب عدم وجود تنسيق وتدخل قوى لدى وزارة الرى، لتوفير المياه بترعة الحمام والتى تكفى بالكاد تغطية احتياجات المواطنين والمصطافين وكذلك تشديد الرقابة من داخل شركة مياه الشرب ومن خارجها ومنع التلاعب والمتاجرة بالمياه واختلاق أزمات مفتعلة من أجل ازدهار ما يطلق عليه فى مطروح ببزنس المياه خلال الصيف. عربة نقل المياه تسحب من الخزانات الجميع فى انتظار عربة المياه نقص المياه يؤثر على الحركة السياحية بالمدينة مياه للبيع