أعلن رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت المتورط في قضايا فساد استقالته اليوم الأحد خلال اجتماع لمجلس الوزراء. وقال أولمرت عند افتتاح جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية: "قررت التخلي عن مهامي بصفتي رئيسًا للحكومة الصهيونية"، لكنه لم يوضح في أي وقت سيسلِّم الرئيس شيمون بيريز رسالة استقالته؛ علمًا بأن عملية خلافته لن تبدأ رسميًّا إلا بعد تسلم هذه الرسالة. وفي انتظار تعيين رئيس جديد للوزراء أو إجراء انتخابات مبكرة سيبقى أولمرت على رأس حكومة انتقالية، وسيكون أمام الرئيس الصهيوني- اعتبارًا من تسلمه رسالة الاستقالة- مهلة من 7 أيام لإجراء مشاورات مع زعماء الأحزاب ال13 الممثلة في البرلمان وتعيين النائب الذي يعتبر في موقع أفضل للسعي إلى تشكيل حكومة جديدة. وتتمتَّع تسيبي ليفني التي انتُخبت على رأس حزب كاديما (وسط) الحاكم خلفًا لأولمرت بكل الفرص لكي يختارها بيريز لتشكيل حكومة جديدة. ومن ناحية أخرى، كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة عام 48 النقاب عن مخططات صهيونية؛ تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس، محذِّرًا من "مخطط يهدف إلى تطهير القدس القديمة من الوجود الفلسطيني حتى عام 2020م، إضافةً إلى مخطط آخر يهدف إلى تطهير كل القدس من الوجود الفلسطيني حتى عام 2050م، وعلى هذا الأساس تصبُّ كل الممارسات الاحتلالية من سحب هويات أو من طرد أو من هدم بيوت أو من مصادرة أراضي.. كله يصب في هذا الاتجاه". وتحدث الشيخ صلاح عن مشاريع الاحتلال لتهويد مدينة القدس، عبر تهويد عقاراتها ومؤسساتها، مشيرًا إلى سياسة التطهير العرقي بأساليب عديدة، من ضمنها سحب الهويات من المقدسيين، وطردهم وهدم بيوتهم ومصادرة أراضيهم. وشدَّد الشيخ صلاح على أن الاحتلال الصهيوني يسعى إلى "هدم تدريجي للأقصى"، مشيرًا إلى أن اليهود يهدفون إلى تحقيق "حلمهم الأسود من خلال بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى"، مشيرًا إلى عمليات حفر شبكات أنفاق تحت المسجد الأقصى، والشروع في هدم باب المغاربة وتشييد جسر عسكري أمني على أنقاضه، ومواصلة السيطرة على كل أبواب المسجد الأقصى بقوة السلاح، ومواصلة بناء سلسلة كنس على امتداد الحائط الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى، أو مواصلة تحويل مقبرة الرحمة الملاصقة للحائط الشرقي للمسجد الأقصى إلى متنزّه، مشيرًا إلى أن "كل هذا يصبُّ في اتجاه واحد كما قلت.. هدم تدريجي وتهيئة أرضية لتحقيق ذاك الحلم الأسود" وأشار إلى أن السلطات الصهيونية تمضي في مشروعها لتهويد القدس، عبر خطة تنفِّذها على مراحل "كل مرحلة فيها تدمير لجانب من المسجد الأقصى، إن كان تحت الأرض أو فوقها، وهذه هي الحقيقة المُرة التي تؤكد أن جرائم هذا المخطط لم تتوقف منذ عام 1967م حتى الآن، "مع كل ألمنا نقول: إن هذه المخططات لن تتوقف إلا بزوال الاحتلال الصهيوني". واعتبر الزعيم الفلسطيني أن عملية السلام "باتت عبارةً عن مشهد عبثي"، متسائلاً: "ما معنى الحديث عن اتفاق يستثني إمكانية قيام دولة فلسطينية، ويستثني إمكانية ولو الحديث عن مستقبل القدس، ويستثني حق اللاجئين، ويُبقي على الورم الاستيطاني في الضفة الغربية، ويُبقي على احتلال كامل للأغوار الفلسطينية؟!". ووصف ذلك كله بأنه "ضرب من السخرية والاستهزاء بعقل كل فلسطيني في العالم"، محذرًا من مخطط صهيوني يهدف إلى ابتلاع الحجم الحقيقي للمسجد الأقصى وساحته، مؤكدًا أن مساحة المسجد الأقصى بكل مبانيه محددة ب144 دونمًا (144 ألف متر مربع)، ويشمل ذلك مبنى قبة الصخرة ومبنى الجامع القبلي (المشهور عند المسلمين باسم المسجد الأقصى) ومبنى المصلى المرواني ومبنى المسجد الأقصى القديم ومبنى مسجد البراق، ومبنى المصلى الذي يقع تحت قبة الصخرة، ومباني القباب المنتشرة حول قبة الصخرة والمسجد والأراضي التي تحيط بالأقصى وقبة الصخرة وأشار الشيخ صلاح إلى أن المؤسسة الصهيونية لا تعترف بكل هذه المساحة، وإنما تعترف فقط بمساحة الأقصى في حدود قبة الصخرة وفي حدود الجامع القبلي، وتساءل: "ماذا عن بقية الأبنية والساحات؟"، مشددًا على أن الاحتلال يعتبر ما تبقَّى من مساحة المسجد الأقصى "أبنية عامة وساحات داخلية"، معتبرًا أن ذلك كله يصب في تسهيل عملية تشييد الهيكل اليهودي المزعوم في ساحات الأقصى. وشن الشيخ رائد صلاح هجومًا على منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، ووصفها بأنها "إحدى لجان الاحتلال الصهيوني"، مشددًا على انحياز هذه اللجنة الأممية لصالح الاحتلال منذ عام 1967م. مشيرًا إلى أن "اليونسكو" كتبت في تقريرها أنها اكتشفت أن الاحتلال "يستخدم الحوامض الكيماوية خلال حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، ثم لاذت اليونسكو بصمت على هذه الجرائم.. اليونسكو هي التي كتبت تقريرًا عام 2007م بعد هدم طريق المغاربة واجتهدت أن تكتب أعذارًا، وتجد مبرِّراتٍ خلال التقرير لهذه الجريمة الصهيونية بشكل صريح.. اليونسكو سمحت لنفسها أن تعطي جائزة تقدير للاحتلال الصهيوني، وأن تقدم له كل الشكر على جرائمه التي يقوم بها في المسجد الأقصى خاصةً وفي القدس الشريف". وطالب الشيخ صلاح "اليونسكو" بأن تلوذ بالصمت، وأن تغلق فمها أولى لها من كل هذه السخريات التي تقوم بها بما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك".